"إنزال نورماندي".. ذكرى معركة بداية تحرير أوروبا من قبضة هتلر

time reading iconدقائق القراءة - 3
جانب من عملية "إنزال نورماندي" أثناء الحرب العالمية الثانية - bbc.com
جانب من عملية "إنزال نورماندي" أثناء الحرب العالمية الثانية - bbc.com
القاهرة - آلاء عثمان

في الـ6 من يونيو من كل عام، تحل ذكرى أحد المشاهد الفارقة في الحرب العالمية الثانية، مع بدء العملية "أوفر لود" التي مكنت قوات الحلفاء من عبور القنال الإنجليزي وصولاً للشواطئ الفرنسية الشمالية، ومن ثم فتح جبهة جديدة مع العدو النازي أسهمت في تحرير أوروبا الغربية وهزيمة هتلر بشكل نهائي في العام التالي. 

خطة خداع 

في مايو 1940، غادرت قوات الحلفاء الأراضي الأوروبية في عملية إجلاء بعد هزيمة شديدة، وسيطرت ألمانيا النازية على أوروبا الغربية، وسقطت العاصمة الفرنسية باريس، لكن العودة ظلت هدفاً عسكرياً مهماً تحول لاحقاً إلى خطة محكمة ثم عملية عسكرية عُرفت باسم العملية Over load (حمولة زائدة). 

ووفقاً لموقع متحف الحرب الإمبراطوري البريطاني، استهدفت العملية فتح جبهة ثانية مع العدو النازي لتخفيف العبء على الاتحاد السوفييتي شرقاً، إضافة إلى تحرير فرنسا والذي من شأنه أن يُضعف ألمانيا بشكل عام، ووُضعت خطة الهجوم آنذاك من قبل الفريق البريطاني فريدريك مورغان، بالتعاون مع ضباط أميركيين وكنديين تحت قيادته. 

 ولتحقيق عنصر المفاجأة في الهجوم، اعتمد الحلفاء تقديم عناصر خداع، أوهمت النازيين برغبتهم في مهاجمة مواقع أخرى على طول الساحل الأوروبي، وكان من المخطط للعملية أن تنطلق في الـ5 من يونيو إلا أن العوامل الجوية أدت إلى تأجيلها لليوم التالي وفقاً لموقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". 

إنزال نورماندي 

وتحت قيادة الجنرال الأميركي دوايت دي أيزنهاور، شارك في العملية جنود من القوات البحرية والبرية والجوية، وبدأ الهجوم بإسقاط جنود المظلات خلف خطوط العدو، أما التحرك الرئيس فشمل إنزال جنود المشاة على 5 مواقع رئيسة بشواطئ نورماندي شمال فرنسا، ووفقاً لموقع History عُرفت مواقع الإنزال بالأسماء الكودية "أوماها"، "يوتا"، "جولد جولد"، "جونو"، و"سورد". 

وعلى الرغم من تمكن قوات الحلفاء من السيطرة على أغلب الشواطئ المذكورة بعد مقاومة محدودة، إلا أن القوات الأميركية لقيت مواجهة ألمانية شديدة في شاطئ أوماها، كبدت القوات خسائر بشرية يقدرها History بـ 2000 مقاتل أميركي، فيما قُدرت خسائر الحلفاء عن الهجوم بأسره بأكثر من 4 آلاف مقاتل، إضافة إلى آلاف الجرحى والمفقودين. 

تقدم للعمق 

ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية، شارك في الهجوم الأولي الذي يُعرف باسم D-Day، نحو 7 آلاف مركب وزوق هبوط، مكنت قوات حجمها 156 ألف مقاتل من عبور القنال الإنجليزي إلى الغرب الأوروبي، إضافة إلى 10 آلاف من المركبات والسيارات، وعلى مدار الأيام التالية للهجوم استمر وصول القوات للساحل الفرنسي وفقًا لـ"History " ليتخطى عددهم 300 ألف مقاتل. 

وتمكن مقاتلو الحلفاء من السيطرة على مواقعهم على الشواطئ وبدأوا الزحف للعمق ببطء إلا أنهم تمكنوا من تحرير العاصمة الفرنسية بحلول أغسطس من العام ذاته، لتبدأ أسهم الحلفاء في الصعود مرة أخرى تمهيداً لنهاية الحرب.