
كشف تقرير لوكالة فرانس برس معاناة العديد من العائلات العراقية، بسبب القصف التركي المتواصل، على بلداتهم في شمال العراق، والذي أدى إلى نزوح مئات العائلات إلى مناطق أخرى.
وتستخدم تركيا في هجماتها ضد "حزب العمال الكردستاني"، طائرات مسيرة تصل إلى منطقة سنجار جنوبي دهوك، القريبة من الحدود مع سوريا، ما تسبب من دون عودة آلاف النازحين إلى بلداتهم، وفق الوكالة الفرنسية.
وفي 23 أبريل الماضي، أطلقت تركيا عملية "مخلب البرق - الصاعقة" العسكرية، ضد مقاتلي "حزب العمال الكردستاني" الذيتصنفه أنقرة تنظيماً إرهابياً، ما تسببت حتى الآن في إصابة 4 مدنيين بجروح في دهوك.
هروب من القصف
يوحنا خوشفا، مختار من قرية حدودية في محافظة دهوك في كردستان العراق، قرر في منتصف يونيو الماضي، أن يغادر مع أبناء قريته الـ120 إلى منطقة مجاورة، هرباً من القصف التركي ضد "حزب العمال الكردستاني".
وقال يوحنا لوكالة "فرانس برس" إن "الشظايا تمطر على بيوتنا، وتكسر نوافذنا وأثاث بيوتنا"، مضيفاً: "خوفاً على أرواحنا، نزحنا".
ونزحت نحو 300 عائلة من قرى العمادية (شمالي العراق)، أي قرابة 1500 شخص، منذ بدء العملية التركية في أبريل الماضي، بحسب ما أعلنته وزيرة الهجرة العراقية إيفان فائق، الخميس.
لكن غيرهم نزح من قبل، وهم يطمحون للعودة منذ 3 سنوات، مثل برقي إسلام، الذي ترك قريته سنجي في شيلادزي، بعدما قُصفت مزرعتهم، وقُتل شقيقه في عام 2017، في واحدة من العمليات التركية.
وتضاءلت أفق عودة النازحين إلى مناطقهم، مع احتراق الأراضي الزراعية نتيجة القصف المستمر، وعدم قدرة الحكومة الكردية أو العراقية على دفع تعويضات.
احتراق الأراضي الزراعية
ورغم استدعاء بغداد السفير التركي أكثر من مرة للاحتجاج، إلا أن العمليات العسكرية التركية لم تتوقف، وتسببت بحرق نحو 20 كيلومتراً مربعاً من الغابات في دهوك، وفق بيان لمديرية الغابات والمراعي في المحافظة، ما يساوي نحو 2.5% من مساحة الغابات في العراق.
ورأى مدير برنامج تركيا في "مركز دراسات الدفاع عن الديمقراطية"، وعضو البرلمان التركي السابق عن حزب "الشعب الجمهوري" المعارض، أيكان إرديمير، أن "الرئيس التركي يريد نقل المواجهة مع حزب العمال الكردستاني من تركيا إلى أراضٍ يسيطر عليها حزب العمال في العراق، أو يعبر منها" إلى تركيا.
واعتبر مدير المركز الفرنسي للأبحاث بشأن العراق، عادل بكوان، أن الحكومة العراقية التي تواجه تحديات أمنية عديدة "لا تملك الوسائل لمنع حزب العمال الكردستاني"، عدو أنقرة وأربيل، "من استخدام الأراضي العراقية"، كما يفعل منذ عقود، كقاعدة رئيسية لتمرده ضد أنقرة.
وقال النائب في برلمان كردستان ريفينك محمد، وهو من أهالي القرى الحدودية في العمادية، إن "الجيش التركي توغل في هجومه الأخير بعمق 10 كيلومترات في بعض المناطق، و15 كيلومتراً و20 كيلومتراً في مناطق أخرى".
وأشار النائب المعارض في برلمان كردستان، علي صالح، إلى أنه "قبل هذا الهجوم، كانت القوات التركية تدخل أراضي الإقليم من البوابات الرسمية، لكنها منذ بدء الهجوم، تقوم بإنشاء طرق وممرات للدخول مباشرة إلى الإقليم، من دون المرور بالطرق المعترف بها دولياً".