قال خبراء أمميون إن على بلدان العالم أن تتصدى مجتمعة للأزمات المزدوجة لتغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، وحذرتا من تدابير مكافحة الاحتباس الحراري التي تضر بالطبيعة.
وفي لقاء مشترك الخميس، ضمن أول تعاون على الإطلاق بين اللجنتين الحكوميتين الدوليتين التابعتين للأمم المتحدة بشأن المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، قال العلماء إنه "بينما تعزز التهديدات المزدوجة بعضها بعضاً، تم التعامل معها تاريخياً كما لو كانت منفصلة".
وحذر تقرير ورشة العمل، استناداً إلى المناقشات بين خبراء من فريق للتنوع البيولوجي وفريق لتغير المناخ من أن عدداً من التدخلات المخطط لها بشأن الاحتباس الحراري ستؤثر سلباً على الطبيعة.
ويشمل الأمر زراعة محاصيل الطاقة الحيوية على مساحات شاسعة من الأراضي، ما يضر بالنظم البيئية. كما حذر الخبراء من زراعة الأشجار لامتصاص التلوث الكربوني، في النظم البيئية التي لم تكن غابات سابقاً، والتي غالبا ما تدمر التنوع البيولوجي وإنتاج الغذاء.
ودعت اللجنة إلى وضع حد لفقدان وتدهور النظم البيئية الغنية بالكربون والأنواع على اليابسة والمحيطات.
"استعادة النظم البيئية"
وخلص الخبراء إلى أن الدعم الحكومي للأنشطة الضارة بالطبيعة، مثل إزالة الغابات والإفراط في التسميد والصيد الجائر يجب أن يتوقف. وشددوا في الوقت نفسه على الحاجة إلى تغييرات في عادات الاستهلاك الفردي.
وقال الباحثون إن "استعادة النظم البيئية هي من بين أسرع التدخلات المناخية المتاحة، ويمكن أن توفر أيضاً موئلاً إضافياً تشتد الحاجة إليه للنباتات والحيوانات".
وذكر رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ هوسانغ لي أن "تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي يجتمعان ليهددا المجتمع، وغالباً ما يؤديان إلى تضخيم وتسريع بعضهما بعضاً".
وقال لي إن التقرير كان "خطوة مهمة" في التعاون بين المجالات العلمية التي تركز على المناخ وتلك التي تركز على التنوع البيولوجي.
ورحّبت المجموعات المدافعة عن البيئة بالتعاون الذي تم تجسيده الخميس، وخلاصة التقييم بأنه لا يمكن الاعتماد على الطبيعة وحدها لموجهة الانبعاثات الكربونية الكبيرة للبشرية.
وقالت أستاذة السياسات البيئية العالمية في كلية الأطلسي دورين ستابنسكي إن "التقرير يخلص بشكل قاطع إلى أن الأنشطة المرتبطة سواء بالأرض أو المحيطات والتي تمتص الكربون يجب أن تكون إضافة إلى الخفض الطموح لانبعاثات الوقود الأحفوري وليس بديلاً منه".