أعلنت شركة "سبيس إكس" الأميركية، الخميس، أن مركبة "ستارشيب" الفضائية تحطمت أثناء الرحلة التجريبية السابعة التي كانت تهدف لاختبار قدرات الصاروخ العملاق.
وقالت شبكة NBC News، إن الجزء العلوي من نظام الصاروخ تفكك في مكان ما فوق خليج المكسيك أو ربما البحر الكاريبي، مشيرة إلى ظهور مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر حطاماً وهو يتناثر عبر السماء، بعد وقت قصير من إعلان "سبيس إكس" أنها فقدت الاتصال بالمركبة الفضائية.
وشارك الملياردير إيلون ماسك، مؤسس "سبيس إكس" ورئيسها التنفيذي، مقطع فيديو للحطام على حسابه على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، المملوكة له، وكتب: "النجاح غير مؤكد، لكن الترفيه مضمون".
وأضاف ماسك في وقت لاحق: "المؤشرات الأولية تشير إلى أننا تعرضنا لتسرب في الأكسجين/الوقود في التجويف الموجود فوق جدار حماية محرك المركبة، وكان التسرب كبيراً بشكل كافٍ لتكوين ضغط يتجاوز سعة التهوية".
وأوضح ماسك أن الشركة ستقوم بإجراء بعض التعديلات، بما في ذلك زيادة القدرة على إخماد الحرائق، لكنه أكد أن الشركة لن تُجري أي تغييرات في خطط الإطلاق المقبلة.
وأشارت NBC إلى أنه لم يكن هناك أي شخص على متن "ستارشيب"، التي لا تزال قيد الاختبار للبعثات إلى القمر وما وراءه.
ووفقاً لـ NBC، فإن الرحلة التجريبية السابعة لـ "ستارشيب" بدأت بسلاسة، حيث انطلق الصاروخ، ونجح مُعززه في العودة إلى الأرض سليماً في موقع الإطلاق Starbase التابع للشركة بالقرب من مدينة براونزفيل بولاية تكساس، لكن المشكلة بدأت بعد ذلك بوقت قصير، عندما فقدت "سبيس إكس" الاتصال مع "ستارشيب" بعد حوالي تسع دقائق من الإقلاع.
وقالت كيت تيس، مديرة أنظمة الجودة في "سبيس إكس"، إن "الشركة فقدت الاتصال بالمركبة الفضائية"، كما أعلنت الشركة على منصة "إكس" أنها تعرضت لـ "تفكك سريع غير مُخطَط له".
وقالت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية، الخميس، إنها "على عِلم بحدوث خلل أثناء رحلة (ستارشيب) السابعة".
وبعد ذلك بوقت قصير، أضافت الإدارة، في بيان مُحدَّث، أنها "أبطأت وحولت حركة الطائرات حول المنطقة التي سقط فيها حطام المركبة الفضائية، لفترة قصيرة"، مشيرة إلى أنه تم استئناف العمليات بشكلها الطبيعي فيما بعد.
وأظهر مقطع فيديو نشرته "سبيس إكس"، أن المسار المُخطَط له لـ"ستارشيب" كان من المقرر أن يبدأ من الجزء الجنوبي لولاية تكساس فوق خليج المكسيك وشبه جزيرة يوكاتان، ثم شرقاً بالقرب من كوبا وعبر المحيط الأطلسي، ولو كانت الرحلة قد سارت كما هو مُخطَط لها، لكانت المركبة قد هبطت في النهاية في المحيط الهندي، بحسب NBC.
وتعد "ستارشيب" أقوى صاروخ تم تطويره على الإطلاق، حيث يبلغ طوله 400 قدم، ويتكون من جزأين: مُعزز في الجزء الأولي يُعرف باسم Super Heavy، ومركبة "ستارشيب" الفضائية في الجزء العلوي.
ومن المتوقع أن تلعب "ستارشيب" دوراً حاسماً في جهود وكالة ناسا للعودة إلى القمر، حيث اختارت الوكالة "سبيس إكس" لنقل رواد الفضاء إلى سطح القمر خلال بعثة "أرتميس 3" التي من المقرر إطلاقها في عام 2027، كما قال ماسك إنه يمكن استخدام المركبة في البعثات المستقبلية إلى المريخ.
ونشر بيل نيلسون، مدير وكالة ناسا، رسالة تهنئة على منصة "إكس"، قال فيها إن "الرحلات التجريبية ضرورية لضمان سلامة البعثات المأهولة".
وكتب: "رحلات الفضاء ليست سهلة، وليست روتينية على الإطلاق، ولهذا السبب تعد هذه الاختبارات مهمة للغاية، فهي تقربنا من هدفنا للوصول إلى القمر ثم إلى المريخ عبر أرتميس".
وذكرت NBC أن مثل هذه الحوادث ليست نادرة الحدوث أثناء اختبار الصواريخ والمركبات الفضائية الجديدة، إذ انتهت أول محاولة لشركة "سبيس إكس" لإطلاق "ستارشيب" في عام 2023 بانفجار ناري بعد دقائق قليلة من الإقلاع، وأدى الحادث إلى بدء عملية مراجعة للسلامة استمرت عدة أشهر، كما أنه أثار تساؤلات حول الآثار البيئية لإطلاق الصواريخ من ساحل الخليج في جنوب تكساس.