
ضمن 9 من الأسماء الذين سمّاهم الرئيس الأميركي جو بايدن، كمبعوثين للبيت الأبيض لدى جهات عدة، برز اسم تشيلسي سولينبرغر، الطيار المُخضرم المعروف باسم "سولي"، بصفته مرشح البيت الأبيض كي يكون مبعوثه لدى منظمة الطيران المدني الدولي.
وبالرغم من تاريخه الطويل في العسكرية والطيران، إلا أن شهرة سولينبرغر تنسب إلى معجزة الهبوط بطائرة إيرباص على متنها 155 راكباً في نهر هدسون بولاية نيويورك، في حادثة يألفها جيداً من شاهد تجسيدها الهوليودي في فيلم "سولي" الذي عُرض عام 2016، وأدى فيه توم هانكس دور سولينبرغر.
شغف مبكر
وُلد تشيلسي سولينبرغر في الـ23 من يناير عام 1951، بولاية تكساس، ومنذ طفولته أظهر شغفاً مبكراً بالطيران، وبدأ في متابعة ذلك الشغف في سن السادسة عشرة، بحسب ما يروي عن نفسه في موقع رسمي يحمل اسمه.
بدايته الرسمية كانت عبر التحاقه بأكاديمية القوات الجوية الأميركية عام 1969، والتي تخرج فيها عام 1973، كضابط، بدرجة علمية، كما حصل أيضاً على درجة الماجستير من جامعة بوردو وجامعة شمال كولورادو، وفقاً لـ"بيوغرافي".
وخدم سولينبرغر كطيار مقاتل في الفترة ما بين 1973 و1980، واعتاد حينذاك على قيادة طائرات حقبة فيتنام الشهيرة "F-4 Phantom II".
أثناء خدمته في القوات الجوية، تدرج سولينبرغر سريعاً ليصبح قائداً للطيران، وضابط تدريب، إضافة إلى توليه قيادة مهمة "مناورات العلم الأحمر"، وهي تدريبات قتالية جوية متقدمة، وكان عضواً أيضاً في لجنة التحقيق بحوادث الطائرات.
ومنذ أن فرغ من السلك العسكري في فبراير عام 1980، انضم سولينبرغر لشركة طيران "باسيفيك ساوث ويست"، ليعمل كطيّار مدني، وهي الشركة التي استحوذت عليها شركة الخطوط الجوية الأميركية لاحقاً، حتى تقاعد من الطيران في مارس 2010.
الرحلة 1549
في الخامس عشر من يناير عام 2009، كان الطيار المخضرم تشيلسي سولينبرغر على متن طائرة إيرباص من طراز A320، برفقة أربعة من أفراد الطاقم الجوي، وذلك خلال الرحلة 1549 التابعة لشركة الخطوط الجوية الأميركية.
ومن مطار لاغوارديا بولاية نيويورك، أقلعت الرحلة متجهة إلى مدينة شارلوت بولاية كارولينا الشمالية، وعلى متنها 155 راكباً، وذلك وفقًا لـ"الموسوعة البريطانية".
وفي الوقت الذي قاد فيه سولينبرغر المهمة التي تداولتها وسائل إعلام لاحقاً بشكل موسع بوصفها "معجزة على نهر هدسون"، كان عمره يناهز 57 عاماً، وأسهمت سنوات خبرته حينذاك في الهبوط بشكل آمن تماماً، ومن دون أي ضحايا، بشكل اضطراري.
آنذاك، وصف ناجون لـ"سي إن إن" لحظات الخطر، التي بدأت بتوجيهات قائد الطائرة بالاستعداد للاصطدام، ومن ثم انحنى الجميع، والتزموا مقاعدهم حتى لامست الطائرة الماء، الأمر الذي ساعد على منع العديد من الإصابات المحققة.
وأثبتت التحقيقات التي أجرتها الدائرة الوطنية لسلامة النقل بالولايات المتحدة الأميركية، أن العامل الأساسي في الأعطال التي أجبرت سولينبرغر على الهبوط كان سرباً من الأوز الذي اصطدم بالطائرة أثناء إقلاعها من مطار لاغوارديا، متسبباً في تدمير المحركات.
وقد أقرت "سلامة النقل" أخيراً أن سولينبرغر اتخذ قراراً سليماً، وذلك بعد أن جُوبه بتشكيك في بطولته ورجاحة خياره بالهبوط في نهر هدسون.
تقدير استثنائي
وعلى خلفية بطولته الاستثنائية، تلقى سولينبرغر ثناءً بالغاً من الرئيس الأميركي جورج بوش الابن، ودُعي كضيف شرف إلى حفل تنصيب الرئيس السابق باراك أوباما في ولايته الأولى.
كما حل الطيار السابق بالمرتبة الثانية ضمن قائمة الـ100 شخصية الأكثر تأثيراً عام 2009، من قبل مجلة "تايم"، وحاز في العام ذاته وساماً رفيعاً من رابطة الطيران التي يرعاها الأمير الإنجليزي الراحل فيليب، دوق أدنبرة. كما تقلّد عام 2010 وسام جوقة الشرف من دولة فرنسا.
ومنذ تُقاعده في رحلة شرفية عام 2010، واصل تشيسلي سولينبرغر نشاطه في إلقاء المحاضرات عن الطيران والسلامة الجوية عبر عدد من المنصات حول العالم، وشارك في تأليف كتابين، أحدهما ضم سيرته الذاتية ووقائع الرحلة 1549.




