المغرب.. انتعاش سياحي وتوقعات باستقبال 20 مليون زائر في 2025

تنويع العروض وفتح خطوط جوية جديدة يدفعان الرباط نحو جذب المزيد من السياح

time reading iconدقائق القراءة - 7
قارب لنقل الركاب عبر نهر أبو رقراق بالقرب من قصبة الوداية بين مدينة سلا والعاصمة المغربية الرباط - 27 سبتمبر 2020 - AFP
قارب لنقل الركاب عبر نهر أبو رقراق بالقرب من قصبة الوداية بين مدينة سلا والعاصمة المغربية الرباط - 27 سبتمبر 2020 - AFP
الرباط-الشرق

يترقب القطاع السياحي في المغرب طفرة خلال العام الجاري، إذ تتوقع الرباط استقبال 20 مليون سائح بفعل تنويع العروض السياحية، وتعزيز الاستثمارات.

ويدعم تلك التوقعات ارتفاع عدد الوافدين إلى المغرب في يناير وفبراير الماضيين، مع توقعات بتحسن أكبر خلال الأشهر المقبلة، مدفوعة باتفاقات دولية واستضافة فعاليات رياضية، أبرزها نهائيات كأس الأمم الإفريقية. 

واستقبل المغرب 520 ألف سائح إضافي خلال شهرين فقط من العام 2025، مقارنة بسنة 2024، وهو أمر تصنفه وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور بأنه "استثنائي".

وقالت عمور لـ"الشرق": "نواصل تعزيز جدولة المقاعد الجوية، حيث نستهدف 13.3 مليون مقعد في 2025، أي بزيادة قدرها 20% عن السنة الماضية.. وسنقوم بإطلاق موجتين جديدتين من حملة "المغرب أرض الأنوار، ولا ننسى هنا أننا سنستضيف كأس أمم أفريقيا 2025 والتي ستكون منصة للترويج للمغرب كوجهة إفريقية متميزة".

وأضافت: "أعلنا مؤخراً عن أرقام سياحية استثنائية تعكس النجاح المتواصل لاستراتيجية المغرب السياحية.. خلال شهري يناير وفبراير 2025، استقبل المغرب ما يقارب 2.7 مليون سائح، مسجلاً بذلك ارتفاعاً بنسبة 24% مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، أي ما يعادل 521 ألف سائح إضافي".

وتابعت: "خلال شهر فبراير وحده، بلغ عدد الوافدين حوالي 1.4 مليون سائح، بزيادة قدرها 22% مقارنة بفبراير 2024، وهو ما يعكس دينامية إيجابية تعزز مكانة المغرب كوجهة سياحية رائدة على المستوى الدولي".

واعتبرت الوزيرة هذه النتائج السياحية "غير مسبوقة"، وقالت إن المغرب لم يحققها من فراغ.

الربط مع السوق الأميركية

يعد القطاع السياحي محركاً مهماً للاقتصاد المغربي، فهو يساهم بنسبة 7% من الناتج الداخلي، بالإضافة إلى ذلك، يوفر القطاع السياحي فرص عمل مباشرة لأكثر من 7% من السكان، أي ما يقارب 827 ألف شخص.

كما أن له تأثيراً كبيراً على قطاعات أخرى مرتبطة به، كقطاع الصناعة التقليدية الذي يشغل وحده 2.7 مليون شخص، مما يبرز مدى التأثير الكبير للسياحة على التشغيل.

وشرحت الوزيرة فاطمة الزهراء عمور أهمية السوق الأميركية بالنسبة لاستراتيجية للسياحة المغربية قائلة: "يشكل الخط الجديد بين أتالانتا ومراكش مع شركة دلتا إيرلاينز خطوة مهمة.. فمدينة أتالانتا تُعتبر أكبر مركز جوي في العالم، مما يمكننا من الوصول إلى أكثر من 100 مدينة أميركية".

وقالت إنه "بفضل هذه الرحلة الجديدة، أصبحت مراكش الآن متصلة بثلاثة مراكز رئيسية في أميركا الشمالية: نيويورك، ومونتريال، وأتالانتا".

وتُدر السياحة عائدات مهمة من العملة الصعبة، حيث تساهم بإيرادات وصلت إلى 112 مليار درهم في 2024.

كما أن الاستثمار في القطاع السياحي يشهد نمواً متزايداً، إذ يصل إلى 8 مليارات درهم أي زيادة سنوية بنسبة 5%، وهو أمر تعتبر الوزيرة أنه "يعكس الثقة المتزايدة في الإمكانات السياحية للمغرب من طرف المستثمرين".

النقل الجوي في المغرب

في يناير الماضي، سجل قطاع النقل الجوي زيادة في عدد الوافدين إلى البلاد تقدر بنسبة 29% مقارنة مع نفس الشهر من السنة الماضية، كما أنها نسبة تتجاوز بأكثر من 71% عدد الوافدين الذين دخلوا المغرب عن طريق الجو، مقابل 68% في عام 2024.

في هذا السياق، يحافظ مطار مراكش المنارة الدولي على تصدره لقائمة المطارات باستقباله ما يزيد على 334 ألف وافد، بزيادة قدرها 27%. متبوعاً بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء الذي استقبل قرابة 195 ألف شخص، ثم مطار أغادير المسيرة بنحو 100 ألف شخص، وسجل مطار طنجة ابن بطوطة ارتفاعاً في عدد الوافدين إليه بنسبة 37%.

وقال الخبير في الشأن السياحي الزوبير بوحوت إن فتح المزيد من الخطوط الجوية خطوة فعالة لتسهيل تدفق السياح والانفتاح على أسواق جديدة، وأضاف لـ"الشرق": "بعد فتح حوالي 40 خطاً جوياً في 2024، يستمر المغرب على نفس النهج السنة الحالية".

وأشار بوحوت أيضاً إلى أهمية فتح خطوط مباشرة مع الولايات المتحدة، مشدداً على ضرورة التعاون مع شركات أميركية؛ لأنها تحظى بثقة السائح الأميركي إذ يمكن لخط واحد جلب 34 ألف سائح، أي أن الخطين معاً يمكن أن يجلبا 70 ألف زائر أميركي لمراكش وحدها.

ولم تقتصر الزيادة على السياح الأميركيين، فالقادمون من الصين أيضاً سجلوا زيادة بنسبة 15% في العام الماضي، بعد إعادة الربط الجوي المباشر بين البلدين، إذ انطلقت رحلات الخط الجديد بين شنغهاي والدار البيضاء في 19 يناير.

واستؤنف كذلك الحركة عبر الخط الرابط بين الدار البيضاء وبكين، وذلك بعد توقف دام لسنوات بسبب تداعيات فيروس كورونا.

السياحة الشاطئية

يستهدف المغرب كذلك السياح من ألمانيا، ويقول الخبير السياحي الزوبير بوحوت إن هناك محاولات أكبر لجذب السياح الألمان، خاصة عن طريق السياحة الشاطئية، وفي هذا الإطار تصنف مدينة أغادير بوصفها أنسب المدن لتقوية هذا النوع من العروض السياحية.

ومع إطلاق مشاريع سياحية ضخمة بهذه المدينة الساحلية، تقول شركات سياحة مغربية إن هناك محاولات حقيقية لتغذية القطاع في هذه المنطقة.

ويرى توفيق اطبيق، وهو صاحب شركة سياحية، أن هذا الاستثمار الجديد سيدعم جهود إغناء البنية التحتية الفندقية وتعزيز جاذبية المنطقة الشاطئية لأغادير.
 
وأضاف: "أغادير باتت وجهة سياحية جذابة للسياح الأجانب ما يقوي حضورها على الساحة الدولية"، مشيراً إلى أن قطاع السياحة بالجهة حقق سنة 2024 نحو 6 ملايين ليلة مبيت على مستوى مؤسسات الإيواء السياحية المصنفة، متجاوزاً بذلك كل الأرقام القياسية السابقة".

تعزيز النقل السياحي

أرخت جائحة كورونا بظلالها على السياحة المغربية بشكل عام ولعل خطوات وزارة السياحة رفقة مجموعة من الشركاء أثمرت نتائجها في التعافي في عدة مستويات، لكن قطاع النقل السياحي لا زال يئن تحت وطأة أضرار الجائحة.

ورغم اعتراف محمد بامنصور رئيس الفيدرالية الوطنية للنقل السياحي بمجهودات الدولة وبانفتاح الوزارة على الحوار مع النقابات وممثلي الشركات، إلا أنه لم يخف كذلك حسرته؛ مما آل إليه القطاع، حيث أن الإفلاس كان مصير بعض الشركات، فيما لا زالت أخرى تحت رحمة البنوك بعد وصول ملفاتها للمنازعات القضائية.
 
وقال بامنصور لـ"الشرق" إن "قطاع النقل السياحي في المغرب يمر بوضعية دقيقة نتيجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتي تشمل بالأساس ارتفاع تكاليف التشغيل، وخاصة أسعار الوقود التي تشكل نسبة كبيرة من المصاريف اليومية للمقاولات العاملة في المجال، كما أن تأثيرات التضخم العالمي حدت من القدرة الشرائية للسياح، مما دفعهم إلى تقليل نفقاتهم على التنقلات والخدمات السياحية".

تصنيفات

قصص قد تهمك