انتشار السلاح بين العشائر العراقية يحوّل خلافات بسيطة إلى اشتباكات مسلحة

time reading iconدقائق القراءة - 4
مسلحون وأبناء عشائر يحمون الطريق أثناء تشييع النائب عيفان سعدون العيساوي في مدينة الفلوجة الغربية 2013 - Getty
مسلحون وأبناء عشائر يحمون الطريق أثناء تشييع النائب عيفان سعدون العيساوي في مدينة الفلوجة الغربية 2013 - Getty
بغداد-أ ف ب

تتطوّر في العراق المشاجرات بين العشائر، ويمكن أن تصل إلى القتال بالسيوف أو الأسلحة البيضاء، وصولاً إلى الأسلحة النارية، في أمر بات منتشراً، ويؤدي إلى سقوط ضحايا، على خلفية أسباب بسيطة.

قبل أسبوعين في محافظة ميسان جنوب العراق، قتل طفل وجرح 4 أشخاص، خلال تبادل لإطلاق النار برشاشات كلاشنيكوف، وقذائف صاروخية.

وكان شجار بين طفلين دون العشر سنوات تسبب بهذه المعركة، بعدما رفض أحدهما وهو ينتمي إلى عشيرة "الفراطسة"، إعادة مبلغ ألف دينار (أقل من دولار) اقترضه من صديقه من عشيرة "البوعلي"، ليخلف 5 ضحايا لا ينتمون إلى العشيرتين، وفق ما أشار لوكالة "فرانس برس" ستار جبار رئيس منظمة إنسانية غير حكومية لدعم الأيتام في ميسان.

تطور النزاعات 

وبعد أسبوع، اندلع نزاع آخر بالسيوف في قضاء الكحلاء، في المحافظة نفسها، بين أشخاص من عشيرة "النوافل"، بسبب "شتم أحدهم شخصية دينية نافذة". وقتل جراء ذلك 3 أشخاص، وجرح 2 من أفراد العشيرة، وأوقف 7 أشخاص، بعد أن تدخلت الشرطة لمنع تفاقم المشاجرة.

وقبل نحو شهر، أدّى خلاف خلال مباراة كرة قدم، بين عشيرتي "الفريحات" و"الرسيتم" إلى سقوط ضحية، وإصابة 5 بجروح، في ناحية بني هاشم الحدودية مع إيران، كما قال النقيب في الشرطة فارس مهدي للوكالة. 

ولم تنته المشكلة، إلا بعد تقديم عشيرة "الرسيتم" مبلغ 20 مليون دينار (حوالى 13300 دولار) كديّة أو تعويض، لعائلة الضحية، خلال جلسة عشائرية مشتركة، وفق ضابط الشرطة.

صراع على ملكية بط

وفي مدينة الكوت عاصمة محافظة واسط جنوب بغداد، سقط شاب عشريني بالرصاص، خلال تبادل لإطلاق النار، وتراشق قنابل يدوية، بين عشيرتين على خلفية نزاع حول ملكية بطة.

وأوضح مسؤول محلي لوكالة "فرانس برس"، طلب عدم كشف هويته، بأن نزاعاً بالرصاص اندلع بعدما تشاجرت امرأتان من عشيرة "الحسنية"، والأخرى من عشيرة "الزبيد"، على "ملكية بطة "، لا يتجاوز ثمنها 5 آلاف دينار (حوالى 3,5 دولارات).

وفي محافظة الديوانية النائية، دخل ديك من دون إذن إلى منزل الجيران لملاحقة دجاجاتهم، ما أدى إلأى اندلاع اشتباك مسلح بين عشيرتين أسفر عن سقوط شخصين وإصابة ثلاثة بجروح.

انتشار السلاح

ويعتبر النائب عبود العيساوي رئيس لجنة التعايش السلمي البرلمانية، أن تلك النزاعات سببها "انهيار الدولة بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003، وانتشار السلاح والمتاجرة به".

وتنتشر في عموم العراق الذي يبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة، منهم 40% دون الـ14 عاماً، حوالى 7,6 مليون قطعة سلاح خفيف، وفقاً لمسح أجري عام 2017، فيما قد يكون عدد الأسلحة غير المعلن عنها أكبر بكثير.

ولا تقتصر أسلحة العشائر على الرشاشات الخفيفة، فهي تملك صواريخ ومدافع رشاشة، وعجلات مدرعة، وأسلحة أخرى ثقيلة تستخدم أحياناً خلال القتال العشائري، ويؤدي ذلك إلى وقوع نزاعات طويلة الأمد قد تدوم سنوات.

وأشار أحد زعماء العشائر في البصرة يعرب المحمداوي لوكالة "فرانس برس" عن "نزاع بدأ منذ 8 سنوات، ولا يزال قائماً إلى الآن، قُتل خلاله 7 اشخاص، وأصيب 14 آخرون، على خلفية قرض قيمته 28 مليون دينار (حوالى 19 ألف دولار)".

وحمّل المحمداوي "المسؤولية للدولة" مطالباً "بحصر السلاح بيدها فقط"، معتبراً في الوقت نفسه أن "المجتمع كذلك يتحمل المسؤولية، إذ ينبغي عليه تغليب لغة الحوار على لغة السلاح".

اقرأ أيضاً: