
لا تزال وقائع التسجيلات الصوتية المُسربة من خيمة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي مع رموز من جماعة الإخوان، تتكشف يومًا بعد آخر، بعدما أماط اللثام عنها الناطق الرسمي باسم المعارضة القطرية، خالد الهيل، الذي أثار بتسريبها اهتمام وسائل الإعلام والمنصات الاجتماعية في المملكة العربية السعودية وبلدان خليجية أخرى.
الهيل أكد لـ "الشرق" امتلاكه حصيلة جديدة من التسجيلات الصوتية المسربة التي تعود بحسب ما ذكر إلى عدد من رموز "الإخوان" الخليجيين والسعوديين، الذين تعاونوا مع النظامين الليبي والقطري في حينه، والتي قال إنه سيكشف عنها لاحقًا من دون تحديد إطار زمني لذلك.
تسليم التسريبات
وقال الهيل لـ"الشرق" إن ما دفعه لكشف التسريبات، هو أن "معظم الشخصيات، سواء التي ظهرت أو ستظهر لاحقًا، لها تأثير سلبي مباشر على منظومة الأمن القومي الخليجي، لأن ولائها لمرشد الجماعة وليس لأوطانها، ولذلك تسعى إلى إسقاط أنظمة الحكم في بلدانها".
وطالب الهيل صنّاع القرار في الحكومات الخليجية المعنية بملف التسريبات بـ"فتح تحقيقات"، كون تلك التسريبات "تمس أمن الدولة"، بحسب وصفه، "ومن أجل الكشف عن تسلسل الخلايا الواقعة خلفها، ومحاسبتها على جرمها بقوة العدالة والقانون". وقال: "ليس لدي مانع من تسليم الدول المتضررة نسخاً من التسريبات، لمعاينتها ومساعدتها في فتح باب التحقيقات الأمنية".
ومن بين التسريبات الصوتية ما يتعلق بجمعيات خيرية خليجية اتهمها الهيل صراحة بـ"دعم التنظيمات الإرهابية في المنطقة"، مستشهدًا بـ"جمعية قطر الخيرية"، و"جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية"، و"جمعية إحياء التراث"، و"جمعية الرحمة" من الكويت.
ووجه الهيل كلامه إلى الحكومة الكويتية عبر حسابه الشخصي في "تويتر"، قائلاً إن "الجمعيات الخيرية الإخوانية تأخذ 12.5% من حجم التبرعات، إذا كان المشروع داخل الدولة، وترتفع النسبة إلى 25% إذا ما كان خارج البلاد، وتذهب تلك الأموال لصالح دعم المنظمات الإرهابية".
النظام القطري
وأصبح الناطق الرسمي باسم المعارضة القطرية خالد الهيل، حديث وسائل الإعلام السعودية والإقليمية أخيراً، بعد كشفه تسريباً صوتياً يجمع القذافي بحاكم المطيري ممثل "الحملة العالمية لمقاومة العدوان"، التي يرأسها السعودي سفر الحوالي، والتي عقدت مؤتمرها التأسيسي في الدوحة في عام 2005 بدعم من الحكومة القطرية.
وزود الهيل "الشرق" بمجموعة من الوثائق المسربة التي تعود لنشاطات "جمعية قطر الخيرية" في أوروبا واليمن، تكشف حجم الأموال الطائلة التي تصرف على دعم ما وصفه بـ "التنظيمات الإرهابية"، وذهاب أموال المتبرعين في اتجاهات أخرى. وما تزال قضية "المركز الإسلامي" في مدينة بيرماغو الواقعة في إقليم لومبادري (شمال إيطاليا) مطروحة أمام العدالة الإيطالية، بعدما وجه الرئيس التنفيذي للجمعية يوسف الكواري خطابًا مؤرخًا في 15 يونيو 2015 إلى عماد الجولاني (رئيس المركز) يتهمه فيه باختلاس 5 ملايين يورو لصالح مشروع عائلي (جميعة الجالية الإسلامية في بيرماجو)، بدلًا من مشروع المركز الذي يتبع "اتحاد المنظمات الإسلامية" (مظلة الإخوان المسلمين في أوروبا) والذي خرّج من رحمه العديد من الشبّان المتهمين بالضلوع في أعمال إرهابية.