
يشهد السودان ارتفاعاً واضحاً في مناسيب النيل طيلة الأيام الأخيرة، وسط مخاوف من عدم قدرة الحكومة على مواجهة آثار الفيضان.
وأعلنت لجنة الفيضانات بوزارة الري السودانية، في بيان الجمعة، أن الخرطوم سجلت أعلى منسوب للنيل بلغ 17.58 متراً، متجاوزاً أعلى منسوب سابق وصله النهر في السابق بـ 32 سنتيمتراً، فيما تجاوزت مناسيب النيل في منطقة شندي شمال السودان 18.25 متراً.
ووفقاً لوزارة الري السودانية، فإن ارتفاع مناسيب النيل في السودان هذا العام، هو الأعلى في تاريخ البلاد.
وجاء الارتفاع غير المسبوق في مناسيب مياه النهر، نتيجة للأمطار الكثيفة في الهضبة الإثيوبية التي تغذي النيل الأزرق (أحد الروافد الرئيسة لنهر النيل).
أمطار كثيفة
وحذرت اللجنة من هطول أمطار غزيرة في المناطق المتاخمة للأنهار في السودان، قد تؤدى إلى سيول وخسائر كبيرة.
ويرتبط الفيضان في السودان بموسم الخريف، الذي يبدأ خلال الفترة من يونيو حتى نهاية سبتمبر من كل عام، ويكون مصحوباً بأمطار استوائية كثيفة، وسيول في مناطق متفرقة من البلاد.
وتُسهم السيول والأمطار الكثيفة في ارتفاع مناسيب أنهار السودان الرئيسية (النيل الأزرق، النيل الأبيض، نهر عطبرة)، ما يتسبب في اقتراب الفيضان.
وأوضح وزير الري السوداني ياسر عباس، خلال مؤتمر صحافي، أن "الارتفاع القياسي في مناسب النيل بالعاصمة الخرطوم، يعود لزيادة التنمية العمرانية على ضفتي نهر النيل، ما أدى إلى ضيق مجرى النهر".
الأكثر تضرراً
ووفقاً للتقرير اليومي الصادر عن وزارة الداخلية السودانية، فإن الولايات الأكثر تضرراً بالأمطار والسيول والفيضان، هي ولاية الخرطوم (وسط السودان)، وولاية نهر النيل (شمال السودان)، وولاية البحر الأحمر (شرق السودان)، وولاية القضارف (شرق السودان)، وولاية سنار (شرق السودان)، وولاية النيل الأزرق (جنوب شرق السودان)، وولاية جنوب كردفان (جنوب السودان)، وولاية شرق دارفور (جنوب السودان)، وولاية جنوب دارفور (جنوب السودان)، وولاية النيل الأبيض (وسط السودان)، بالإضافة إلى ولاية شمال دارفور (غرب السودان).
ووفقاً لإحصاءات وزارة الداخلية الصادرة الخميس، فإن الفيضان أودى بحياة 96 شخصاً، وتسبب في إصابة 46 آخرين، بينما بلغ إجمالي المنازل المنهارة كلياً وجزئياً جراء الفيضان أكثر من 64 ألف منزلاً.
طوارئ مرتقبة
وكشفت مصادر لـ"الشرق" أن مجلس الدفاع والأمن الوطني، سينعقد الجمعة، لمناقشة قضايا عدة من بينها أزمة الفيضان في السودان.
وأضاف المصدر أن الاجتماع سيناقش بنداً هاماً يتعلق بأزمة الفيضان والسيول. وأفادت تقارير صحافية سودانية باحتمال إعلان الخرطوم منطقة كوارث طبيعية لإيجاد مساعدة خارجية لمواجهة الأزمة.
ويشمل مجلس الأمن والدفاع السوداني، أعضاء المجلس السيادي الانتقالي، إضافة إلى رئيس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية والعدل ووزير المالية والتخطيط الاقتصادي.
ويختص المجلس بإعداد سياسات الدفاع والأمن، واتخاذ وإصدار القرارات الملزمة لكل أجهزة الدولة، فيما يتعلق بأمن ووحدة السودان.
الجهود الشعبية
وفي سياق آخر، تتواصل المبادرات الشعبية لدرء آثار الفيضان، ومن بينها مبادرة "نفير" الشبابية التي تقدم المساعدة اللازمة للأسرة المتضررة من الفيضان.
وتنتشر الفرق التطوعية لمبادرة "نفير" في مختلف مناطق السودان، بالتنسيق مع الجهات الحكومية في الولايات المتضررة في البلاد.
وشردت مياه الفيضان أكثر من 300 أسرة، في إحدى قرى مدينة سنجة بولاية سنار شرق السودان، غمرت المياه منازلهم وشوارعهم، وظلوا في العراء حتى الآن، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السودانية.
ويصاحب موسم الخريف في السودان الذي يكون حافلاً بالسيول والأمطار والفيضانات، انتشار أمراض متفرقة نتيجة لانتشار الذباب، والحشرات، فضلاً عن انتشار العقارب التي تؤدي بحياة الكثيرين سنوياً.