السودان.. النيل يواصل "الغضب" وارتفاع ضحايا الفيضانات

time reading iconدقائق القراءة - 5
فيضانات السودان في جزيرة توتي بالعاصمة الخرطوم - AFP
فيضانات السودان في جزيرة توتي بالعاصمة الخرطوم - AFP
دبي-وكالات

قالت وزارة الري السودانية إن منسوب مياه نهر النيل واصل ارتفاعه، الأحد، ليسجل (17.66 متر) وهو معدل يفوق (17.26 متر)، يفوق أعلى معدل مسجل بـ40 سنتيمتراً، وذلك بعد ساعات من إعلان السلطات، ارتفاع الوفيات الناجمة عن الفيضانات إلى 101.

وحثت غرفة عمليات الدفاع المدني والطوارئ بولاية نهر النيل، سكان المناطق المتاخمة لضفاف نهر عطبرة (أحد روافد النيل)، على ضرورة توخي الحذر والابتعاد عن مجاري الأنهار والوديان والمناطق المنخفضة.

كما لا يزال مئات المتطوعين يحرسون الحواجز التي أقاموها في الأحياء المتاخمة لشاطئ النيل، لإبعاد المياه عن المناطق السكنية، بعد انهيار 40 ألفاً و415 منزلاً بشكل جزئي، بالإضافة لتضرر 179 مرفقاً حكومياً، و345 متجراً للسلع الغذائية، إضافة لنفوق 5 آلاف و482 رأساً من الماشية، بحسب بيان لوزارة الداخلية، السبت. 

وأمس السبت، أعلن مجلس الأمن والدفاع أن السودان منطقة كوراث طبيعية، وفرض حالة الطوارئ لـ3 أشهر، بناء على توصية من مجلس الوزراء، كما أعلن عن تشكيل لجنة عليا لمعالجة آثار السيول والفيضانات.

المياه تغمر منزل حمدوك

ونقلت صحيفة "سودان تربيون" المحلية أن مياه النيل غمرت أجزاء من منزل رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، الذي يقع في "الخرطوم بحري"، إحدى مدن العاصمة الـ3.

وذكرت الصحيفة أن فرقاً من الدفاع المدني أقامت حواجز كبيرة، لمنع تسرب المياه إلى منزل حمدوك، مشيرة إلى أن الوضع لا يتطلب إجلاء رئيس الوزراء من مقر إقامته، بعد أن بدأت المياه في التراجع.

مساعدات مصرية

واستقبلت الخرطوم، اليوم الأحد، مساعدات إنسانية من الحكومة المصرية، عبارة عن "خيام ومواد غذائية" لمتضرري الفيضانات، تقدر بـ23.5 طن، على متن طائرتين.

وقال نائب السفير المصري بالخرطوم، نادر زكي، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر توجيهات بتسيير جسر جوي إلى السودان، لتقديم المساعدة للمتأثرين من السيول والفيضانات، مشيراً إلى أن هذه الطائرات تعد الخطوة الأولى للجسر الجوي.

وأضاف زكي أن المرحلة المقبلة، ستشهد استقبال الخرطوم للمزيد من المساعدات المصرية التي تهدف للتخفيف عن متضرري السيول والفيضانات. 

انعدام الموز

ولم تقتصر أضرار السيول والفيضانات في السودان على المنازل والمتاجر، بل طالت القطاع الزراعي في البلاد. وتوقع خبراء زراعيون أن يؤدي فيضان نهر النيل الذي أدى لغرق محاصيل زراعية عدة إلى انعدام فاكهة الموز في البلاد لفترة طويلة.

ونقلت وكالة الأنباء السودانية "سونا" عن الباحث بقسم علوم البساتين، بكلية الزراعة في جامعة الجزيرة، محمد الحاج الكاشف، أن "أشجار الموز تموت غرقاً تحت مياه الفيضانات"، مشيراً إلى أن التغيرات المناخية ستؤدي إلى فقدان أصناف جديدة من الموز، دفع بها المعهد القومي للصادرات البستانية للمزارعين. 

وحث الكاشف على ضرورة استقدام سلالات جديدة من الخارج، والعمل على إكثارها، لافتاً إلى أن زراعة الموز في السودان تتم على مساحات محدودة وضيقة جداً على الشريط النهري بالنيل الأزرق ونهر النيل.

كما دعت هيئة البحوث الزراعية في السودان على لسان الباحث محمد أحمد علي، لتدريب صغار المنتجين على تصحيح بعض الممارسات في مناطق الزراعة، بجانب عقد ورش متحركة للتدريب على تقنيات الإنضاج والصادر، وإنتاج الشتول.