فيضان السودان: صور "مضللة".. وأخرى ترصد لحظات التكاتف

time reading iconدقائق القراءة - 6
طفل سوداني يسبح وسط مياه الفيضان  - فيسبوك
طفل سوداني يسبح وسط مياه الفيضان - فيسبوك
دبي-الشرق

يصارع عشرات الآلاف من السودانيين من أجل إيجاد مأوى بديل لمنازلهم التي دمرتها الفيضانات هذا العام، بعد الوصول لمستويات ارتفاع قياسية أودت بحياة 103 أشخاص، ودمرت نحو 70 ألف منزل، بحسب البيانات الرسمية.

ومن أجل المشاركة في إنقاذ السودان بعد الفاجعة، تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور المنسوبة إلى فيضان هذا العام، ليتضح أن بعضها كان من أعوام سابقة أو في بلدان مجاورة، أو حتى بعيدة كل البعد عن قارة إفريقيا بأكملها.

وتعد صورة الرجل الذي يحمل طفلته على كتفيه لحمايتها من مياه السيول، من أكثر الصور انتشاراً على وسم #فيضان_السودان، ولكن وفقاً للوكالة الفرنسية فإن الصورة تعود إلى دولة هاييتي في منطقة البحر الكاريبي، حين ضربها إعصار مدمر عام 2007، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وأصبحت الصورة الخطأ، "أيقونة" في وسم فيضان السودان لدى المغردين على مواقع التواصل، وتحولت إلى كاريكاتير لدعم المتضررين.

وتضاف إلى قائمة الصور الخاطئة المنتشرة عن فيضان السودان، صورة سيدة ترفع يدها لمقاومة الغرق، إلا أن خدمة التحقق من الصور التابعة لوكالة الأنباء الفرنسية، ترجع تاريخ الصورة إلى 2013، وترتبط بموسم السيول في الهند.

صورة أخرى انتشرت خلال وسم "فيضان السودان"، منسوبة لسكان قرية "ودي رملي" في شمال الخرطوم، وهم يتنقلون في الشوارع أثناء فيضان 2020، ولكنّ وكالة الأنباء الفرنسية تقول إن الصورة بالفعل لقرية "ود رملي" ولكن التقطها مصور تابع للوكالة في أغسطس 2019، أي قبل نحو عام.

وتداول نشطاء داعمون لمتضرري الفيضان صورة لفتاة تقف وسط مخيم محاط بالسيول، وتُرجع خدمة التحقق من الصور تاريخ التقاط الصورة إلى عام 2018 في الصومال، ولا علاقة لها بفيضانات هذا العام في السودان.

تكاتف

على الجانب الآخر، ارتبط فيضان السودان 2020 بمجموعة من الصور الحقيقية التي أظهرت تكاتف الشعب السوداني في مواجهة الأزمة، بينها صورة لشباب سودانيين في جزيرة "توتي"، وهم يبنون دروعاً بشرية، لحماية منازلهم من مياه الفيضان.

صورة أخرى لمدى ارتفاع مناسيب المياه هذا العام، وتظهر غرق مجموعة كبير من الجزر النيلية في الخرطوم جراء فيضان 2020.

ابتسامة وسط الطوفان

صورة شاب سوداني يحمل أسطوانة غاز مبتسماً وسط المياه، التي التقطها المصور السوداني سعيد عبدالعظيم، صارت واحدة من أكثر الصور المستخدمة تعبيراً عن إصرار السودانيين على مواجهة الفيضان والأزمة البيئية التي تضرب البلاد.

واستخدم رسامو الكاريكاتير الصورة، واستبدلوا "أسطوانة الغاز" فوق رأس الشاب بخريطة السودان، في إشارة رمزية لضرورة التحمل للعبور إلى بر الأمان خلال الأزمة.

وروى المصور السوداني عبدالعظيم سعيد لـ"الشرق" قصة الصورة التي التقطها في مدينة سنجة بولاية سنار (جنوب شرقي السودان)، حيث غمرت المياه منازل عدة من المدينة المطلة على النيل الأزرق.

وقال سعيد: "وجدت الكثير من المتضررين في مدينة سنجة لدى وصولي إليها، وحاولت من خلال جولتي داخل المدينة توثيق معاناة السكان الذين تضررت منازلهم، بالإضافة إلى كبار السن الذين أغرقتهم مياه الفيضان نتيجة عجزهم عن الحركة".

وعبّر المصور السوداني عن سعادته البالغة بالانتشار الكبير الذي حققته صورته، نظراً لكونه شارك ولو بجزء بسيط في توثيق الجهود السودانية في مواجهة الفيضان، واعتبر الشاب السوداني ما قام به عملاً وطنياً.