السجون الأميركية تشهد زيادة في معدل الوفيات خلال عهد ترمب

time reading iconدقائق القراءة - 4
سجن مقاطعة ماريون في ولاية إنديانا الأميركية - REUTERS
سجن مقاطعة ماريون في ولاية إنديانا الأميركية - REUTERS
واشنطن -رويترز

قبل عامين، وقعت مشادّة بين شاب أميركي يُدعى هارفي هيل ومديره السابق، في ولاية مسيسيبي جنوبي البلاد، انتهت باقتياده إلى السجن بتهمة الاعتداء على ممتلكات الغير، وهي جنحة يمكن أن تؤدي إلى غرامة قدرها 500 دولار.

لكن في اليوم التالي، اشتاط هيل غضباً وضرب حارساً في "مركز احتجاز مقاطعة ماديسون"، ما دفع 3 حراس آخرين إلى رشّ وجهه بالفلفل الحار، وركله مراراً في رأسه، ثم إبقائه ملقى في زنزانته لمدة 46 دقيقة حتى فارق الحياة.

هيل واحد من آلاف السجناء شملهم تحقيق أجرته وكالة "رويترز "، وتوصّل إلى أن معدل الوفيات، في قرابة 500 من أكبر السجون الأميركية، زاد بنسبة تفوق 8% منذ صدور آخر بيانات رسمية عام 2016، وكان في صدارة الوفيات بأغلبية ساحقة، أشخاص لم يُدانوا قط بجرائمهم المزعومة.

وبعد استقرارٍ في 2016، قفز معدل الوفيات بشكل عام في السنوات الثلاث الأولى لإدارة الرئيس دونالد ترمب، إلى أعلى نقطة في الفترة التي فحصتها "رويترز" على مدى 12 عاماً، من 2008 إلى 2019.

عيّنة الدراسة

وباستخدام أكثر من 1500 من طلبات السجلات العامة، أجرت "رويترز" دراسة تضمنت 523 سجناً على مدى 12 سنة، وفحصت وفيات السجناء خلال هذه الفترة. 

واشتمل هذا العدد على جميع السجون الأميركية التي يبلغ عدد المحتجزين فيها 750 أو أكثر، بالإضافة إلى أكبر 10 سجون أو أنظمة سجون في معظم الولايات. 

وكانت المحصلة والنتيجة الواضحة من خلال قاعدة البيانات الناتجة، هي أضخم إحصاء لوفيات السجون خارج الحكومة الاتحادية الأميركية. 

وضمت قاعدة البيانات أوضاع وملابسات ما يزيد على 7500 وفاة، وقعت في سجون، يمثل أفرادها 60% من إجمالي عدد السجناء في الولايات المتحدة.

وكان نحو ثلثي السجناء المتوفين الذين حددتهم رويترز بين 2008 و2019، أي 4998 شخصاً، لا يزالون بانتظار المحاكمة ويفترض أنهم في حكم الأبرياء عند وفاتهم، ولم تتم إدانتهم قط بالتهم التي كانوا محتجزين بسببها.

أسباب الوفاة

وتوصلت رويترز إلى أن معدل الوفيات في السجون، التي يزيد عددها على 500، قفز بنسبة 35% خلال العقد الذي انتهى العام الماضي؛ لأسباب من بينها الأمراض والانتحار وتعاطي جرعات زائدة من المخدرات والكحول في منشآت لا تخضع لأي قدر يذكر من الرقابة، وتقدّم أحياناً خدمات غير كافية في العلاج والصحة النفسية.

وانتحر أكثر من 2000 سجين، بينهم نحو 1500 كانوا في انتظار المحاكمة أو توجيه الاتهامات لهم. كما تزايدت الوفيات بسبب الآثار الجانبية الحادة للمخدرات والكحول مقارنة مع الماضي، لتبلغ معدل يزيد على 1 من كل 10 أفراد.

أما عدد من ماتوا خلف القضبان من دون إدانة، فبلغ نحو 300 شخص، لقوا حتفهم بعد أن قضوا في السجن عاماً أو أكثر.

ورغم تراجع معدل الانتحار في السجون على مدى السنوات الثلاث الماضية، عقب بدء كثير من المرافق مبادرات للتوعية، لكن معدل الوفيات بسبب الجرعات الزائدة من المخدرات والكحول زاد بنحو 72%.