بعد تهديدات جديدة.. 100 مؤسسة إعلامية تتضامن مع "شارلي إيبدو"

time reading iconدقائق القراءة - 5
صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة - REUTERS
صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة - REUTERS
باريس -أ ف ب

دعت 100 مؤسسة إعلامية فرنسية، الأربعاء، عبر رسالة مفتوحة، إلى التعبئة دعماً لحرية التعبير والتضامن مع صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، بعد تلقيها تهديدات جديدة من تنظيم القاعدة، على خلفية إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد.

وتحت عنوان "معاً لندافع عن الحرية"، جاء في الرسالة المفتوحة، "اليوم في عام 2020، يهدد بعضكم بالقتل على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد تعبيرهم عن آراء فردية، وهناك وسائل إعلام صُنفت صراحة كأهداف من قبل منظمات إرهابية دولية".

وأضافت الرسالة "نحن نحتاج إليكم، ويجب أن يفهم أعداء الحرية أننا كلنا أعداؤهم مهما كانت اختلافاتنا في الرأي أو المعتقدات".

واستشهدت الرسالة بإعلان حقوق الإنسان الصادر في فرنسا في عام 1789 قائلة إن "كل البناء القانوني الذي جرى تشييده على مدى أكثر من قرنين لحماية حرية التعبير يتعرض للهجوم بشكل غير مسبوق منذ 75 عاماً، وهذه المرة على يد عقائد شمولية جديدة تزعم أحياناً أنها تستلهم نصوصاً دينية".

استهداف الرئيس

بدوره، كشف لوران سوريسو مدير النشر في الصحيفة والمعروف باسم "ريس"، في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية فرانس برس، أنه بعد إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد في 2 سبتمبر الجاري، تعرضت "شارلي إيبدو" مرة جديدة للتهديد من قبل منظمات إرهابية، و"تشكل هذه التهديدات استفزازاً حقيقياً وسط محاكمة اعتداءات يناير 2015، معتبراً أن التهديدات قد تذهب أبعد من "شارلي إيبدو" لأنها "تستهدف أيضاً كل وسائل الإعلام وحتى رئيس الجمهورية".

وأضاف ريس، أنه "بدا من الضروري بالنسبة إلينا أن نقترح على وسائل الإعلام التفكير في استجابة جماعية تناسب طبيعة هذه التهديدات"، مشيراً إلى أنه "بفضل التعبئة التاريخية لوسائل الإعلام الفرنسية من خلال نشر هذه الرسالة بشكل جماعي إلى مواطنينا اليوم، نرغب في توجيه رسالة قوية للدفاع عن مفهومنا لحرية التعبير، وأبعد من ذلك حتى، حرية كل المواطنين الفرنسيين".

في السياق نفسه، قالت ماريكا بريت، مديرة الموارد البشرية في "شارلي إيبدو"، والتي نُقلت من منزلها بعد تعرضها لتهديدات، إنها تحظى بحماية الشرطة منذ نحو 5 سنوات عقب الهجوم على مقر الصحيفة في عام 2015، لافتة إلى أن "التهديدات كانت على قدر يكفي لأخذها بجدية".

وأوضحت لمجلة "لو بوان" الأسبوعية، الاثنين، أنه "كان لدي 10 دقائق لأجمع أغراضي وأغادر منزلي، و 10دقائق لأترك ورائي جزءاً من حياتي، هذه فترة قصيرة بعض الشيء، وهذا أمر وحشي جداً".

ووصفت بريت، في تصريحاتها للمجلة، أن "هناك قدراً هائلاً من الكراهية المحيطة بـ(شارلي إيبدو)، معتبرة أن "المغادرة القسرية من منزلها، تترجم المستوى غير المسبوق من التوتر الذي يتعين علينا التعامل معه".

هجوم 2015

وتعرضت صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، للهجوم في 7 يناير 2015، على يد الأخوان شريف وسعيد كواشي، حيث قتل 11 شخصاً من بينهم شرطي، خلال استهداف هيئة تحرير الصحيفة الأسبوعية الساخرة. 

وفي اليوم التالي للهجوم، قُتلت أميدي كوليبالي، وهي شُرطية في مدينة مونروج بإحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، بينما قٌتل 4 أشخاص جميعهم من اليهود، في 9 يناير، في احتجاز رهائن في متجر "هايبر كاشير" على أطراف باريس الشرقية.

وقُتلت الشرطية كوليبالي بعد أن اقتحمت المتجر، وقُتل الأخوان كواشي على أيدي القوات الخاصة في الشرطة الفرنسية في مطبعة لجأوا إليها في دامارتان أون جول شمال شرقي باريس.

وأدت سلسلة الاعتداءات التي شهدتها فرنسا منذ يناير 2015 إلى مقتل 258 شخصاً، فيما لا يزال مستوى التهديد الإرهابي مرتفعاً جداً بعد 5 سنوات من ذلك، وفقاً لما ذكرته وزارة الداخلية الفرنسية، خاصة بعد إعادة نشر الرسومات بالتزامن مع إجراءات محاكمة المتهمين في الهجمات.