تصاعد العنف ضد الأطباء في العراق مع ارتفاع إصابات "كورونا"

time reading iconدقائق القراءة - 6
قسم لاستقبال المرضى المصابين بفيروس "كورونا" في إحدى المستشفيات العراقية  - REUTERS
قسم لاستقبال المرضى المصابين بفيروس "كورونا" في إحدى المستشفيات العراقية - REUTERS
بغداد -رويترز

يواجه الأطباء في العراق ظروفاً بالغة الصعوبة، فبينما يعملون في بيئة صحية متردية، يواجهون أيضاً مخاطر الاعتداء الجسدي من قبل عائلات المتوفين نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، حسبما أوردت وكالة رويترز للأنباء في تقريرها الذي تحدثت فيه مع 7 أطباء، من بينهم رئيس نقابة الأطباء العراقية.

وبحسب هؤلاء الأطباء، فإن العراق يشهد نمطاً متزايداً من الاعتداءات على الطواقم الطبية التي تعرضت لعشرات الهجمات منذ تفشي كورونا في البلاد. 

أطباء خائفون

وتعرض طارق الشيباني مدير مستشفى الأمل في مدينة النجف جنوبي العراق، لاعتداء بالضرب المبرح من 10 أشخاص من ذوي أحد المرضى المتوفين نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، حتى فقد وعيه.

وبعد ساعتين من الإغماء، استيقظ الشيباني البالغ من العمر 47 عاماً، ليجد نفسه في مستشفى آخر مصاباً بكدمات في سائر أنحاء جسمه.

الشيباني قال لرويترز في منزله بالكوفة، بعد بضعة أسابيع من الهجوم الذي تعرض له في الـ28 من أغسطس: إن "الأطباء خائفون. حين يتوفى أحد ما، يهرب الجميع".

الشيباني هو واحد من أطباء كثيرين يكافحون لأداء عملهم مع تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا المُستجد في العراق، في الوقت الذي انتشرت فيه على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو صورتها إحدى كاميرات المراقبة لواقعة ضرب الشيباني.

"كرهت اليوم الذي صرت فيه طبيب عراقي"، هكذا عبر الشيباني عن مشاعره في حديثه لرويترز، بعد واقعة الاعتداء التي أصبحت شهيرة في العراق، مؤكداً أن المريض الذي حمل أهله الأطباء مسؤولية وفاته، جاء إليهم في مرحلة متأخرة للغاية.

وضع صحي متدهور

وأثناء زيارة في الآونة الأخيرة لمستشفى الشيباني،  التي تحتوي على مركز لعزل مرضى فيروس كورونا، رصدت وكالة رويترز، أقارب مرضى مصابين بفيروس كورونا، يتحركون داخل عنبر العزل، دون الالتزام بمعدات الوقاية الكاملة، فيما تحذر الأمم المتحدة من أن جائحةكورونا، قد تخرج عن السيطرة في العراق.

وخففت السلطات العراقية، الكثير من القيود المفروضة للحد من انتشار فيرس كورونا، حيث سمحت بإعادة فتح المطاعم ودور العبادة، على الرغم من استمرار إغلاق الحدود أمام الزوار الشيعة الذين عادة ما يتوافدون بأعداد هائلة على المزارات الشيعية في النجف جنوبي البلاد.

ويسجل العراق عدة آلاف من الإصابات الجديدة بفيروس كورونا يومياً، ويتجاوز العدد الإجمالي للمصابين حالياً 300 ألف حالة إصابة، فيما لقي ما يتجاوز 8 آلاف شخص، حتفهم نتيجة الإصابة بالفيروس، وهو عدد يخشى بعض الأطباء من زيادته بشكل حاد.

ويعاني العراق نقصاً حاداً في الكادر الطبي، ونقصاً كبيراً في الأدوية وأجهزة التنفس الصناعي، والمعدات الطبية الحيوية، فيما يعمل الأطباء في نوبات تمتد من 12 إلى 16 ساعة يومياً. 

ودان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الهجمات على الطواقم الطبية ووعد بمحاسبة مرتكبيها.

وقال نقيب الأطباء العراقيين عبد الأمير حسين: إن الهجمات زادت في الأشهر القليلة الماضية، مؤكداً أن "النقابة لا تستطيع تسجيل جميعها"، مشيراً إلى أن الاعتداءات "تتضمن إساءات لفظية وجسدية، وقد تصل إلى الطعن"، فيما يتهم أطباء، وفقاً لما نقلته رويترز، الحكومة، بعدم اتخاذ إجراءات كافية لحمايتهم من العنف الذي يواجهونه منذ سنوات حتى قبل تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد. 

وزارة الصحة العراقية، قالت، في بيان لها: إنها "ستكلف إدارتها القانونية برفع دعاوى قضائية على أولئك الذين اعتدوا على العاملين الصحيين، وكذلك الطواقم الطبية التي قصرت في علاج المرضى"، بينما شرع أطباء في تنظيم فعاليات احتجاجية، خلال الشهور القليلة الماضية، تنديداً بما يصفونه بـ"تقاعس الحكومة بخصوص الهجمات".