
قال وزير الحماية المدنية وأزمة المناخ اليوناني يانيس كيفالويانيس، الخميس، إن اليونان ستنشر عدداً قياسياً من رجال الإطفاء هذا العام تحسباً "لسيناريوهات سيئة" بعد سلسلة من حرائق الغابات المدمرة.
وأفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بأن الطقس في جميع أنحاء العالم أصبح أكثر تقلباً، وتطرفاً بسبب تأثير تغير المناخ، وكان عام 2024 هو العام الأكثر سخونة على الإطلاق.
وفي اليونان، أصبحت فصول الصيف حارة وجافة بشكل متزايد، مع تغير الرياح بسرعة، ما يؤدي إلى تأجيج حرائق الغابات الأكثر تدميراً، والتي تصعب السيطرة عليها.
مسيّرات تراقب الغابات
وفي أغسطس الماضي، خلال الصيف الأكثر حرارة على الإطلاق في اليونان، لقيت امرأة حتفها، واحترقت مساحة بلغت 10 آلاف هكتار من الأراضي في حريق غابات امتد من إحدى الغابات إلى الضواحي الشمالية لأثينا.
وأضاف وزير الحماية المدنية وأزمة المناخ أن نحو 18 ألف رجل إطفاء سيكونون في الخدمة هذا العام، وهو أعلى رقم مسجّل، وسيساعدهم آلاف المتطوعين.
وتابع: "لا ينبغي لنا أن ننخدع بحقيقة أن الظروف المناخية هذا العام تبدو أكثر اعتدالاً قليلاً من الأعوام السابقة. السيناريوهات السيئة تنتظرنا".
وأشار إلى أن نحو 80 طائرة مسيَّرة مزودة بكاميرات حرارية، أي ما يقرب من ضعف عدد العام الماضي، ستكون متاحة هذا العام، في خطوة تستهدف تسريع الكشف عن حرائق الغابات.
حرائق الغابات
في يونيو الماضي، أظهرت دراسة علمية أن عدد حرائق الغابات وحدّتها، الأكثر تدميراً وتلويثاً، تضاعفت في جميع أنحاء العالم خلال السنوات العشرين الماضية، بسبب ارتفاع حرارة الأرض جراء النشاط البشري.
وباستخدام بيانات الأقمار الاصطناعية، درس الباحثون نحو 3 آلاف حريق غابات ذات "قوة إشعاعية" هائلة -كمية الطاقة المنبعثة من الإشعاع- بين عامَي 2003 و2023، ووجدوا أن تواترها زاد بمعدل 2.2 مرة خلال هذه الفترة.
ووجدت الدراسة أن السنوات الست الأكثر شدة لناحية وتيرة حرائق الغابات وتكرارها سٌجَّلت منذ عام 2017، ومما يؤكده هذا الاتجاه، أن عام 2023 شهد "أعنف حرائق الغابات" خلال الفترة التي تمت دراستها.
وتستعر الحرائق الشديدة بسبب الجفاف المتزايد نتيجة لارتفاع حرارة الأرض. وفي وقت سابق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنُّب "جحيم مناخي".
وقال جوتيريش، في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للبيئة: "نحن بحاجة إلى مخرج من الطريق السريع نحو جحيم مناخي".
وفي تصريحات سابقة، قالت المتخصصة في الجغرافيا والحرائق، بولين فيلان كارلوتي، إن "الحرائق التي تؤجّجها ظروف أكثر جفافاً وحراً ناجمة عن تغير المناخ لا يمكن السيطرة عليها عبر سياسة إخماد النيران التي ثبت عدم فاعليتها".
وأضافت كارلوتي: "لم نعد قادرين على التعامل (مع حرائق الغابات) في الظروف الراهنة بالوسائل البشرية المتاحة، ومن هنا تأتي أهمية العمل انطلاقاً من أصل المشكلة عبر الوقاية".