
أظهرت مذكرتان داخليتان للموظفين اطلعت عليهما "رويترز" أن وكالتي الأمم المتحدة المعنيتين بالأغذية واللاجئين تخططان لتخفيضات كبيرة بسبب نقص التمويل غير المسبوق.
وتعتزم الأولى خفض قوتها العاملة بما يصل إلى 30%، مما سيؤثر على ما يصل إلى 6000 وظيفة.
ويتعرض قطاع الخدمات الإنسانية لضغوط جراء خفض التمويل المقدم من كبار المانحين، بما في ذلك الولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترمب. وكانت الولايات المتحدة أكبر المانحين. كما تقلص دول غربية أخرى المنح وسط إعطاء أولوية للإنفاق الدفاعي.
تخفيضات ضرورية
وفي مذكرة داخلية أُرسلت إلى الموظفين الخميس، قال مدير برنامج الأغذية العالمي، ستيفن أومولو، إن هذه التخفيضات ضرورية بسبب "وضع التمويل غير المسبوق"، إذ تبلغ توقعات المنح لعام 2025 نحو 6.4 مليار دولار، بما يعني انخفاضاً قدره 40 % عن العام الماضي، دون أن يتطرق لأسماء دول.
وقال: "لا نزال نشعر بالقلق لأن الوضع لا يُظهر أي مؤشرات على التحسن"، وأضاف أن التخفيضات المخطط لها قد لا تكون كافية، وأن إجراءات تخفيض أخرى قيد الدراسة.
وجاء في مذكرة أرسلها المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو جراندي، للموظفين بتاريخ 23 أبريل الجاري، أن المفوضية تخطط لخفض إجمالي التكاليف بنسبة 30%، وشطب الوظائف العليا إلى النصف.
وأضاف: "سنضطر إلى إغلاق بعض مكاتبنا في الدول، وتغطية هذه البلدان من خلال هياكل مكاتب معززة متعددة البلدان".
وقال المتحدث باسم المفوضية، وليام سبيندلر، "لقد تأثرت المفوضية، شأنها شأن العديد من المنظمات الإنسانية الأخرى، بشدة جراء الضبابية التي تحيط بالتمويل القادم من مانحينا".
وأضاف "اضطررنا إلى التعامل مع الأمر من خلال إيقاف الكثير من العمل الذي كنا نقوم به في هذا المجال".
تحذيرات أممية
وكان برنامج الأغذية العالمي، حذّر من أن 58 مليون شخص معرضون لخطر الجوع الحاد أو المجاعة في حال عدم الحصول على تمويل عاجل للمساعدات الغذائية بعد النقص الحاد في التبرعات من الجهات المانحة منذ بداية العام الجاري، ومن بينها الولايات المتحدة.
وقالت الوكالة، إن التبرعات التي تتلقاها انخفضت بنسبة 40% خلال 2025 مقارنة بالعام الماضي، مضيفة أن النقص يهدد برامج التغذية في 28 منطقة أزمات حول العالم، منها قطاع غزة والسودان وسوريا والكونغو.
وأوضح برنامج الأغذية العالمي، أن 343 مليون شخص على مستوى العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بسبب النزاعات وعدم الاستقرار الاقتصادي وتغير المناخ.
وقال برنامج الأغذية العالمي، إنه يحتاج إلى 2.49 مليار دولار للحفاظ على جهود الإغاثة الطارئة خلال الأشهر المقبلة في السودان، وجنوب السودان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وفلسطين، وسوريا، واليمن، ولبنان، وميانمار، وهايتي، ومنطقة الساحل الإفريقي، وحوض بحيرة تشاد.
وفي وقت سابق، قالت الوكالة، إن برامج المساعدة في الوقاية من سوء التغذية لدى الأطفال في اليمن، وأفغانستان، وسوريا قد تتوقف في غضون أشهر في حال عدم الحصول على تمويل عاجل.
ووفقاً لموقعه على الإنترنت تلقى برنامج الأغذية العالمي تمويلاً بقيمة 1.57 مليار دولار حتى 24 مارس. وتلقت الوكالة خلال 2024 بأكمله 9.75 مليار دولار، وهو أقل بكثير من مبلغ 21.1 مليار دولار التي كانت تسعى للحصول عليه.