المساعدات الدولية تحيي آمال تونس في احتواء "الوضع الكارثي" لوباء كورونا

time reading iconدقائق القراءة - 6
لحظة وصول مساعدات طبية من مصر إلى تونس ضمن مساعي السيطرة على تفشي جائحة كورونا - 10 يوليو 2021.  - الرئاسة التونسية
لحظة وصول مساعدات طبية من مصر إلى تونس ضمن مساعي السيطرة على تفشي جائحة كورونا - 10 يوليو 2021. - الرئاسة التونسية
تونس - وكالات

يستمر تدفق المساعدات الخارجية في تونس، بعدما خرج وباء كورونا عن السيطرة في البلاد، ما جعل المستشفيات تعاني من الاكتظاظ ونقص في المعدات الطبية.

وبعد احتواء الفيروس بنجاح في الموجة الأولى العام الماضي، تمر تونس بأوقات صعبة مع امتلاء أقسام العناية الفائقة في كل مستشفيات البلاد وإرهاق الأطباء بسبب التفشي السريع للحالات وارتفاع كبير في عدد الوفيات.

وقال أحمد الغول وهو ممرض بقسم الطورائ لوكالة رويترز، إن "الأطباء مرهقون لأن عدد المرضى تجاوز طاقة المستشفى. وحتى غرفة الأموات ممتلئة ولم يعد بإمكاننا إيجاد مكان لهم".

وأضاف أنه يتم تسجيل 6 حالات وفاة يومياً على الأقل في مستشفى شارل نيكول بالعاصمة تونس، ويصل العدد أحيانا إلى عشرة.

وضع كارثي

وسجلت تونس الثلاثاء 157 حالة وفاة، وهي أعلى حصيلة يومية للوفيات منذ انتشار الجائحة العام الماضي، مما يرفع إجمالي الوفيات بسبب فيروس كورونا إلى نحو 17 ألفاً والإصابات إلى نحو 500 ألف حالة.

وقال مسؤولون، إن نظام الرعاية الصحية انهار، وإن "الوضع كارثي" بسبب عدم قدرة أقسام العناية الفائقة والطوارئ على استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى والنقص الحاد في الأكسجين وإرهاق الأطباء والممرضين.

وقالت الدكتورة ريم حامد، رئيسة قسم الطوارئ في شارل نيكول "نحن نعاني، نحتاج بشدة إلى الأكسجين، لقد تجاوز الطلب المخزونات الموجودة لدينا".

صرخة الذعر بشأن عدم قدرة النظام الصحي الضعيف بالفعل منذ سنوات دفعت الرئيس قيس سعيد إلى إطلاق نداء استغاثة للمجتمع الدولي.

وأكدت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، أن تونس سجلت أعلى معدلات الوفيات نتيجة الإصابة بفيروس كورونا المستجد، عربياً وفي قارة إفريقيا، وحذرت من أن "الوضع صعب وقد يزداد سوءاً"، وشددت على أن البلاد تحتاج إلى مساعدات وإمدادات باللقاح.

‬‬جرعة أمل

وتلقت تونس مساعدات عربية عاجلة، بما في ذلك مستشفى ميداني أرسلته قطر وتم افتتاحه، ‬‬الثلاثاء، ضمن حزمة مساعدات طبية وصلت الأسبوع الماضي.

وأرسلت مصر والجزائر والإمارات العربية المتحدة وتركيا هذا الأسبوع طائرات محملة بمساعدات طبية عاجلة ولقاحات.

وجّه الملك سلمان بن عبد العزيز، الاثنين، بدعم تونس التي تكافح موجة وبائية غير مسبوقة، بشكل عاجل بالأجهزة والمستلزمات الطبية والوقائية، عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بما يسهم في تجاوز آثار جائحة كورونا، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس). 

كما تعهدت السعودية بإرسال مليون جرعة لقاح ومساعدات طبية أخرى، فيما قال المغرب إنه سيرسل وحدتي إنعاش كاملتين بسعة 100 سرير و100 جهاز تنفس صناعي ومولدات أكسجين.

وقالت فرنسا إنها تعتزم إرسال مساعدات طبية ونحو مليون جرعة لقاح إلى تونس التي تواجه موجة عنيفة تتزامن مع أسوأ أزمة مالية في تاريخ البلاد التي توشك على الإفلاس.

كما تعهدت الولايات المتحدة بإرسال نصف مليون جرعة لقاح.

وتصل المساعدة الأخيرة إلى أكثر من 3.3 مليون جرعة لقاح تم التبرع بها لتونس، التي مازالت حملة التطعيم بها أقل بكثير من أغلب البلدان.

وحتى الآن تم تطعيم نحو 750 ألف شخص فقط بشكل كامل من إجمالي 11.6 مليون نسمة.

تطوع ميداني

وبدأت منظمات المجتمع المدني أيضاً في حشد جهودها للمساعدة عبر جمع تبرعات وشراء معدات طبية.

وفي ضاحية الزهراء بالعاصمة تونس، أنشأ متطوعون مستشفى ميدانياً مجهزاً بكل المعدات لتقديم الخدمات الطبية. وفي مدينة سوسة قام رجال أعمال بتقديم تبرعات مالية وشراء معدات لمستشفيات.

ولتحفيز التونسيين على التبرع، عرضت لاعبة التنس الشهيرة أنس جابر مضربها للبيع في مزاد علني بهدف المساهمة في جهود شراء آلات طبية وتوزيعها على المستشفيات في تونس.

وحذرت وزارة الصحة التونسية في بيان سابق، من أن "بلادنا تشهد موجة وبائية غير مسبوقة، وتخوض حرباً حقيقية ضد الوباء، ما يفرض علينا جميعاً رصّ الصفوف وتغليب المصلحة الوطنية والوقوف إلى جانب فرقنا الصحية".

وكانت الناطقة باسم الوزارة، نصاف بن علية، قالت في تصريحات لراديو "موزايك" المحلي، الخميس الماضي: "نحن في وضع كارثي.. المنظومة الصحية انهارت.. لا يمكن أن تجد سريراً (في المستشفيات) إلا بصعوبة كبرى.. نكافح لتوفير الأكسجين.. والأطباء يعانون إرهاقاً غير مسبوق". وحذرت من أن "المركب يغرق"، داعية الجميع إلى توحيد الجهود.