ألمانيا تلغي تمويل عمليات إنقاذ المهاجرين في البحر

time reading iconدقائق القراءة - 3
مهاجر يقفز في الماء من قارب بالقرب من سفينة الإنقاذ "أسترال" التابعة لمنظمة "أوبن آرمز" غير الحكومية في المياه الدولية جنوب لامبيدوزا. 12 أغسطس 2024 - Reuters
مهاجر يقفز في الماء من قارب بالقرب من سفينة الإنقاذ "أسترال" التابعة لمنظمة "أوبن آرمز" غير الحكومية في المياه الدولية جنوب لامبيدوزا. 12 أغسطس 2024 - Reuters
برلين -رويترز

تخطط ألمانيا لقطع التمويل عن المنظمات غير الحكومية، التي تُنقذ المهاجرين المعرضين لخطر الغرق في البحر الأبيض المتوسط، قائلة إنها ستعيد توجيه الموارد لمعالجة الظروف التي تدفع المهاجرين إلى مغادرة البلدان التي يتوافدون منها.

وذكرت وزارة الخارجية الألمانية، أنها لم تُخصص أي أموال لمنظمات إنقاذ المهاجرين في خطط الميزانية الجديدة لوزير المالية لارس كلينجبيل.

وكانت الحكومة الألمانية تُقدم حوالي مليوني يورو (حوالي 2.3 مليون دولار أميركي) سنوياً في السنوات الأخيرة للمنظمات غير الحكومية.

وفي النصف الأول من عام 2025، قدمت برلين يقرب من 900 ألف يورو لمنظمات مثل "سي آي" و"إس أو إس هيومانيتي" و"سانت إيجيديو"، وفق موقع "DW".

وتلقت منظمة (سي-آي) الألمانية حوالي 10% من إجمالي دخلها البالغ حوالي 3.2 مليون يورو من الحكومة الألمانية. وتقول المنظمة إن جمعيات الإنقاذ الخيرية أنقذت حياة 175 ألف شخص منذ عام 2015.

وعلى مدى عقود، يعبر مهاجرون هرباً من الحرب والفقر في رحلات محفوفة بالمخاطر للوصول إلى الحدود الجنوبية لأوروبا، وتشير التقديرات إلى أن آلافاً يموتون كل عام في محاولتهم للوصول إلى قارة يزداد عداءها للهجرة.

وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول في مؤتمر صحافي، إن ألمانيا ملتزمة بالعمل الإنساني، وإنها ستقدم المساعدة "حيثما يعاني الناس، لكنني لا أعتقد أن مهمة وزارة الخارجية هي تمويل هذا النوع من الإنقاذ البحري".

وأضاف: "نحن بحاجة إلى أن ننشط حيث تكون الحاجة أكبر"، مشيراً إلى حالة الطوارئ الإنسانية في السودان الذي مزقته الحرب.

انتقادات داخلية

ويقول العديد من الخبراء إن مستويات الهجرة مدفوعة في الأساس بحالات الطوارئ الاقتصادية والإنسانية في بلدان المصدر، ولم يكن للتجاهل الرسمي في البلدان التي يقصدها المهاجرون أي تأثير يذكر في ردع المهاجرين.

ووجهت منظمة "سي آي" انتقادات لاذعة للحكومة الألمانية الجديدة.

وقال رئيس المنظمة، جوردن إيسلر: "نحن نسد فجوة في البحر الأبيض المتوسط ​​كان ينبغي على الدول الأوروبية- بما فيها ألمانيا - سدها"، مضيفاً أنه بدون هذا التمويل، قد تضطر "سي آي" إلى تعليق تدخلاتها في البحر.

وانتقدت النائبة المعارضة عن حزب "الخضر" جميلة شيفر، القرار أيضاً، قائلةً إن خفض التمويل لن يحدّ من الهجرة، بل سيجعل هذه الطرق أكثر فتكاً.

ويُعد البحر الأبيض المتوسط ​​أحد أخطر طرق الهجرة في العالم، حتى مع وجود منظمات الإنقاذ التي تُسيّر دوريات في البحر.

ووفقاً لمنظمة تُعنى بالمهاجرين المفقودين، اختفى أكثر من 32 ألف شخص أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا منذ عام 2014.

وأصبحت عمليات الإنقاذ أكثر صعوبة في السنوات الأخيرة مع إقرار الحكومة اليمينية المتطرفة في إيطاليا قانوناً يُقيّد بشدة عمليات الإنقاذ، حتى مع استمرار تزايد عدد الأشخاص الذين يسلكون هذه الطرق الخطرة.

تصنيفات

قصص قد تهمك