
علقت شركة "ويز إير هولدينجز" عملياتها في أبوظبي بعد أكثر من خمس سنوات، في خطوة تهدف إلى تقليص النفقات، وذلك بعد خمسة أسابيع فقط من تسجيل أسهمها أكبر تراجع في تاريخها بفعل مخاوف المستثمرين من ارتفاع التكاليف.
أفادت شركة الطيران المجرية أن القرار جاء نتيجة استمرار مشكلات المحركات التي أدت إلى إخراج عدد من الطائرات من الخدمة، إضافة إلى تحديات جيوسياسية وعقبات تنظيمية. كما لفتت إلى أنها تُجري مراجعة لاحتياجاتها من الطائرات مع شركة "إيرباص"، لا سيما طراز "A321XRL" طويل المدى الذي انضم حديثاً إلى أسطولها.
لماذا انسحبت "ويز إير" من أبوظبي؟
قال الرئيس التنفيذي، جوزيف فارادي، في مقابلة أُجريت الإثنين: "كلما وسعنا عملياتنا في أبوظبي، اضطررنا إلى إيقاف عدد أكبر من المحركات بسبب الظروف الجوية القاسية والحرارة المرتفعة".
وأضاف أن الخروج من المشروع المشترك ووقف الرحلات الداخلية اعتباراً من 1 سبتمبر سيُعزز الربحية، إذ سيسمح بإعادة نشر الطائرات في وجهات أخرى.
تواجه شركة "ويز" (Wizz) ضغوطاً متزايدة لإعادة تقييم هيكل تكاليفها، بعدما شهد سهمها تراجعاً حاداً في وقت سابق من الشهر الماضي، إثر إعلان نتائج أرباح كشفت عن قفزة ملحوظة في النفقات التشغيلية.
وتعاني الشركة منذ فترة من مشاكل مزمنة في صيانة محركات "برات آند ويتني" (Pratt & Whitney)، ما أدى إلى إخراج عشرات الطائرات من الخدمة ضمن أسطولها الذي يتكوّن بالكامل من طائرات "إيرباص" (Airbus SE). وصرّح الرئيس التنفيذي جوزيف فارادي الشهر الماضي بأن "ويز" ستخفض عدد الرحلات في المناطق ذات المناخ الحار، نظراً لأن درجات الحرارة المرتفعة تسرّع من تآكل المحركات.
زيادة تكاليف "ويز إير"
أشارت شركة الطيران منخفض التكلفة في يونيو إلى أنها تتوقع زيادة طفيفة في التكاليف خلال السنة المالية 2026، نتيجة توقف بعض الطائرات عن العمل، وإخراج الطائرات الأقدم من الخدمة، بالإضافة إلى الفترة المطلوبة لتحسين كفاءة تكاليف المطارات. وقد أدت هذه المستجدات إلى تراجع سهم الشركة بنسبة وصلت إلى 29%.
وفي سياق متصل، تجري "ويز" محادثات مع "إيرباص" بشأن تعديل طلبية تشمل 47 طائرة من طراز A321 XLR ذات المدى الطويل، وفقاً لما أفاد به فارادي. وتُشغّل الشركة حالياً رحلتين بهذا الطراز من مطار لندن غاتويك إلى الشرق الأوسط، وتُجري "مراجعة دقيقة للغاية" لأي خطط للتوسع في هذه الخدمة، بحسب تعبيره.
استراتيجية "ويز إير"
قررت شركة "ويز" (Wizz) إعادة توجيه تركيزها نحو أسواقها الرئيسية في أوروبا الوسطى والشرقية، بعد فترة من التوسع في أبوظبي والتحديات المتعلقة بمحركات الطائرات. وقال الرئيس التنفيذي، جوزيف فارادي، إن الشركة لم تستثمر بالقدر الكافي في تلك الأسواق بسبب التزاماتها في الشرق الأوسط والمشكلات الفنية.
وأوضح فارادي أن موظفي الشركة في أبوظبي سيُمنحون خيار الانتقال إلى مواقع أخرى في أوروبا، في إطار خطة تدريجية لتقليص العمليات في المنطقة.
وسجل سهم "ويز" ارتفاعاً بنسبة وصلت إلى 2% خلال تداولات يوم الإثنين في بورصة لندن، رغم بقائه عند أدنى مستوياته خلال 52 أسبوعاً، بعد أن تراجع بنحو 27% منذ بداية العام.