تقرير: تزايد اعتماد شركات الأدوية العالمية على التكنولوجيا الصينية

"أسترازينيكا" و"فايزر" أنفقا مبالغ قياسية على أدوية طورتها شركات في بكين

time reading iconدقائق القراءة - 5
تخزين لقاح أسترازينيكا في مركز اللقاحات في كوبنهاجن، الدنمارك. 11 فبراير 2021 - REUTERS
تخزين لقاح أسترازينيكا في مركز اللقاحات في كوبنهاجن، الدنمارك. 11 فبراير 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

أنفقت شركات أدوية متعددة الجنسيات، من بينها "أسترازينيكا" و"فايزر"، مبالغ قياسية هذا العام على أدوية طورتها شركات تكنولوجيا حيوية صينية، في مؤشر على تزايد اعتماد شركات الأدوية الكبرى على الصين، رغم تعرضها لرسوم جمركية أميركية.

وأفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" بأن الصين شكّلت 18% من اتفاقات الترخيص التي أبرمتها الشركات متعددة الجنسيات على مستوى العالم منذ بداية العام الجاري، ارتفاعاً من 17% العام الماضي، وهو أعلى مستوى تسجله على الإطلاق، وفقاً لتقرير صدر الشهر الجاري، عن شركة Jefferies. كما مثلت الصين ثلث القيمة الإجمالية لتلك الصفقات، وهو رقم قياسي آخر.

وتنص هذه الاتفاقات على أن تدفع شركات الأدوية الأجنبية لشركة التكنولوجيا الحيوية الصينية مقابل الحصول على حقوق حصرية لتسويق الأدوية في مراحلها المبكرة.

وغالباً ما تكون هذه الحقوق خارج الصين. وإذا تقدم الدواء بنجاح في مراحل التجارب، فربما تحصل الشركة الصينية على عائدات إضافية.

رسوم على الأدوية

وتضع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اللمسات الأخيرة على قرار بفرض رسوم جمركية غير مسبوقة تستهدف قطاع الأدوية العالمي.

وقال ترمب، الأسبوع الماضي، إن هذه الرسوم، التي اقتُرحت في أبريل، ربما يُعلن عنها قبل نهاية يوليو الجاري. 

وحذرت شركات الأدوية، في إفصاحاتها منذ أبريل، المساهمين من أن الرسوم الجمركية المعروفة باسم "البند 232" تُشكل تهديداً لأرباحها.

وعلى الرغم من أن شركات الأدوية بدأت نقل المزيد من عمليات التصنيع إلى الولايات المتحدة، إلا أن "إعادة توطين المزيد من عمليات تصنيع (الأدوية)، من منظور الرسوم الجمركية، لن تتم بين عشية وضحاها"، بحسب مارك ماكليلان، المفوض السابق في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، والباحث حالياً في جامعة ديوك. 

وأضاف ماكليلان أن "الصين تتفوق على الولايات المتحدة" في مجال الابتكار في التكنولوجيا الحيوية، وهو ما يثير مخاوف تتعلق بالأمن القومي الأميركي.

وتابع: "لا شك أن هناك بعض المخاطر، من منظور عسكري ومن منظور الأمن البيولوجي، ترتبط بأحدث تقنيات الخلايا والجينات". 

وفي الوقت الذي تنفق فيه شركات الأدوية مليارات الدولارات على شركات التكنولوجيا الحيوية الصينية، تحاول هذه الشركات إقناع إدارة ترمب بأنها لا تربطها علاقة وثيقة بالصين.

وقالت رابطة شركات الأدوية الأميركية (PHRMA)، وهي جماعة ضغط في القطاع، إن معظم المكونات الدوائية التي تُستورد إلى الولايات المتحدة تأتي من أوروبا، أما شركة "أسترازينيكا"، فقالت في رسالة وجهتها إلى إدارة ترمب في 7 مايو، إنها لا تستورد سوى أدوية من أوروبا.

وأضافت: "أسترازينيكا لا تستورد أي أدوية من الصين".

وقالت "فاينانشيال تايمز" إن جماعات الضغط والشركات لا تشير في حججها ضد الرسوم الجمركية إلى اتفاقيات الترخيص المبرمة مع الجانب الصيني.

ووفقاً لتقرير صادر عن "مورجان ستانلي" في 15 يوليو، تُعد "أسترازينيكا" من بين أكبر شركات الأدوية التي وقعت اتفاقيات ترخيص مع شركات تكنولوجيا حيوية صينية، بقيمة لا تقل عن 13.6 مليار دولار هذا العام وحده، مع 5 شركات صينية على الأقل.

 التوسع في الأسواق الخارجية

وفي يونيو الماضي، أعلنت شركة "أسترازينيكا" عن صفقة بقيمة 5.2 مليار دولار مع شركة CSPC Pharmaceuticals، ومقرها مدينة شيجياتشوانج، لتطوير عدة أدوية. 

كما وقعت شركات الأدوية الأميركية AbbVie و Merck و"فايزر و Regeneron اتفاقيات ترخيص بمليارات الدولارات خلال النصف الأول من العام الجاري. 

وأبرمت "فايزر" أكبر صفقة ترخيص مع شركة صينية العام الجاري، تمثلت في اتفاق بقيمة 6 مليارات دولار مع شركة 3Sbio لتطوير دواء لعلاج السرطان. وأوضحت "فايزر" أنها تخطط لتصنيع الدواء داخل الولايات المتحدة. 

وقالت Jefferies إن شركات الأدوية متعددة الجنسيات تتجه نحو الصين في ظل مواجهتها لانخفاض أسعار الأدوية وانتهاء صلاحية براءات اختراع عدد من أدويتها الرائجة.

وتسعى شركات الأدوية الصينية إلى التوسع في الأسواق الخارجية، بعدما اضطرت إلى خفض أسعار الأدوية المبتكرة لتكون مؤهلة ضمن برنامج التأمين الطبي الوطني في الصين، وذلك في إطار حملة تقودها بكين لخفض أسعار الأدوية.

وأدت أزمة التمويل التي ضربت قطاع التكنولوجيا الحيوية في الصين، وبلغت ذروتها في عام 2024، إلى دفع الشركات الصينية للبحث عن شراكات مع جهات أجنبية لتمويل التجارب السريرية المكلفة في الخارج.

وشهدت شركات التكنولوجيا الحيوية الصينية ارتفاعاً كبيراً في أسعار أسهمها نتيجة لذلك، إذ حقق مؤشر "هانج سنج للتكنولوجيا الحيوية" عائداً بنسبة 79% منذ بداية العام، متفوقاً بفارق كبير على العائد البالغ 24.6% الذي سجله المؤشر الرئيسي "هانج سنج" في هونج كونج. 

تصنيفات

قصص قد تهمك