الصين تفتح أبوابها أمام السعوديين: إعفاء من التأشيرة و36 رحلة أسبوعية

time reading iconدقائق القراءة - 7
السفير الصيني لدى المملكة العربية السعودية تشانج هو - "الشرق"
السفير الصيني لدى المملكة العربية السعودية تشانج هو - "الشرق"
الرياض-الشرق

تحوّلت الصين في السنوات الأخيرة إلى وجهة سياحية عالمية بارزة من خلال إطلاق مبادرات سياحية متعددة وتبسيط إجراءات الدخول، فيما أعفت المواطنين السعوديين من التأشيرات المسبقة، وتستعد لرفع عدد الرحلات بين البلدين إلى 36 أسبوعياً.

وقال السفير الصيني تشانغ هو، في مقال لـ"الشرق"، إن عام 2025، الذي يصادف الذكرى السنوية الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والمملكة العربية السعودية، هو "عام الثقافة الصينية السعودية" الأول.

وأضاف السفير الصيني إن "آفاقاً جديدة للتبادل الثقافي والتعاون الاقتصادي" تنفتح بين بكين والرياض، من خلال تطبيق الصين لسياسة "الإعفاء من التأشيرة من جانب واحد للمواطنين السعوديين"، وذلك اعتباراً من 9 يونيو الماضي، ويمكنهم الآن دخول الصين دون تأشيرة لمدة لا تتجاوز 30 يوماً لأغراض الأعمال التجارية والسياحة وزيارة الأقارب والأصدقاء والتبادلات الثقافية والعلمية والعبور.

وأشار إلى أنه "بحلول نهاية سبتمبر الجاري، ستصل عدد الرحلات الجوية المباشرة الأسبوعية بين بكين وشنجهاي وجوانزو وشنتشن وهايكو وهونج كونج الصينية، والرياض وجدة السعودية إلى 36 رحلة". 

وأشاد السفير تشانغ هو، بما تتمتع به الصين من "موارد سياحية وثقافية غنية"، معتبراً أنه بعد أكثر من 40 عاماً من الإصلاح والانفتاح، تطور قطاع السياحة الصيني.

السفير الصيني في السعودية يكتب لـ"الشرق": هيا بنا إلى الصين

إن الصين دولة ذات تاريخ عريق وتفوح منها روائح النشاط والحيوية، تتجه نحو العالم بانفتاح أكبر. في السنوات الأخيرة، تلتزم الصين بتحقيق التنمية العالية الجودة والانفتاح الرفيع المستوى، وتواصل جهودها في توفير التسهيلات للتبادلات بين الصين والدول الأخرى بشكل مستمر، ما جذب السياح والمستثمرين والمواهب من جميع أنحاء العالم لاكتشافها والتعاون معها وتحقيق التنمية فيها. يصادف عام 2025 الذكرى السنوية الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والمملكة العربية السعودية، كما أنه "عام الثقافة الصينية السعودية" الأول. مع بدء الصين تطبيق سياسة الإعفاء من التأشيرة من جانب واحد للمواطنين السعوديين، تنفتح آفاق جديدة للتبادل الثقافي والتعاون الاقتصادي بين البلدين. فحان الوقت لزيارة الصين لاستشعار سحر وحيوية هذه الدولة الشرقية العريقة من الحضارة. 

تتمتع الصين بموارد سياحية غنية، حيث تضم سلاسل جبلية وشبكات مائية رائعة، ونباتات وحيوانات فريدة، وعدد لا يحصى من المعالم التاريخية المشهورة، بالإضافة إلى الأوبرا والموسيقى والرقصات ذات الخصائص الفريدة، والأطعمة اللذيذة التي تحظى بإشادة عالمية، ما يجذب كل عام أعدادًا كبيرة من السياح من داخل البلاد وخارجها. يمكن للسياح أن يروا نهري الهوانغخه واليانتسى التي شهدت ولادة الحضارة الصينية المتألقة، ويستمعوا إلى صدى التاريخ عند الوقوف على سور الصين العظيم، ويشعروا بروعة العمارة القديمة خلال التجول في القصر المحرّم. يمتلك جيش التيراكوتا في مدينة شيآن تشكيلًا صارمًا وهيبة قوية. تتميز الحدائق في مدينة سوتشو بدقتها وأناقتها وجسورها الصغيرة ومياهها المتدفقة. مناظر غويلين الخلابة هي الأروع في العالم، وجبل هوانغشان محاطة بالبحر من السحب، بينما يزأر شلال هوكو بالنهر الأصفر بقوة، وتتميز بحيرة تشينغهاي بالهدوء والقداسة، وتزين شواطئ جزيرة هاينان بأشجار النارجيل، وتمتد غابات هيلونغجيانغ الثلجية بلا حدود، وتتواصل في هضبة تشينغهاي- التبت جبال الثلج بشموخ، وتغطى مروج هولونبوير مساحات لا نهاية لها، تنضح أزقة بكين بالحيوية، وتتألق البوند في شانغهاي بالأضواء. تظهر ألوان أقنعة أوبرا بكين متعددة ومشرقة، وتتميز أغاني الأوبرا الكونتشوية بالعذوبة والجمال، وتنقل الخط والرسم الصيني التقليدي المشاعر بواسطة الحبر والفرشاة، وتفسر الوخز بالإبر والتاي تشي حكمة الصين في الحفاظ على الصحة.

السياحة الثقافية في الصين هي سيمفونية متناغمة بين أناقة التراث وحيوية الحداثة، وتكامل ساحر بين المناظر الطبيعية والشعر. بعد أكثر من 40 عامًا من الإصلاح والانفتاح، تطور قطاع السياحة الصيني من صغير إلى كبير، ومن ضعيف إلى قوي، حيث أصبح العرض السياحي أكثر ثراءً، وارتفعت قدرة الاستقبال بشكل كبير، ونظام المنتجات السياحية يتكامل تدريجيًا، وتحسنت ظروف النقل السياحي بشكل ملحوظ. أصبحت الآثار الدافعة والمحفزة للسياحة على النمو الاقتصادي والاستهلاك الاجتماعي والعمالة المجتمعية أكثر وضوحًا، وقد أصبحت صناعة مهمة في الاقتصاد الوطني. شبكة السكك الحديدية الفائقة السرعة تُقلص المسافات الزمانية والمكانية بشكل كبير، والسياحة الذكية تتيح حجز الخدمات والجولات الإرشادية والانغماس في التجارب السياحية بلمسة واحدة على الهاتف. هنا يمكنك أن تحمل حقيبتك وتنطلق في رحلة تمتد 5000 عام من الحضارة، وتستكشف مزيجا رائعا من الطبيعة الخلابة والتراث الإنساني على امتداد آلاف الأميال، وتشعر بسحر البلاد الشرقية القديمة الفريد وأناقتها العصرية.

بُنى العلاقات بين الدول على أساس تقارب الشعوب. في السنوات الأخيرة، واصلت الحكومة الصينية اتخاذ سلسلة من إجراءات تسهيل التأشيرات والإعفاء منها، مما سمح لأعداد متزايدة من الأصدقاء الدوليين بزيارة الصين بسهولة، حيث يمكنهم تجربة سحر الثقافة الصينية والإعجاب بروعة مناظرها الطبيعية الخلابة.

تنفيذ سياسة إعفاء التأشيرة لمواطني السعوديين

اعتبارًا من 9 يونيو 2025، بدأت الصين تطبيق سياسة الإعفاء من التأشيرة من جانب واحد للمواطنين السعوديين الحاملين للجوازات العادية، حيث يمكنهم دخول الصين دون تأشيرة لمدة لا تتجاوز 30 يومًا لأغراض الأعمال التجارية والسياحة وزيارة الأقارب والأصدقاء والتبادلات الثقافية والعلمية والعبور. توفر هذه السياسة تيسيرات كبيرة للسياح السعوديين ورجال الأعمال وغيرهم من الزائرين القادمين إلى الصين، مما يعزز التبادلات الإنسانية والتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

تبسيط إجراءات الحصول على التأشيرة وتيسير قنوات تقديم الطلب

 أتاحت السفارة الصينية في المملكة بشكل كامل إلغاء نظام الحجز المسبق لتقديم طلبات التأشيرة، يمكن الآن للمواطنين السعوديين الذين يحتاجون إلى تأشيرة لدخول الصين، إكمال الإجراءات اللازمة في أي وقت يشاؤون عبر المنصة الإلكترونية للتأشيرات الصينية ورابطها، وحيث يمكنهم تعبئة النموذج وتحميل المستندات المطلوبة ومتابعة حالة الطلب بشكل أونلاين.

رفع مستوى الخدمات الدولية

بحلول نهاية سبتمبر الجاري، ستصل عدد الرحلات الجوية المباشرة الأسبوعية بين بكين وشنغهاي وجوانزو وشنتشن وهايكو وهونغ كونغ الصينية والرياض وجدة السعودية إلى 36 رحلة. توفر المرافق العامة في الصين - بما فيها المطارات الدولية ومحطات القطارات والمناطق السياحية الرئيسية - خدمات متعددة اللغات تشمل اللغة الإنجليزية، كما يمكن للسياح الأجانب استخدام بطاقاتهم البنكية المحلية على منصاب (علي باي) و(ويتشات) الصينية لتجربة دفع سلسة ومريحة خلال زيارتهم.

اليوم، تجمع الصين بين عراقة حضارةٍ تمتد لأكثر من خمسة آلاف عام، وحيوية التكنولوجيا الحديثة المتجددة. فهي تتمتع ببيئة سوق منفتحة وشاملة، إلى جانب سياسات دخول ميسّرة وفعّالة. فإن الصين توفّر إمكانيات غير محدودة سواء أكان ذلك للسياحة والزيارة، أو لأعمال التجارة، أو للاستثمار، أو للدراسة. فرص الصين هي فرص للعالم أجمع. هيا بنا إلى الصين!

تشانغ هو

السفير الصيني لدى المملكة العربية السعودية

تصنيفات

قصص قد تهمك