
أعلنت وكالة إدارة الكوارث في فيتنام، الخميس، ارتفاع عدد الوفيات جراء الإعصار بوالوي، والسيول التي تسبب فيها، إلى 36 حالة.
وأوضحت، في تقرير، أن الإعصار وصل إلى اليابسة، الاثنين، في شمال وسط فيتنام، وصاحبته أمواج بحرية ضخمة، ورياح قوية، وأمطار غزيرة أدت أيضاً إلى فقدان 21 شخصاً، وإصابة 147.
ورفعت الوكالة تقديرها للأضرار التي لحقت بالممتلكات بسبب الإعصار بوالوي، والسيول المرتبطة به، إلى 11.5 تريليون دونج (نحو 435.80 مليون دولار)، مقابل 303 ملايين دولار في تقرير سابق صدر الأربعاء.
الإعصار بوالوي في فيتنام
وقالت الوكالة إن الإعصار ألحق أضراراً جسيمة بالطرق، والمدارس، والمكاتب، وتسبب في أعطال بشبكة الكهرباء، ما أسفر عن انقطاع التيار عن عشرات الآلاف من الأسر.
وأشارت إلى أن أكثر من 210 آلاف منزل تضررت، أو غمرتها المياه التي أسفرت كذلك عن تدمير أكثر من 51 ألف هكتار من الأرز ومحاصيل أخرى.
وبفعل ساحلها الطويل المطل على بحر الصين الجنوبي، فإن فيتنام معرضة للأعاصير التي غالباً ما تتشكل شرقي الفلبين، التي لقي فيها 10 أشخاص على الأقل حتفهم، بعدما ضربها إعصار بوالوي مؤخراً.
وقبل وصول الإعصار، أجلت الحكومة أكثر من 28 ألفاً و500 شخص، وألغت أو أجَّلت مئات الرحلات الجوية، وأغلقت 4 مطارات في الأقاليم الوسطى.
فيضانات تفوق التوقعات
فيما تواجه المناطق الساحلية حول العالم تهديدات بفيضانات مدمرة، أفادت دراسة علمية، نُشرت في يونيو، بأن الفيضانات في المناطق الساحلية تحدث بوتيرة أعلى بكثير مما كان يُعتَقد سابقاً، حتى في غياب الأمطار، أو العواصف.
وبيّنت الدراسة، التي نشرتها دورية "Nature Communications"، أن الاعتماد الشائع على بيانات قياس المدّ البحري لتحديد عدد مرات الفيضانات ومدتها، يعاني من قصور كبير، إذ لا يعكس الواقع الذي يعيشه السكان في المناطق الساحلية.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، ميوكي هينو، أستاذ التخطيط الحضري والإقليمي في جامعة نورث كارولاينا الأميركية، إن هذا القصور في القياس "لا يؤثر فقط على فهم الحاضر، بل يمتد تأثيره إلى التنبؤات المستقبلية التي تُبنى على هذه البيانات، ما يعني أن التقديرات الحالية ربما تقلل من حجم التهديد الفعلي للفيضانات".
كيف تحدث الأعاصير؟
في العادة، تحدث الأعاصير، وفق خبراء الأرصاد الجوية، بالشكل التالي:
- تتكوّن بعيداً عن اليابسة، وتستغرق وقتاً طويلاً، قبل أن تصبح بالكاد قادرة على تهديد سفينة عابرة.
- يدرسها العلماء، ويتوقعون مسارها، وقوتها.
- خلال فترة الانتظار يكون لدى الأشخاص أيام للتحصّن، أو إخلاء منازلهم في حال الضرورة، حسب القوة المتوقعة للعاصفة.
إلا أن تغير المناخ تسبب في تغيرات خطيرة في إيقاع الأعاصير، فهو إن لم يجعلها أكثر فقد زاد من احتمال تكوّنها بسرعة، لتتحول إلى "وحش مرعب" بين ليلة وضحاها.