متحف اللوفر يفتح أبوابه أمام الزائرين بعد "عملية السطو"

time reading iconدقائق القراءة - 4
زوار يسيرون بجوار معرض أبولون المغلق حيث سرق لصوص 8 قطع من مجوهرات نابليون والإمبراطورة في متحف اللوفر في باريس بفرنسا. 22 أكتوبر 2025 - Reuters
زوار يسيرون بجوار معرض أبولون المغلق حيث سرق لصوص 8 قطع من مجوهرات نابليون والإمبراطورة في متحف اللوفر في باريس بفرنسا. 22 أكتوبر 2025 - Reuters
باريس -رويترز

أعيد فتح متحف اللوفر في باريس، الأربعاء، بعد ثلاثة أيام من سرقة اللصوص لجواهر ملكية تاريخية تقدّر قيمتها بنحو 88 مليون يورو (102 مليون دولار)، فيما تتواصل التحقيقات، وردود الفعل السياسية على عملية السطو.

وأظهرت لقطات مباشرة من تلفزيون "رويترز" الزائرين، وهم يعبرون بوابات دخول المتحف لأول مرة منذ عملية السطو الجريئة التي تصدرت عناوين الأخبار في أنحاء العالم.

ولم يكن الأحد الماضي يوماً عادياً في ذلك الصباح الغائم تحت سماء العاصمة باريس، إذ استقبل القصر التاريخي، الذي أصبح متحفاً عقب الثورة الفرنسية، أربعة زوار غير عاديين: "لصوص بأقنعة سوداء، مع شاحنة مجهزة برافعة".

سرقة متحف اللوفر

حملت الرافعة اللصوص إلى الطابق الأول من المتحف، من الجهة المطلة على نهر السين، حيث تجري أعمال بناء، لينفّذوا واحدة من أكبر عمليات السطو.

وبحسب صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية، انطلقت أجهزة الإنذار بالمتحف لتنبيه الحراس، فغادر الجناة بسرعة على دراجات نارية.

ووفقاً لوزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز، استغرق الحادث بأكمله أقل من 10 دقائق، واصفاً العملية بأنها من عمل "فريق محترف زار الموقع مسبقاً".

وأعلنت وزارة الثقافة الفرنسية أن ثمانية قطع تم سرقتها، فيما لم يتمكن اللصوص من سرقة التاج الثمين لزوجة نابليون الثالث يوجيني، المرصّع بـ 1354 ماسة و56 زمردة. كما لم يتمكنوا من الحصول على ماسة "الريجينت"،  التي تُقدر قيمتها أكثر من 60 مليون دولار أميركي.

ردود فعل سياسية

وفتحت عملية السرقة باب السجال السياسي في فرنسا، إذ عمد سياسيون فرنسيون إلى إلقاء اللوم على حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون وقيادته الثقافية.

وكان اليمين الفرنسي صريحاً بشكل خاص في انتقاده لماكرون وائتلافه الوسطي "معاً من أجل الجمهورية" الحاكم الحالي. ووجدت وزيرة الثقافة رشيدة داتي، ومدير متحف اللوفر لورانس دي كار، ومسؤولون ثقافيون آخرون "أنفسهم في مرمى النيران"، بحسب تقرير لموقع "آرت نيوز".

وكتب جوردان بارديلا، رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف على موقع (إكس): "متحف اللوفر هو رمز عالمي لثقافتنا. هذه السرقة، التي سمحت للصوص بسرقة جواهر التاج الفرنسي، هي إذلال لا يُحتمل لبلدنا. إلى أي مدى سيصل تدهور الدولة؟"

وأدرج سياسيون آخرون من اليمين المتطرف السرقة في سياق اتهامهم المستمر للرئيس ماكرون "بالإهمال". وذهبت ماريون ماريشال، مؤسسة حزب "الهوية والحريات" اليميني المتطرف، وعضو البرلمان الأوروبي، إلى حد وصف السرقة بأنها "إهانة".

ومن جهته، تعهّد ماكرون باسترجاع القطع المسروقة، و"محاسبة مرتكبي هذه الجريمة"، معتبراً أن "السرقة التي حدثت في اللوفر هجوم على تراث نعتز به، لأنه تاريخ فرنسا".

متحف اللوفر وسرقات سابقة

يمتلك اللوفر تاريخاً طويلاً من السرقات، ربما أشهرها سرقة لوحة الموناليزا عام 1911 على يد مصمم ديكور إيطالي، عمل داخله لفترة وجيزة.

دخل فينتشنزو بيروجيا المتحف متنكراً بزي عامل، وعندما لم يكن أحد يراقبه، أزال اللوحة وغادر المتحف. تم القبض عليه لاحقاً واستعيدت اللوحة.

كما وقعت حادثة أخرى شهيرة عام 1956، عندما ألقى زائر حجراً على لوحة الموناليزا، ما أدى إلى تقشير طفيف في الطلاء قرب المرفق الأيسر، وهو ما سرَّع نقل اللوحة خلف زجاج واقٍ.

تصنيفات

قصص قد تهمك