"هجرة التعدين الكبرى".. شركات عملات رقمية تغادر الصين

time reading iconدقائق القراءة - 5
صورة مركبة لعملة بتكوين الرقمية وفي الخلفية تصميم للعلم الصيني - REUTERS
صورة مركبة لعملة بتكوين الرقمية وفي الخلفية تصميم للعلم الصيني - REUTERS
دبي-الشرق

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن شركات عملات رقمية بدأت تغادر الصين، في وقت يواجه المشتغلون بتعدين العملات تكاليف باهظة وعقبات أخرى لإخراج أجهزتهم، فيما يوصف بـ"هجرة التعدين الكبرى".

وأضافت الصحيفة الأميركية في تقرير، الأحد، أن شركة "بيت ديجيتال"، التي تتخذ من نيويورك مقراً والمدرجة في بورصة "ناسداك"، كثفت جهودها لإخراج أكثر من 20 ألف حاسوب من الصين، بعدما تعهدت الأخيرة باتخاذ إجراءات صارمة ضد تعدين العملات الرقمية (المشفرة) في وقت مبكر من هذا الصيف.

وأشارت إلى أن عملية تعدين العملات الرقمية، تحوّلت من نشاط يمكن لأي فرد لديه جهاز حاسوب القيام به قبل عقد، إلى صناعة ضخمة تستخدم العديد من أجهزة الحاسوب والكثير من الكهرباء.

"عقبات" التعدين

في الوقت الراهن، تواجه "بيت ديجيتال" وغيرها من شركات تعدين العملات الرقمية، العديد من العقبات أثناء نقل أجهزتها خارج بلد كان يستخدم في السابق ثلثي الطاقة العالمية المخصصة لعمليات تعدين "بيتكوين"، إذ تتعرض الأجهزة للتلف في حال اهتزت، كما تصل كلفة الجهاز الواحد نحو 12 ألف دولار أميركي، ما يجعل تعبئتها وشحنها دولياً مهمة شاقة.

ولفتت الصحيفة إلى أنه كان يتعين على الشركات أن تقرر ما إذا كانت ستنقل الأجهزة الخاصة بها عن طريق شحنها جواً أو بحراً، مع مراعاة التكلفة وطول فترة النقل.

ونقلت الصحيفة عن كبير مسؤولي وضع الإستراتيجيات في "بيت ديجيتال"، سمير طبر، قوله إن "تسعة آلاف و484 جهاز تعدين، أو ما يقرب من ثلث أجهزة الحاسوب المملوكة للشركة، لا تزال موجودة في مقاطعة سيتشوان الصينية منذ 30 يونيو الماضي".

وأضاف أن الشركة "استعانت بخدمات شركات لوجستية (نقل وإمداد) دولية كبيرة للمساعدة في نقل الأجهزة، التي نأمل أن تكون جميعها في أميركا الشمالية بحلول نهاية سبتمبر المقبل، إذ سنقوم بإرسالها إلى مواقع في نبراسكا وجورجيا وتكساس، وألبرتا بكندا".

بينما قال فريد ثيل، الرئيس التنفيذي لشركة "ماراثون ديجيتال هولدنجز" لتعدين العملات المشفرة، ومقرها لاس فيجاس، إن ما يحدث الآن "سيكون له تأثير مالي كبير للغاية على المشتغلين بتعدين العملات الرقمية في الصين".

"سوق رئيس"

ووفقاً للصحيفة، يُحقق المشتغلون بتعدين العملات مكاسب من خلال الحصول على رسوم من إتمام معاملات بتكوين، كما أنهم يحصلون أيضاً على فرص للمشاركة في سحب يانصيب، عندما تُشكل الأجهزة أرقاماً عشوائية أملاً في الحصول على رقم صحيح لفتح عملات بتكوين جديدة، وهذا يجعل تعدين بتكوين أكثر ربحية عندما ترتفع القيمة الدولارية للعملة المشفرة.

وأصبحت الصين سوقاً رئيسياً لتعدين بتكوين، "على الرغم من موقفها المعارض منذ فترة طويلة للعملات المشفرة"، بسبب انخفاض سعر الكهرباء فيها، لا سيما خاصة في المناطق الغنية بالفحم في منغوليا الداخلية، وشينجيانج، ومراكز الطاقة الكهرومائية في سيتشوان، ويوننان.

"هجرة التعدين"

وفي حين أن بعض الشركات مثل "بيت ديجيتال"، بدأت في نقل أجهزتها في نهاية عام 2020، لأنها توقعت أن الصين ربما تفرض إجراءات صارمة على تعدين العملات المشفرة، فإن إعلان بكين في مايو الماضي، والإجراءات التي اتخذتها الحكومات المحلية اللاحقة قد فاجأ آخرين، بحسب الصحيفة.

وأضافت الصحيفة أن "بيت ديجيتال" تعمل مع شركات مثل "كومبيوت نورث" للعثور على أماكن مناسبة لنقل ما تبقى من أجهزتها إليها.

"كومبيوت نورث" التي توفر البنية التحتية اللازمة لإيواء منصات التعدين في تكساس وداكوتا الجنوبية ونبراسكا، شهدت ارتفاعاً كبيراً في الطلب أخيراً، حتى أنها باتت تقوم بتجهيز خمسة مواقع جديدة لاستيعاب عمال مناجم العملات الجدد، فضلاً عن تجهيز مواقع جديدة أيضاً في تكساس ونورث كارولينا.

كما نشأت شركات أخرى لتقديم الخدمات اللوجستية لأولئك الذين يتطلعون إلى نقل أجهزتهم الحساسة، إذ قامت شركة تعرف باسم "هاش هاوس" بتوظيف عمال للقيام بتنظيف وإصلاح وإعادة تغليف أجهزة التعدين قبل تحميلها على الطائرات في الأسابيع الأخيرة، وذلك لأن الأجهزة القادمة من المناطق الريفية أو الصناعية في جميع أنحاء الصين قد تكون متسخة أو صدئة".

"حملة" بكين

ولفتت "وول ستريت جورنال" إلى أن حملة بكين الأخيرة، جاءت في وقت حددت فيه حكومتها أهدافاً طموحة لتقليل استخدام الفحم وتغيير صورة البلاد في ظل أزمة تغير المناخ.  

وعلى نحو مماثل، بدأت شركات التعدين الصينية أيضاً بنقل أجهزتها إلى دول مثل كازاخستان وروسيا. واعتبرت الصحيفة أن ثمة دلائل على عودة المزيد من المشتغلين بتعدين العملات للعمل على الإنترنت من جديد، لافتة إلى أنه على الرغم من انخفاض حجم معاملات تعدين بتكوين إلى أدنى مستوياتها منذ سبتمبر 2019 في أوائل يوليو الماضي، فإنه قد ارتفع مرة أخرى في الأسابيع الأخيرة.

اقرأ أيضاً: