
قالت صحيفة "تليجراف" البريطانية، الثلاثاء، إن الحكومة البريطانية تبحث العودة لفرض القيود لمواجهة تطورات جائحة كورونا هذا الخريف، بما في ذلك "الإغلاق الكامل".
ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، تحذيره من أن الوضع هذا العام "أكثر صعوبة"، مما كان عليه العام الماضي، إذ أخبره مستشاروه العلميون أن الأسابيع القليلة المقبلة، سوف تمثل "نقطة محورية" في مواجهة الجائحة، ما قد يتطلب تدخلاً "مبكراً".
ووفقاً للصحيفة البريطانية، عرض البروفيسور كريس ويتي، كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، خلال مؤتمر صحافي، رسوماً بيانية أظهرت أن أعداد الإصابات والعلاج في المستشفيات، والوفيات هذا العام تفوق ما كانت عليه في سبتمبر 2020.
ويثق الوزراء والخبراء في أن ارتفاع معدلات الحصول على اللقاح من شأنه، أن يوقف سريعاً ارتفاع عدد الأشخاص الذين يتم تنويمهم في المستشفيات في غضون الأسابيع المقبلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة المركزية للوزراء والخبراء، تقوم على "قدرة اللقاحات على حماية البلاد من الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية، التي قد تسببها عملية إغلاق أخرى".
مضامين الخطة
وبحسب "تليجراف" تتضمن الخطة "أ" الحكومية للشتاء المقبل، طرح "جرعة ثالثة لمن تجاوزت أعمارهم 50 عاماً، وللذين يعانون من ضعف المناعة، بدءاً من الأسبوع المقبل، واستمرار الاختبارات وبرامج التتبع".
وتتوقع النماذج العلمية أن أعداداً أكبر من الأشخاص، سيواصلون العمل من المنازل، مقارنة بما كان عليه الحال قبل ظهور الجائحة.
وكشف الوزراء عما يسمى بالخطة "ب" في حال صار الوباء أكثر خطورة من المتوقع، وسوف تصدر جوازات لقاحية للتجمعات الكبيرة في الأماكن المغلقة، وفرض ارتداء الكمامة مجدداً، والعودة إلى العمل من المنازل، وفقاً لـ"تليجراف".
وأضافت الصحيفة أن الخطة لم تستبعد فرض حالة الإغلاق مجدداً، إذ تشمل الخطة اتخاذ الحكومة "للتدابير الضرورية لحماية هيئة الخدمات الصحية الوطنية، من الوقوع تحت ضغط كثرة الحالات".
رفض سبب الإغلاق
ولم ترد في الخطة أي تفاصيل حول الكيفية التي يمكن أن تتعامل بها هيئة الخدمات الصحية الوطنية، مع زيادة معدلات دخول المستشفيات، مثل احتمال إعادة فتح مستشفيات "نايتنجيل".
وتعرض وزير الصحة البريطاني ساجد جافيد، للعديد من المقاطعات في البرلمان أثناء استعراضه تفاصيل الخطة للأعضاء، إذ أعرب النواب المحافظون عن دهشتهم عند النظر في فرض مزيد من القيود مجدداً.
وذكر مارك هاربر، رئيس "مجموعة التعافي من كوفيد"، الثلاثاء، للنواب المحافظين المشككين في الإغلاق، أنه من "المحبط" أن فرض مزيد من القيود، والذي كان يخشاه كثيرون، بات بالفعل نتيجة محتومة.
وأبان هاربر أثناء مطالبته رئيس الوزراء بعرض أي قيود جديدة على مجلس العموم للتصويت، أن التدابير الجديدة سوف تسبب "اضطرابات في الأعمال والمشروعات التجارية، وستكبد الاقتصاد تكاليف باهظة"، وفقا لـ"تليجراف".
دفاع عن الخطة
ودافع رئيس الوزراء البريطاني عن الخطة، وقال:"إنه واثق من أن اللقاح يعني أن الحكومة لن تجد نفسها، مضطرة لتنفيذ الإجراءات الأكثر صرامة الواردة بالخطة".
ونقلت الصحيفة عن جونسون قوله "نتيجة حملة التطعيم هذه، لدينا واحد من أكثر المجتمعات حرية، وواحد من أكثر الاقتصادات انفتاحاً في أوروبا، وهذا ما يجعلنا الآن نتمسك باستراتيجيتنا".
وعبر جونسون عن ثقته بالمضي قدماً بالخطة "أ" مشيراً إلى أن الخطة "ب" تحتوي على تدابير مختلفة، لافتاً إلى التدرج في عمليات التطبيق، وليس بالضرورة تفعيلها مرة واحدة.
وشدد رئيس الوزراء على أن خيار الاحتفاظ بجوازات لقاحية "على سبيل الاحتياط" أفضل من أي خيار بديل.
وتيرة أسرع لفرض القيود
من جانبه، حث السير باتريك فالانس، كبير المستشارين العلميين الحكومة البريطانية على "المضي بوتيرة أسرع وأكثر صرامة، لفرض قيود جديدة في حال ازداد الوضع سوءاً".
وقال: "إذا نظرتم إلى البلدان التي لديها مستويات مماثلة من المناعة، ومستويات أعلى من القيود، فإن ما ترونه هو تراجع الحالات"، معتبراً أنهم عند النقطة المحورية، إذ تبدو الأمور مسطحة"، مبيناً أنه في التدهور يجب "البدء بالسيطرة"، محذراً من خطر الانتظار.
وتهدد الإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي الموسمية الأخرى التي تزداد في الشتاء، عندما يقضي الناس أوقاتاً أطول في أماكن مغلقة ويغلقون النوافذ.
قيود الخطة "ب"
ووفقاً للصحيفة، قالت الحكومة إنه بموجب الخطة "ب"، سيتم تقديم هذه الجوازات للملاهي الليلية، والأماكن المغلقة التي تضم 500 أو أكثر من الحضور، أو الأماكن المفتوحة التي تضم 4000 آلاف شخص أو أكثر، رغم عدم استبعاد بدء التشغيل على نطاق أوسع.
ومن أجل إبراز أن 200 مكان وفعالية كانت بالفعل فرضت شهادة كوفيد - 19 بشكل طوعي، وضع رئيس الوزراء البريطاني الجوازات اللقاحية في إطار أنها تمثل "تغييراً في قواعد اللعبة"، و"جزءاً من الأدوات التي يمكن أن تساعد الشركات والمشروعات التجارية على أن تظل مفتوحة، بدلاً من إغلاقها مرة أخرى في حال حدوث زيادة في وباء كوفيد - 19.
ردة فعل السياحة والفنادق
وأثار هذا الإعلان ردة فعل غاضبة في قطاع صناعة السياحة والفنادق، وحذرت كيت نيكولز، الرئيس التنفيذي لقطاع السياحة والفنادق في المملكة المتحدة، من أن التدابير التي تضمنتها الخطة "ب" ستترك "تداعيات خطيرة وقاسية على هذا القطاع"، الذي كان "الأكثر تضرراً" بسبب الإغلاقات السابقة.
وانتقدت نيكولز الجوازات اللقاحية، واعتبرتها "غير عملية من الناحية اللوجستية، وذات فعالية مشكوك فيها"، وأنها سيكون لها "تأثير مدمر" على النوادي الليلية والفعاليات الكبرى.
كما اعتبرت أن العودة إلى توجيه الناس إلى العمل من المنازل، ستكون له "تداعياته الخطيرة" على مدننا وبلداتنا، وفقاً للصحيفة.
وبموجب الخطة "ب" ستتم العودة إلى ارتداء الكمامات كإلزام قانوني، مع تحديد الحكومة الأماكن التي سيتم إدراجها في أقرب وقت.
وأشارت "تليغراف" إلى إقرار برنامج عمل مكتب رئيس الوزراء، لإعادة التوجيه بالعمل من المنازل في التسبب بمزيد من الاضطرابات، والإضرار بالاقتصاد وبعض الشركات والمشروعات التجارية.
ونقلت الصحيفة عن البروفيسور ويتي قوله إنه بالنظر إلى "الأرقام المجردة" لدخول المستشفيات، فإنها تمثل "زيادة سريعة للغاية"، والحالة العامة لهيئة خدمات الصحة الوطنية، ستكون عبارة عن "مجموعة من العوامل التي تؤثر على الانتقال إلى قيود أكثر صرامة".