كشف المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر في السعودية، أنه يجري العمل على أكثر من 20 مشروعاً للتشجير في مناطق المملكة كافة، تتضمن زراعة 7 ملايين شجرة، وذلك ضمن مبادرة السعودية الخضراء.
وأوضح المركز أن مليوني شجرة برية من هذه الأشجار ستتم زراعتها في المحميات الملكية، و2.8 مليون شجرة في المتنزهات الوطنية، و2.2 مليون شجرة مانجروف على السواحل السعودية، لافتاً إلى وجود أكثر من 820 ألف شتلة أخرى تقوم بزراعتها 7 جمعيات بيئية.
كما كشف المركز أنه تم بالفعل خلال الفترة الماضية "زراعة نحو 10 ملايين شجرة في 1200 موقع".
وتتمتع السعودية بتنوع هائل في الغطاء النباتي يصل إلى أكثر من 2500 نوع من الأشجار والشجيرات والأعشاب، بحكم مساحتها الشاسعة التي تمثل أربعة أخماس شبه الجزيرة العربية.
لكن النظم البرية والبحرية عانت في الماضي ضغوطا كبيرة تسببت في تدهور المراعي بنسبة تزيد عن 70%، وتآكل تربة المناطق الزراعية بنسبة 40%، إضافة إلى تدهور غابات المانجروف والغطاء النباتي في الغابات بسبب الرعي الجائر والنباتات الغازية.
استعادة النظم البيئية
وأفادت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية لـ"الشرق" أن "العمل على استعادة النظم البيئية في السعودية يأتي عبر مبادرات، من أهمها مبادرة السعودية الخضراء".
وأشارت إلى أن المبادرة "تأتي كأحد أكبر مشاريع التشجير الإقليمية لاستعادة النظم البرية والبحرية والحفاظ على البيئة الطبيعية، من خلال إجراء دراسات تشمل جميع بيئات المملكة، وتطوير خطط تنفيذية للتشجير، وزيادة مساحة الغطاء النباتي".
وتشمل مواقع التشجير المستهدفة الغابات الجبلية والأودية والمناطق المحيطة بالسدود،
وداخل النطاق العمراني وحول المنشآت الحكومية، وجوانب الطرق السريعة والسكك الحديدية، إضافة إلى محيط محطات مياه الصرف المعالجة.
وأفاد المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي لـ"الشرق"، أن هذه المناطق ستشهد "زراعة النباتات المحلية على حسب بيئة المنطقة، بعد دراستها مع مراعاة الظروف الجوية والحفاظ على النظام البيئي".
وأوضح أن "المياه المستخدمة في عمليات الري ستكون رمادية (معالجة)، بالإضافة إلى الاعتماد على مياه الأمطار، لكون أغلب النباتات (برية) كأشجار الطلح والسدر، وهي في الأساس مقاومة للجفاف".
مواجهة التغير المناخي
وأعلن ولي العهد السعودي في أواخر مارس الماضي عن مبادرة السعودية الخضراء، مع مبادرة أخرى إقليمية تعرف بمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، إذ تستهدفان زراعة 50 مليار شجرة في المنطقة، وتخفيض الانبعاثات الكربونية بما يزيد عن 10% من الإسهامات العالمية.
كما ستستضيف العاصمة الرياض في الفترة ما بين 23 إلى 25 أكتوبر المقبل النسخة الافتتاحية لمنتدى مبادرة السعودية الخضراء، وقمة الشرق الأوسط الأخضر.
ويأتي تنظيم المملكة لهذين الحدثين في إطار مواجهة ظاهرة التغيّر المناخي وحماية الأرض والطبيعة، والإسهام في تحقيق المستهدفات العالمية، بهدف مكافحة الأزمات المرتبطة بالمناخ بشكل منسق إقليمياً ودولياً.