دراسة: كبار السن أكثر استعداداً للتبرع للأعمال الخيرية من الشباب

time reading iconدقائق القراءة - 4
زوجان مسنان في منشأة لرعاية كبار السن في فاسينار بهولندا  - REUTERS
زوجان مسنان في منشأة لرعاية كبار السن في فاسينار بهولندا - REUTERS
القاهرة - محمد منصور

توصلت دراسة جديدة إلى أن كبار السن في جميع أنحاء العالم أكثر استعداداً للتبرع لصالح الأعمال الخيرية من الشباب، لكنهم سيعطون الأولوية للمنظمات الخيرية العاملة داخل بلادهم.

وكان لدى البالغين الأكبر سناً أيضاً تفضيلات أقوى للإبلاغ الذاتي عن رغبتهم في التبرع لفئات من نفس "المجموعة" أو الأشخاص في نفس البلد، كما وافقوا بقوة أكبر على عبارات مثل "بلدي يستحق معاملة خاصة".

في الدراسة، التي قادها باحثون في جامعات برمنجهام وأكسفورد وفيينا، ونشرت، الاثنين، في دورية "نيتشر: إيديج"، تم منح المشاركين مبلغاً افتراضياً من المال، يعادل متوسط الدخل اليومي في بلدهم، وسُئلوا عن مقدار ما يريدون الاحتفاظ به ومدى استعدادهم للتبرع لجمعية خيرية تساعد ضحايا جائحة كورونا في بلدهم أو جمعية خيرية تساعد نفس الضحايا في الخارج.

وسُئلوا أيضاً عن مدى امتثالهم للإرشادات المتعلقة بالمسافة الاجتماعية، بالإضافة إلى مجموعة من الأسئلة التي تطرح بشأن شخصيتهم ورفاههم.

"عينة ضخمة"

وأجاب عن الأسئلة عينة ضخمة مكونة من أكثر من 46 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و99 عاماً في 67 دولة مختلفة في المرحلة المبكرة من جائحة كورونا (أبريل - مايو 2020).

ووجد الباحثون أن كبار السن في جميع البلدان تقريباً أفادوا بأنهم سيتبرعون بأموال أكثر بشكل عام مقارنة بالبالغين الأصغر سناً.

وعندما نظر الباحثون في مبالغ التبرع للجمعيات الخيرية الوطنية والدولية بشكل منفصل، وجدوا أن الشباب قدموا مبالغ متساوية للداخل والخارج، في حين أن كبار السن قدموا مبالغ أقل على المستوى الدولي.

وقالت الباحثة في مركز جامعة برمنجهام لصحة الدماغ البشري باتريشيا لوكوود في بيان صحافي، حصلت "الشرق" على نسخة منه: "بما أن الدول، بما في ذلك المملكة المتحدة، تعلن تخفيضات في ميزانيات المساعدات الخارجية، سيكون هناك اعتماد متزايد على المؤسسات الخيرية العالمية، لذلك، يمكن أن يكون فهم تفضيلات العطاء وميول الفئات العمرية المختلفة أمراً بالغ الأهمية في التخطيط للحملات الخيرية".

سلوك إيجابي

واختبر الباحثون أيضاً ميل المشاركين للامتثال لمتطلبات التباعد الاجتماعي للصحة العامة من خلال طرح عدد من الأسئلة بشأن مقدار الحد من الاتصال بالآخرين.

وقدم الناس ردودهم على مقياس مكون من 11 نقطة من "أوافق بشدة" إلى "لا أوافق بشدة"، ووجدوا أن المشاركين الأكبر سناً كانوا أكثر عرضة لتنفيذ التباعد الاجتماعي.

وقال الباحثون إن السلوك الاجتماعي الإيجابي المتزايد "الكرم والتباعد"، يظهر في جميع أنحاء العالم لكبار السن مقارنة بالبالغين الأصغر سناً. ومع ذلك، يبدو أن الأشخاص الذين يرغب كبار السن في مساعدتهم يتغيرون مع تقدم العمر.

ونظراً لأن تحديات القرن الـ21 أصبحت عالمية بطبيعتها بشكل متزايد، وتعتمد على مساعدة الأشخاص الآخرين، فمن الأهمية بمكان أن نفهم كيف يمكن أن تستجيب الفئات العمرية المختلفة لعمليات التبرع.

ووجد الفريق العلمي الذي نفذ الدراسة أن نتائجهم ظلت متسقة حتى بعد النظر في عوامل أخرى مثل مدى ثراء كل بلد، وشدة الوباء في وقت جمع البيانات، وخطر إصابة المشاركين بالفيروس.