
توفي وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول، الاثنين، عن عمرٍ ناهز 84 عاماً، إثر معاناته من مضاعفات إصابته بفيروس كورونا المستجد.
وقالت عائلته في بيان صحافي: "توفي الجنرال كولين باول، وزير الخارجية الأميركي الأسبق، ورئيس هيئة الأركان المشتركة (الأسبق)، صباح الاثنين، بسبب مضاعفات مرض كوفيد 19"، مشيرة إلى أنه "تم تطعيمه بالكامل".
وأضافت العائلة: "نود أن نشكر الطاقم الطبي في مركز والتر ريد الطبي الوطني، على العلاج والرعاية التي قدموها. فقدنا زوجاً رائعاً ومحباً وأباً وجداً، وأميركياً عظيماً".
ويُعد كولن باول أحد أبرز وجوه السياسة الأميركية في مطلع القرن الواحد والعشرين، إذ تولى منصب وزير خارجية الولايات المتحدة عام 2001، تحت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش الابن، وكان أول إفريقي الأصل يشغل هذا المنصب.
كما برز اسم باول في نهاية القرن العشرين، عقب توليه منصب مستشار الأمن القومي الأميركي في ختام فترة رئاسة رونالد ريجان، وكان أصغر وأول رئيس لهيئة الأركان من أصل إفريقي في بداية عهد الرئيس جورج بوش الأب، وساهم في انتصار التحالف خلال حرب الخليج، بحسب "سي إن إن".
"وصمة عار"
وارتبط كولن باول بالحرب الأميركية على العراق ارتباطاً وثيقاً، إذ تصدر المشهد أمام مجلس الأمن الدولي، في الخامس من فبراير عام 2003، متحدثاً عن مزاعم الولايات المتحدة الأميركية وقتها حول "أدلة" على امتلاك العراق أسلحة دمار شامل.
في ذلك اليوم، قال باول في خطابه: "كل ما أُدلي به مدعوم بمصادر، مصادر قوية. هذه ليست بيانات، ما نقدمها إليكم حقائق تستند إلى أدلة استخباراتية"، لكنه بعد هذا بعامين، وصف حديثه بأنه "وصمة عار في مسيرته السياسية"، واعتبر أن الأمر "مؤلم له"، في مقابلة تلفزيونية مع قناة ABC الأميركية.
وكتب باول عن يوم خطابه أمام مجلس الأمن، في كتابه الصادر عام 2012 "دروس في القيادة والحياة": "إنه محفور في ذاكرتي بحروف من نار مثل يوم ميلادي تماماً، وسيكون هذا الحدث بعد وفاتي هو الفقرة الأبرز من فقرات نعيي في الصحف".
"انفجار كوب الكريستال"
وعقب استقالته من منصب وزير الخارجية الأميركي نهاية عام 2004، تطرق كولن باول في حوار مع صحيفة "ديلي تليجراف"، إلى وجود خلافات عميقة مع الرئيس الأميركي بوش حول العراق، وقال إنه "حذره" من الحرب خلال عشاء في أغسطس 2002.
وأضاف أنه لفت انتباهه إلى أن "الصعوبة ليست النجاح في اجتياح العراق، وإنما إرساء استقرار البلد بعد الاجتياح"، موضحاً: "حذّرت من أن الجزء الصعب يأتي بعد ذلك، وأن الجزء العسكري سيكون سهلاً".
وواصل كولن باول حديثه: "أخبرت بوش بأن العراق سينفجر ككوب من الكريستال، وسيكون جمع الأجزاء أمراً صعباً".
عقيدة باول العسكرية
ويعود إلى كولن باول، الذي خدم في الجيش الأميركي 35 عاماً، اعتماد الولايات المتحدة الأميركية عقيدة عسكرية تحمل اسمه، عُرفت بـ"عقيدة باول".
وتنص على "عدم إرسال القوات الأميركية للقتال، إلا إذا ضمنت تفوقاً ساحقاً يمكنها من القضاء على العدو قضاء كاملاً"، وتتضمن هذه العقيدة "عدم إشراك الجنود الأمريكيين في عمليات عسكرية، ما لم تكن للولايات المتحدة مصلحة وطنية واضحة في ذلك".
ويعتقد بأن باول أسس هذه النظرية "تحت تأثير تجربته في حرب فيتنام التي أصابت النفسية الأميركية بجروح عميقة"، وفق ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
جمهوري يعارض ترمب
وهاجم باول الذي يعتبر أحد أبرز الأعضاء الجمهوريين الذين عملوا مع إدارات جمهورية مختلفة، الرئيس الجمهوري دونالد ترمب، ووصفه بأنه "يكذب باستمرار".
وأعلن باول تصويته للمرشح الديمقراطي وقتها جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأميركية الماضية، وقال لشبكة "سي إن إن": "لم يكن باستطاعتي التصويت له (في 2016)، وبالتأكيد لا يمكنني دعمه هذه السنة (2020)"، واعتبر أن ترمب "ابتعد عن الدستور الأميركي".
وبعد دقائق من هذا الإعلان، رد ترمب عليه بتغريدة قال فيها: "كولن باول، متغطرس حقيقي.. كان مسؤولاً عن إدخالنا في حروب الشرق الأوسط الكارثية".




