
أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، في تحذير موجه إلى مؤتمر المناخ "كوب 26"، أن تركيز الغازات المسببة للاحتباس الحراري بلغ مستويات قياسية العام الماضي، فيما تخسر غابات الأمازون قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
وجاء في أحدث نشرة بشأن الغازات المسببة للاحتباس الحراري، صادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن "الزيادة السنوية في تركيز غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز تجاوزت العام الماضي المعدل المسجل في الفترة بين الأعوام 2011 و2020".
وأشارت المنظمة في بيان، إلى "تحول جزء من الأمازون" من مكان لامتصاص الكربون إلى "مصدر للكربون"، وشدد الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس، في مؤتمر صحافي على أن ذلك "أمر مقلق ومرتبط بإزالة الغابات في المنطقة".
وأوضحت المنظمة، أنه "لم يكن للتباطؤ الاقتصادي الناجم عن جائحة كورونا أي تأثير ملحوظ" على نمو معدلات غازات الاحتباس الحراري.
وأضافت المنظمة أن العديد من البلدان "تضع حالياً أهدافاً محايدة للكربون ويؤمل أن يشهد مؤتمر الأطراف السادس والعشرون زيادة كبيرة في الالتزامات"، مشيرة إلى أنه "علينا تحويل التزامنا إلى عمل يكون له تأثير على الغازات التي تؤدي إلى تغير المناخ".
ودعت الأمم المتحدة إلى "إعادة النظر في نظمنا الصناعية والخاصة بالطاقة والنقل وأسلوب حياتنا ككل"، مؤكدة أن التغييرات المطلوبة ميسورة التكلفة اقتصادياً وممكنة من الناحية التقنية".
وحذرت الأمم المتحدة في أحدث تقييم لها من أن الالتزامات الحالية لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لما يقرب من 200 دولة ستؤدي إلى ارتفاع حراري "كارثي" بمقدار 2.7 درجة مئوية، أي أعلى بكثير من هدف اتفاقية باريس.
"لنحافظ على كوكبنا"
وتأمل الأمم المتحدة أن يتخذ قادة العالم في جلاسكو إجراءات لإبقاء كوكب الأرض على مسار احترار يمكن تحمله في السنوات المقبلة، إذ تُظهر البيانات أن مستويات ثاني أكسيد الكربون استمرت في الارتفاع عام 2021.
وثاني أكسيد الكربون الناتج أساساً عن احتراق الوقود الأحفوري وإنتاج الأسمنت، هو إلى حد بعيد السبب الرئيسي لهذا الاحترار.
وفي العام الماضي، بلغ تركيزه 413.2 جزء في المليون، ما يمثل نسبة 149% من مستوى ما قبل الحقبة الصناعية.
وأوضح بيتيري تالاس في المؤتمر الصحافي، أنه "إذا واصلنا استخدام الوقود الأحفوري بطريقة غير محدودة، يمكن أن يحصل ارتفاع في درجة الحرارة بنحو 4 درجات بحلول نهاية القرن".
ونقل بيان المنظمة عنه، أن "هذا أكثر من مجرد صيغة كيميائية وأرقام على رسم بياني. لهذا الأمر تداعيات سلبية كبيرة على حياتنا اليومية ورفاهيتنا، وعلى حالة كوكبنا، وعلى مستقبل أولادنا وأحفادنا".
ووصل الميثان أيضاً إلى ذروة التركيز في عام 2020، و60% من انبعاثاته في الغلاف الجوي منشأها بشري، وكذلك أكسيد النيتروجين الذي يأتي نحو 40% من انبعاثاته في الغلاف الجوي من أصل بشري (المخصبات والسماد الطبيعي).
أما التأثير الإشعاعي وهو قدرة الأرض على حفظ الطاقة من الشمس أو إعادتها إلى الفضاء، وتمثل تأثيره في احترار المناخ، فقد زاد بنسبة 47% بين عامي 1990 و2020.
"مناخ خارج عن السيطرة"
وستستمر درجة الحرارة العالمية في الارتفاع طالما استمرت الانبعاثات. وبما أن ثاني أكسيد الكربون يبقى في الغلاف الجوي لقرون وفي المحيطات لفترة أطول، فإن الاحترار سيستمر لعقود، حتى لو تم الإسراع بتصفير صافي الانبعاثات، وفق المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وتوضح نشرة المنظمة أن المناخ "خارج عن السيطرة" رغم تحذيرات الخبراء، وفق ما يؤكد الباحث في جامعة رويال هولواي في لندن، إيوان نيسبت، الذي شدد على أن "الكارثة تقترب، لكن لا يمكننا منعها، كل ما يمكننا القيام به هو التحذير".
وعلى الصعيد السياسي، أبدى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الاثنين، "قلقاً شديداً" بشأن نجاح مؤتمر "كوب 26" بشأن المناخ الذي يفتتح الأحد في جلاسكو.
وقال جونسون خلال جلسة أسئلة وأجوبة مع أطفال في مقر الحكومة "أنا قلق للغاية، لأنه يمكن أن يسير الأمر بشكل خاطئ". وأضاف "من الممكن ألا نحصل على الاتفاقات التي نحتاجه إنه أمر صعب للغاية، لكنني أظن أنه يمكننا القيام بذلك".
اقرأ أيضاً:




