أعلنت المجموعة الصينية "ديدي تشو تشينج" التي تعادل أوبر في الصين، في بيان مقتضب، أنها ستنسحب الجمعة من بورصة نيويورك التي انضمت إليها منذ الصيف، لتصبح بذلك ضحية المنافسة بين بكين وواشنطن في قطاع التكنولوجيا.
وقالت المجموعة في بيانها إنها "بدأت بعد دراسة متأنية عملية انسحاب من بورصة نيويورك بمفعول فوري، وبدأت الأعمال التحضيرية لاكتتاب في بورصة هونج كونج".
ويشكل ذلك ضربة قاسية للمساهمين، إذ خسرت الشركة خلال 5 أشهر في سوق نيويورك نحو 45% من قيمتها.
وتم تشجيع الشركات الناشئة الصينية على القيام بعمليات اكتتاب في الولايات المتحدة من أجل تطورها.
في 2014، أطلقت مجموعة "علي بابا" العملاقة للتجارة الإلكترونية أكبر عملية اكتتاب أولية على الإطلاق في وول ستريت جمعت خلالها 25 مليار دولار.
لكن في أجواء المواجهة المتصاعدة مع واشنطن لا سيما في قطاع التكنولوجيا، تشجع بكين الآن الشركات الصينية الناشئة على جمع أموال في بورصاتها (هونج كونج أو شنغهاي أو شنتشن أو الآن بكين).
وخلافاً للكثير من الشركات الصينية الأخرى، أبقت "ديدي" عملياتها للاكتتاب في الولايات المتحدة في نهاية يونيو. وجمعت المجموعة التي تهيمن على سوق حجز السيارات مع سائق في بلادها نحو 4.4 مليار دولار.
استياء بكين
لكن العملية أثارت استياء بكين التي تخشى انتقال بيانات حساسة إلى الولايات المتحدة. وقد فتحت السلطات الصينية تحقيقاً إدارياً ضد "ديدي" مرتبطاً بجمعها بيانات خاصة.
ومنعت السلطات الصينية تحميل تطبيق الشركة في إجراء غير مسبوق ضد مجموعة كبيرة للتكنولوجيا. لكن الإجراء لم يوصل إلى نتيجة لأن مستخدمي "ديدي" كانوا قد حمّلوا التطبيق على هواتفهم.
وقالت أنجيلا تشانج المتخصصة في القانون الصيني بجامعة "هونج كونج" لوكالة "فرانس برس"، إن هذا القرار "ليس مفاجئاً بعد الدرس الصعب" الذي لقنته السلطات الصينية لضبط الأسواق لـ"ديدي".
وأضافت "الآن ستأخذ كل شركات التكنولوجيا الصينية على محمل الجد قضايا أمن البيانات".
وجاء قرار الشركة بعد ساعات على تبني الولايات المتحدة قواعد تقضي بقيود أكثر صرامة على الشركات الأجنبية المدرجة في البورصة.
فقد باتت هيئة تنظيم السوق المالية الأميركية "هيئة الأوراق المالية والبورصات" مخوّلة شطب المجموعات التي لا تخضع حساباتها للتدقيق من قبل شركة معتمدة.
وشركات الصين وهونج كونج معروفة بعدم خضوعها لهذا الإجراء.
اقرأ أيضاً: