بإعلان وفاة العقيد الأميركي إدوارد شاميس، الجمعة، من مدينة نورفك بولاية فرجينيا الأميركية، يكون آخر عضو مما يسمى "عصبة الأخوة" قد فارق الحياة، حيث يشيع صباح الأحد.
واشتهر الرجل، 99 عاماً، بكونه أول من قفز في عملية إنزال نورماندي، أكبر إنزال بحري في التاريخ، الذي مهد للحلفاء القضاء على الزعيم النازي أدولف هتلر، وتحرير الأراضي الأوروبية من سيطرته وهزيمته في ألمانيا نفسها، بحسب نعي رسمي نشرته "سي إن إن".
وكانت عقود طويلة مرت على انقضاء الحرب العالمية الثانية، بما انطوت عليه من آلام وجراح تحفظها صفحات التاريخ عن ظهر قلب، إلا أن العالم ما يزال إلى اليوم يودع جنوداً خاضوا المعارك بأنفسهم، وقاتلوا في الساحات الأوروبية المُشتعلة.
ويعتبر، شاميس، آخر من ودع العالم من أعضاء فوج مُشاة المظلات الذي اشتهر لاحقاً بالاسم "عصبة الأخوة" بفضل مسلسل تلفزيوني قصير خلد دور المجموعة في الحرب العالمية الثانية.
"عملية أوفرلود"
قبل 77 عاماً كاملة، تسلل إدوارد خلف خطوط العدو عبر مظلته، وهبط على الأراضي الأوروبية المُحتلة من قبل القوات النازية ضمن مجريات عملية Overload وإنزال نورماندي في عام 1944. ربما لم يكن إدوارد ليدري في ذلك الحين ما إذا كان ليعود مرة أخرى لموطنه، لكنه تمكن بالفعل من النجاة، وخاض غمار الحرب وصولاً إلى اقتحام العاصمة الألمانية برلين.
بعيداً عن ضجيج القنابل ورائحة البارود، توفي الجندي الأميركي في منزله في الثالث من ديسمبر، بعد أن تمتع بعمر مديد وأنجب عن زيجة طويلة، 73 عاماً، ولدين، ونعم بجوار أحفاد وأحفاد الأبناء.
واستثمر سنوات ما بعد الخدمة العسكرية في السفر حول العالم رفقة زوجته، وذلك كما ورد في نعيه الرسمي المنشور اليوم دار جنازات هولومون براون، إذ من المقرر عقد مراسم تأبينه في مسقط رأسه بولاية فرجينيا.
خلف خطوط العدو
إبان الحرب العالمية الثانية انتمى إدوارد شاميس لفوج مشاة المظلات الأميركية المعروفة باسم Easy company رقم 506 في الفرقة 101 المحمولة جواً والتي حظيت بشهرة كبيرة، وشارك رفقة مجموعته ومنفرداً في عدد من المعارك الفارقة على الساحة الأوروبية، من بينها العملية "بيجاسوس".
لكن وفقاً لنعيه، اكتسب الضابط الشاب آنذاك جزءاً من شهرته بسبب أسبقية دخوله معسكر اعتقال داخاو النازي بعد أيام من تحريره متفوقاً بذلك على أبناء فرقته.
وفي سياق مماثل، تجول الضابط في أنحاء ألمانيا ما بعد الاستسلام رفقة فرقته، واقتحم مقرات الحكم النازية ومعاقله ومن بينها موقع "عش النسر" الشهير، واحتفظ ببعض مقتنيات هتلر الشخصية.
عُصبة الأخوة
في العام 2001 أُنتج مُسلسل أميركي قوامه 10 حلقات يُجسد رحلات ومعاناة جنود فوج المظلات الشهير فضلًا عن علاقاتهم الإنسانية والشخصية على مدار سنوات القتال، وأُطلق عليه "عُصبة الأخوة" وعلى الرغم من عدد الحلقات المحدود، حقق المسلسل القصير نجاحاً جماهيرياً ملحوظاً، وحصد 6 جوائز "إيمي".
وتمكن المسلسل من إعادة إحياء ذكرى الفرقة العسكرية حتى أن البعض أصبح يخوض رحلات سياحية تقتفي أثر المجموعة بين البلدات الألمانية وتزور أشهر المعالم التاريخية على طريقهم الذي ظهر ضمن أحداث المسلسل.