قال متحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية الخميس، إن طهران أطلقت "مركبة فضاء تحمل 3 أجهزة بحثية"، لكنه لم يوضح ما إذا كانت المركبة وصلت إلى مدار حول الأرض.
وأشار المتحدث أحمد حسيني، في تصريحات أذاعها التلفزيون الإيراني، إلى أن الصاروخ "سيمرغ" أطلق أجهزة البحث الثلاثة على ارتفاع 470 كيلومتراً.
وأضاف أن "الأهداف البحثية المقصودة من هذا الإطلاق تحققت. ونجح الإطلاق المبدئي، وسنجري إطلاقاً تشغيلياً قريباً". كما عرض التلفزيون الإيراني لقطات لما قال إنها عملية الإطلاق.
وفي تصريحات نقلتها قناة "العالم" الإيرانية، قال حسيني، إن "بعد حصول البلاد على القدرات الفضائية المحلية، وامتلاك التقنيات لإطلاق أقمار صناعية صغيرة بواسطة صاروخي سفير وقاصد، ركزنا على صناعة صواريخ أقوى لحمل أقمارنا الصناعية".
وبحسب وكالة "رويترز"، فإن إيران تملك واحداً من أكبر البرامج الصاروخية في الشرق الأوسط، وقد مُنيت بفشل محاولات سابقة لإطلاق أقمار صناعية في السنوات القليلة الماضية بسبب مشاكل تقنية.
صور أقمار صناعية
وفي 12 ديسمبر الجاري أظهرت صور أقمار صناعية، أن إيران تستعد لإطلاق مركبات فضائية بعد سلسلة من عمليات إطلاق فاشلة، حسب تقرير نشرته وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.
وتبين صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة "بلانيت لابز"، وحصلت عليها "أسوشيتد برس" نشاطاً في ميناء الخميني الفضائي في السهول الصحراوية بمقاطعة سمنان الريفية، على بعد نحو 150 ميلاً جنوب شرق طهران.
وأظهرت صور أخرى زيادة في عدد السيارات في المنشأة، في مؤشر على النشاط المتزايد الذي عادة ما يبدأ قبل الإطلاق.
وأشارت الوكالة إلى أن الإطلاق المحتمل في ميناء الخميني الفضائي يأتي في الوقت الذي عرضت فيه وسائل إعلام حكومية قائمة بعمليات إطلاق الأقمار الصناعية المقبلة المخطط لها في إطار برنامج الفضاء المدني للبلاد، الذي عانى سلسلة من عمليات الإطلاق الفاشلة، ويديره الحرس الثوري الإيراني.
ونقلت الوكالة عن جيفري لويس، الخبير في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار في معهد ميدلبري للدراسات الدولية الذي يدرس برنامج طهران، قوله إن كل هذا يتناسب مع التركيز المتجدد على الفضاء من قبل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
وأضاف لويس أن المبنى الذي يُعتقد أيضاً أنه مرفق "التحضير" لصاروخ شهد نشاطاً متزايداً أيضاً، وقال لوكالة "أسوشييتد برس": "هذا نشاط تقليدي إلى حد ما قبل الإطلاق".
تجارب سابقة
وكانت وزارة الدفاع الأميركية "بنتاجون"، أعلنت في يونيو الماضي، أن إيران فشلت في إطلاق قمر صناعي إلى الفضاء، وتعتزم تكرار هذه المحاولة قريباً، إلا أن طهران نفت تلك المعلومات آنذاك.
كما أعلنت طهران في فبراير 2020، فشل محاولة وضع قمر صناعي للمراقبة العلمية في المدار. وفي أبريل من العام ذاته، قال الحرس الثوري، إنه نجح بإطلاق أول قمر صناعي عسكري حمل اسم "نور 1"، وحمله صاروخ "قاصد" إلى المدار على ارتفاع 425 كم.
وفي فبراير 2021، أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية إجراء تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ مخصص لحمل قمر صناعي.
وغالباً ما تلقى هذه النشاطات إدانة دول غربية؛ لا سيما منها الولايات المتحدة، على خلفية اتهامها لإيران بالعمل على تعزيز خبرتها في مجال الصواريخ البالستية من خلال إطلاق أقمار صناعية إلى الفضاء.
من جهتها، تؤكد طهران أن برامج الأقمار الصناعية "حق" لها، ومخصصة لغايات مدنية وبحثية، وتتوافق مع قرارات مجلس الأمن الدولي، نافية أن تكون ستاراً لإخفاء تطوير صواريخ بالستية.
ويأتي الإطلاق الجديد في وقت تجري إيران والقوى الكبرى، بمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات متعثرة في فيينا تهدف إلى إحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحادياً في 2018.