أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء السبت، أن الهدف من كثرة مشروعات الطرق والجسور التي تشهدها البلاد الآن، هو إجراء توسعة مستمرة للطرق من أجل تقليل حجم الوقت الضائع (في الزحام) للمواطنين، إضافة إلى تقليل كمية الوقود المستخدمة، كما أن مصر كانت تحتاج عدداً كبيراً من الطرق الجديدة بسبب الزيادة السكانية وارتفاع أعداد السيارات سنوياً.
وعلّق السيسي، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي المصري عمرو أديب، على سؤال حول انزعاج البعض من كثرة مشروعات الطرق والجسور، بالتأكيد أن مقارنة عدد تلك المشروعات بما كان في السابق "مقارنة ظالمة"، مضيفاً "كل عام هناك زيادة 200 ألف سيارة أغلبها في القاهرة والإسكندرية".
وأضاف الرئيس المصري أنه لا توجد قطاعات لا يعمل فيها، وأرجع الجدل بشأن مشروعات الطرق والجسور إلى أن ذلك ما يراه المصريون، ولكنه أشار إلى أن هناك إنجازات أخرى في قطاعات التعليم والزراعة والصناعة، لافتاً إلى أن الهدف من مشروعات الطرق وكثرتها في مصر هو "تقليل الوقت الضائع، وتخفيف الضغط على أعصاب الناس، وتقليل كمية الوقود المستخدمة".
أزمة كنيسة البازيليك في مصر الجديدة
وأثار مشروع إنشاء جسر جديد في منطقة مصر الجديدة، بالقرب من كنيسة البازيليك القديمة، جدلاً واسعاً بين سكان الحي التاريخي وعدد من المهتمين بالتراث والآثار، وسط اتهامات بـ"التسبب في تشويه المنطقة التراثية".
وكشفت مصادر داخل قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في مصر، لـ"الشرق"، أن كنيسة "البازيليك" التي تقع في شارع الأهرام بمنطقة مصر الجديدة، على امتداد قصر البارون إمبان، ليست أثراً وغير مسجلة في تعداد الآثار الإسلامية والقبطية.
وأوضحت المصادر أن وزارة السياحة والآثار قامت بإضاءة الوجهات الخارجية للكنيسة بتكلفة بلغت مليون جنيه، مشيرة إلى أن الكنيسة قام بإنشائها البارون إمبان، ودُفِن فيها هو وابنه، داخل قبو الكنيسة بناء على وصيته، رغم وفاته في بلجيكا عام 1930.
تضارب برلماني
من جانبه قال عضو مجلس النواب، ووكيل لجنة الإسكان بالبرلمان، المهندس طارق شكري، في تصريحات صحافية، إنه يؤيد رغبة سكان مصر الجديدة برفض تنفيذ مشروع "الكوبري" أو المحور الجديد بالمنطقة الأثرية، مؤكداً أن كنيسة البازيليك لها طراز معماري استثنائي خاص وتمثل القيمة التاريخية الحقيقية لمصر الجديدة.
وقال عضو مجلس النواب عن دائرة مدينة نصر ومصر الجديدة، محمد السلاب، في صفحته على فيسبوك: "الكوبري علوي يمر بكنيسة البازيليك، حرصت على تحري الدقة في معرفة الحقيقة حول ما أثير، وتواصلت مع الجهات المعنية والمسؤولين الذين أكدوا لي أنه لم تتخذ أي قرارات بشأن إنشاء كوبري علوي بهذه المنطقة، وأن مجسات التربة التي يتم عملها في المنطقة يتم عملها بصفة دورية في مناطق متعددة بالقاهرة".
فيما أكد عضو مجلس النواب عن دائرة مصر الجديدة ومدينة نصر، عمرو السنباطي، أنه تقدم بطلب رسمي إلى مسؤولي المحافظة للاستفسار عن مخطط بناء "كوبري" كنيسة البازيليك الذي يهدد المنطقة بالكامل، خاصة أن لها مكانة أثرية وتاريخية عظيمة يجب أن نحميها قدر المستطاع.
وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة "المصري اليوم": "قمت بزيارة موقع كوبري ميدان الإسماعيلية مع أحد أعضاء جمعية محبي مصر الجديدة والمهتمين بالتراث، وتحدثنا باستفاضة مع أحد المسؤولين عن تنفيذ المشروع، والذي أكد لنا أن الكوبري سيقام بالفعل وتم إجراء تعديل لتجنب مرور فرعي الكوبري بجوار الكنيسة".
وتابع السنباطي: "رغم إيماني الكامل بأهمية الكباري للسيولة المرورية، إلا أنني أود التأكيد على وجهة نظري الواضحة في هذا الشأن وتتمثل في أن مرور الكوبري بمنطقة أثرية بجوار كنيسة البازيليك يمثل ضرراً حضارياً كبيراً على المنطقة".
تاريخ الكنيسة
وكنيسة البازيليك هو اسم الشهرة ولكن الاسم الحقيقي لها هو كنيسة "السيدة العذراء مريم"، وكلمة "بازيليك" هي كلمة من أصل يوناني بمعنى "ملكي الحكمة" وتُطلق عند اليونانيين على القصور الملكية.
وكان مبنى البازيليك مركزاً للعدالة أو الحكمة، وبعد ذلك شُيّدت الكنائس في أوروبا بالشكل نفسه فكانت تسمى بازيليك، أما في الوقت الحاضر فلا يُطلق الاسم إلا على الكنائس التي لها أهمية كبرى مثل "بازيليكا القديس بطرس" في روما وغيرها.
وأقيمت كنيسة البازيليك في قلب ضاحية هليوبوليس في ميدان كان يسمى "ميدان الملكة إليزابيث"، وهي تطل من ناحية مدخلها الرئيسي على شارع البارون ويُسمّى الآن شارع نزيه خليفة ويوجد في آخره قصر البارون.
وأقيمت مراسم وضع حجر الأساس في عام 1911، بحضور ملكة بلجيكا وبعض الأساقفة والأمراء والأميرات والسفراء الأجانب. وبحلول عام 1913، اكتملت أعمال البناء وتدشين الكنيسة وتكريسها على اسم السيدة العذراء مريم، واحتفلت الكنيسة باليوبيل الماسي عام 1985.