الكويت تودع "الفلكي الأول" صالح العجيري عن 102 سنة

time reading iconدقائق القراءة - 5
الفلكي الكويتي الراحل الدكتور صالح العجيري - الشرق
الفلكي الكويتي الراحل الدكتور صالح العجيري - الشرق
دبي-الشرق

أعلنت وسائل إعلام كويتية، الخميس، وفاة الفلكي الكويتي الشهير الدكتور صالح العجيري عن عمر يناهز الـ 102 عام، أمضى جلها باحثاً في علم الفلك.

ويعد العجيري من أهم علماء الفلك والرياضات في الكويت ومنطقة الخليج، إذ ذاع صيته في المنطقة كأبرز مرجع في علوم الفلك واعتمد تقويمه في الكويت منذ بدئه عام 1952، واستمر في الصدور حتى اليوم.

وتقدم أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد، بالعزاء إلى أسرة عالم الفلك الكويتي.

وقال أمير الكويت في برقية العزاء: "تلقينا ببالغ التأثر نبأ وفاة أحد رجالات الوطن الأوفياء المغفور له بإذن الله تعالى العالم الدكتور صالح محمد العجيري، وإذ نعرب للأسرة الكريمة عن أحر التعازي وصادق المواساة بهذا المصاب الجلل لنستذكر بالتقدير مناقب العالم الفقيد وأعماله الجليلة وإسهاماته المقدرة في خدمة وطنه خلال مسيرته الحافلة بالعطاء في المجال التربوي والرياضيات وعلم الفلك والأهلة، حيث نهل من علمه الوافي العديد من رجالات الكويت، إذ كان رحمه الله قامة علمية شامخة يشار إليها بالبنان على الصعيدين المحلي والخارجي، وتجسد ذلك بالاحتفاء به وتكريمه مراراً وحصوله على العديد من الجوائز عرفاناً بعطائه الكبير"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الكويتية (كونا).

وتقدم رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، بالعزاء لعائلة العجيري وللشعب الكويتي بوفاة العجيري، قائلاً عبر حسابه على تويتر، إن "الراحل كان بحق قامة كويتية عالية أعطى الكثير لبلده الكويت".

بداية مبكرة

ويعد العجيري من أبرز علماء الفلك في منطقة الخليج العربي، وله العديد من الأبحاث والمؤلفات في مجال الفلك الذي اهتم بعلمه منذ طفولته، فعاش فترة مبكرة من عمره مع إحدى القبائل البدوية في الكويت.

وقال عن تلك الفترة من حياته إنها ولدت فيه الاهتمام بعلم الفلك، إذ كان يتأمل النجوم في السماء ويتعلم من البدو الرحل طرق حسابات الأهلة (مواعيد ظهور الهلال) والشهور والمواسم، وتقلبات الرياح.

وولد العجيري في 23 يونيو 1920، وتلقى تعليمه الابتدائي في الكتاتيب، التي كانت شائعة في منطقة الخليج العربي آنذاك لتقدم العلم للأبناء في فروع التعليم الديني واللغة العربية والحساب.

وتعلم العجيري هذه المواد في الكتاتيب، كما تعلم مبادئ اللغة الإنجليزية والحساب التجاري، ثم انتقل إلى مدرسة لتربية الأطفال أنشأها والده في الفترة من 1922 حتى عام 1928.

وفي العام 1937 التحق بالمدرسة المباركية، وهي أول مدرسة مؤسسية في الكويت، واستمر فيها حتى أتم بنجاح دراسة الصف الثاني الثانوي.

في بدايات حياته وإلى جانب اهتمامه بعلم الفلك، عمل العجيري في العام 1942معلماً بمدرسة المباركية، وبعد عامين انتقل للعمل في مجال المحاسبة.

كما احتل المسرح مساحة من اهتماماته، فانضم إلى فرقة مدرسية للتمثيل المسرحي في ثلاثينيات القرن الماضي، واستمر ممثلاً إلى جانب اهتمامه بعلم الفلك، حتى قرر التوقف عن التمثيل عام 1961.

وفي العام 1952 أصدر العجيري أول تقويم سنوي له، واعتمدته الكويت لاحقاً تقويماً رسمياً للدولة، ثم أنشأ في العام 1973 مركزاً فلكياً على نفقته الخاصة. وفي العام نفسه، افتتح مكتبة تحمل اسمه لا تزال من أشهر المكتبات في الكويت حتى اليوم.

وللراحل العجيري العديد من المؤلفات والأبحاث في مجال الفلك، تتلمذ عليها العديد من الفلكيين في المنطقة، ومنها أبحاث عديدة تركز على أهلة الشهور القمرية، فصارت أبحاثه مرجعاً في حسابات بدايات الشهور القمرية، خاصة فيما يتعلق بشهر رمضان الذي يشهد العالم الإسلامي، خلافاً على بدايته كل عام.

وخلال مسيرته، نال الراحل العديد من الجوائز المحلية والإقليمية، فأقامت وزارة التعليم العالي في الكويت حفلاً في جامعة الكويت عام 1981 خصصته لتكريمه، فمنحته الدكتوراه الفخرية تقديراً لما قدمه لعلم الفلك.

وحظي العجيري بالتكريم على مستوى منطقة الخليج العربي، فمنح قلادة مجلس التعاون لدول الخليج العربي خلال انعقاد قمة قادة مجلس التعاون عام 1988، وتلقى في فبراير من العام 1990 وساماً خليجياً تقديراً لجهوده في نشر علوم الفلك وتنشئة جيل من الباحثين فيه.

وينادي الكويتيون الدكتور صالح العجيري بـ"العم صالح" تقديراً لعلمه وعمره، فاشتهر في سنواته الأخيرة بقوله "جئتكم من القرن الماضي"، مشيراً إلى تقدمه في السن.

تصنيفات