الصين تخفف تدابير الإغلاق في شنجن جزئياً للحفاظ على الاقتصاد

time reading iconدقائق القراءة - 5
مسافرون يرتدون أقنعة ويسيرون قرب الحدود بين الصين وهونج كونج لميناء خليج شينزين، الصين في 14 مارس 2022. - REUTERS
مسافرون يرتدون أقنعة ويسيرون قرب الحدود بين الصين وهونج كونج لميناء خليج شينزين، الصين في 14 مارس 2022. - REUTERS
بكين-أ ف ب

خففت مدينة شنجن الصينية التي تعد مركزاً للتكنولوجيا في جنوب البلاد، تدابير الإغلاق جزئياً، بعدما شدد الرئيس الصيني شي جين بينج على الحاجة إلى "تقليص تأثير" وباء كورونا على اقتصاد البلاد.

واستؤنف العمل في المدينة التي يبلغ تعداد سكانها 17.5 مليون نسمة، بعد فرض إغلاق كامل منذ الأحد الماضي، فيما أعيد تشغيل المصانع ووسائل النقل العام في 4 مناطق ومنطقة اقتصادية خاصة.

وأضافت حكومة شنجن في وقت متأخر الخميس، أن المناطق الأربعة "حقّقت استراتيجية صفر كوفيد الديناميكية في المجتمع".

ووفقاً لبيانات لجنة الصحة الوطنية، فإن الصين سجلت الجمعة 4 آلاف و365 إصابة جديدة في أنحاء البلاد، في وقت تحاول السيطرة على تفشي سلالة أوميكرون سريعة الانتشار، في إطار موجة وبائية تعد الأسوأ منذ مطلع 2020.

وما زال ملايين السكان خاضعين لتدابير إغلاق في أنحاء البلاد، وفُرضت على قسم كبير منهم قيود محلية تهدف للسيطرة على بؤر الإصابات فور ظهورها من دون الحاجة لإغلاق مدن بأكملها.

كما شجّع المسؤولون على استخدام الفحوصات السريعة التي باتت متاحة للعامة لأول مرة الأسبوع الماضي، داعين السكان لتولي مسؤولية صحّتهم بأنفسهم.

موازنة مكافحة الوباء 

وتمسّكت الصين باستراتيجية "صفر إصابات كوفيد" الديناميكية منذ أن بدأ الوباء، عبر فرض تدابير إغلاق محددة الأهداف وإجراء فحوصات واسعة النطاق وسنّ قيود على السفر، وهو نهج تركها معزولة بشكل متزايد في عالم يحاول التأقلم مع الوباء.

لكن تكرار إجراءات الإغلاق التي تؤثر على ميناء رئيسي ومدن صناعية قوّض النمو الاقتصادي في البلاد، ما دفع بكين للإعلان عن هدف لنمو إجمالي ناتجها الداخلي هو الأضعف منذ عقود بلغ 5.5 %.

وجاء في مذكرة من مركز قيادة الاستجابة للفيروس في المدينة، أن الإجراءات الجديدة التي فرضت في شنجن هدفها "الموازنة بين الوقاية ومكافحة الوباء والتنمية الاقتصادية والمجتمعية".

وتوفر شنجن سلاسل الإمداد لكبرى الشركات التي تصنّع منتجات من هواتف "أيفون" إلى الغسالات، فيما لدى أكبر شركات التكنولوجيا الصينية مقار في أنحاء المدينة.

وأغلقت مصانع شركة "فوكسكون" لتصنيع هواتف "أيفون" بشكل مؤقت في وقت سابق هذا الأسبوع، نتيجة تدابير الإغلاق التي أدت إلى عمليات بيع واسعة للأسهم الصينية المرتبطة بقطاع التكنولوجيا المدرجة في هونج كونج.

وكان ميناء "يانتيان"، الذي فاقم إغلاقه لمدة 3 أسابيع خلال الصيف جرّاء تفشي الوباء التأخر في الشحن البحري العالمي، من المناطق التي تم فيها تخفيف الإجراءات.

"كلفة باهظة"

وجاءت الإجراءات، بعدما أشار شي إلى الكلفة الاقتصادية الباهظة لاستراتيجية "صفر كوفيد" أثناء اجتماع للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني الخميس، والذي تعهّد خلاله "التمسّك" بالنهج، مشيراً إلى أن "الثبات يعد نصراً".

وعبر الحدود، تسجّل هونج كونج معدّل وفيات هو الأعلى في العالم جرّاء سلالة "أوميكرون"، خصوصاً في أوساط سكانها المسنّين ممن لم يأخذون اللقاحات.

وكشف مسؤولون في قطاع الصحة الجمعة، أن 50.7% فقط من سكان الصين البالغة أعمارهم فوق 80 عاماً تلقوا جرعتي لقاح كاملتين، بينما تلقى أقل من 20% جرعة ثالثة معززة.

وفي هذا الصدد، قال نائب مدير لجنة الصحة الوطنية وانج هيشينع للصحافيين إن "الوباء في هونج كونج علّمنا درساً جوهرياً".

وأضاف: "إنه مثال على أنه إذا كان معدّل التطعيم في أوساط المسنّين منخفضاً، فسيكون معدّل الوفاة جراء شدة الإصابات مرتفعاً".

وأصّر وانج على أن ارتفاع عدد الإصابات الناجمة عن "أوميكرون" جاء من الخارج" وحمّل "العقلية المتراخية" للمسؤولين المسؤولية عن عدم تمكّن بعض المناطق من احتواء الفيروس بشكل فاعل.

 وأقيل مسؤولون في المناطق حيث رصدت إصابات، في مؤشر على الضرورات السياسية المرتبطة بالسيطرة على الفيروس في البلد الأكثر كثافة سكانية في العالم. ولم تعلن الصين بعد عن أي وفيات جرّاء الموجة الوبائية الأخيرة، إذ سجّلت أقل من 10 إصابات شديدة، رغم ازدياد الحالات.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات