
أدى اندلاع حريق هائل في السوق المركزية بمدينة هرجيسا بشمال الصومال ليل الجمعة السبت، إلى القضاء على مئات المتاجر وجرح أكثر من 20 شخصاً، حسبما أعلن مسؤولون السبت.
وأظهرت صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تصاعد النار والدخان ليلاً في سماء المدينة وهي عاصمة منطقة "أرض الصومال" الانفصالية.
ولم يُعرف بعد سبب الحريق الذي نشب في سوق واهين المترامية والتي تعد شريان الحياة للمدينة وتضم نحو ألفين من المتاجر وأكشاك البيع.
ووجه مسؤولون نداءات عاجلة للمساعدة في الخروج من الكارثة، ومن المؤكد أنها ستلحق مزيداً من المعاناة بآلاف آخرين في هذه المدينة الصحراوية الفقيرة.
وأكد رئيس بلدية هرجيسا عبد الكريم أحمد موجي للصحافيين في موقع الحريق أن "البلدة لم تشهد مثل هذه الكارثة الكبيرة".
وأضاف: "هذا المكان كان المركز الاقتصادي لهرجيسا ورغم أن عناصر الإطفاء بذلوا كل ما بوسعهم لإخماد الحريق، إلا أن السوق دُمرت".
تعاطف دولي
ورأى أنه كان بالإمكان السيطرة على الحريق قبل أن يتسبب بهذا الدمار الكبير، لكن فرق الإطفاء واجهت مشكلات في الوصول إلى المكان.
وتكتظ السوق بمحال وأكشاك عشوائية وتتقاطع فيها الممرات الضيقة.
وأظهرت صور التقطت بعد الحادث في حي واهين مبان محترقة وسوداء محطمة النوافذ وبعضها لا يزال مشتعلاً.
وأعرب قادة عدة دول بما في ذلك بريطانيا التي حكمت أرض الصومال وإثيوبيا المجاورة عن صدمتهم وتعاطفهم بشأن الكارثة.
وقال مكتب الرئيس الصومالي محمد عبد الله محمد المعروف باسم فارماجو، أن الأخير أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس أرض الصومال موسى بيهي عبدي لمناقشة الأضرار التي سببها الحريق.
وقال رئيس جمهورية أرض الصومال موسى بيهي عبدي خلال زيارة تفقدية لسوق واهين، إن الحكومة ستخصص مليون دولار للمساعدة في الاستجابة العاجلة للكارثة.
وصرح رئيس غرفة التجارة في هرجيسيا جمال عيديد أن الخسارة هائلة كون السوق تمثل 40 إلى 50 بالمئة من اقتصاد المدينة.
وقال باشي علي أحد تجار السوق: "خسرت كل شيء الليلة، هذا الحريق كان الأكبر الذي شاهدته في حياتي".
وأضاف: "كان لدي العديد من الأعمال التجارية في السوق وكلها احترقت وتحولت إلى رماد".
صدمة وحزن
وناشد عضو مجلس مدينة هرجيسا عبد الرحمن عبدي الجميع تقديم المساعدة قائلاً: "أطلب من كل من سمع عن هذه الكارثة تقديم المساعدة: فرق الإطفاء والجيوش الوطنية ووسائل الإعلام وسكان هرجيسا".
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وأعضاء حكومته عن تعاطفهم مع أرض الصومال التي كانت محمية بريطانية في السابق.
وأعرب رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد عن "صدمته وحزنه" تجاه الحريق الذي تسبب في "خسائر لا تحصى" على حد قوله.
من ناحيتها قالت منظمة الهجرة الدولية في الصومال إن تداعيات الحريق المدمر طالت آلاف الأشخاص بينهم عمال مهاجرون، متعهدة التعاون مع السلطات لمساعدة الناس.
وتعد هرجيسا نقطة عبور لمهربي البشر عبر القرن الإفريقي، وينتهي الأمر بالعديد من المهاجرين الذين تتقطع بهم السبل للبقاء فيها.