"قطاع الطرق" خطر يضاهي "داعش" و"بوكو حرام" في نيجيريا

time reading iconدقائق القراءة - 5
حشود تنظر إلى شاحنة شرطة محترقة بينما يخرج جندي من مكان الحادث، بالقرب من لاجوس، نيجيريا. 3 سبتمبر 2019 - REUTERS
حشود تنظر إلى شاحنة شرطة محترقة بينما يخرج جندي من مكان الحادث، بالقرب من لاجوس، نيجيريا. 3 سبتمبر 2019 - REUTERS
لاجوس-أ ف ب

تتصاعد أعمال العنف في نيجيريا، والتي تضرب البلاد منذ سنوات، سواء التي ينفذها قطاع طرق ولصوص أو تلك التي تقوم بها جماعات مسلحة. ففي أوائل أبريل، اقتحم عشرات المسلحين بلدة وسط نيجيريا، وأطلقوا النار عشوائياً وطاردوا السكان.

وعند وصولها، وجدت قوات الأمن جثث أكثر من مئة قروي بعد هذه الهجمات الواسعة التي تشكل رمزاً للصعوبات التي تواجهها البلاد في القضاء على العصابات.

ونجا أبو بكر عليو (25 عاماً) واثنان من زملائه يعملون في البناء من المجزرة، على الرغم من إصابتهم بجروح بالرصاص.

وقال الشاب آسفاً على سريره في المستشفى في جوس وقد لف رأسه بضماد كبير: "حاولت الهرب عندما شعرت بالرصاصة تصيب عيني".

وكانت هذه الهجمات التي ضربت في العاشر من أبريل 4 قرى في ولاية بلاتو الأكثر دموية هذا العام، ونُسبت إلى عصابات إجرامية مدججة بالسلاح أو ما تسميه السلطات بـ"قطاع الطرق" الذين يبثون الرعب في وسط وشمال غربي نيجيريا.

وأعمال العنف هذه التي نجمت عن اشتباكات بين رعاة ومزارعين بسبب نزاع على الموارد، تحولت إلى صراع أوسع يغذيه تهريب الأسلحة.

وتتصدر جرائم القتل والخطف الجماعي والهجمات التي يشنها "قطاع الطرق" عناوين الصحف بشكل شبه يومي، بأعداد ضحايا تنافس تلك التي تسجل بسبب التمرد المسلح في شمال شرقي البلاد.

في الشهرين الماضيين فقط، قامت عصابات بتفجير قطار آت من أبوجا وإطلاق النار عليه وخطف عشرات الركاب. كما سقط 19 من أفراد قوات الأمن وعشرات من أعضاء مجموعات الدفاع عن النفس ونحو 30 قروياً على يد المسلحين.

ضحايا بالآلاف

وأعلن الجيش النيجيري الذي يعاني من نقص التمويل عن عمليات ضد "قطاع الطرق"، بما في ذلك قصف معسكراتهم المخبأة في الغابات الشاسعة.

وشهدت ولاية بلاتو الواقعة بين الشمال ذي الأغلبية المسلمة والجنوب ذي الأغلبية المسيحية، أعمال عنف بين مجموعات سكانية في الماضي. لكنها أفلتت حتى وقت قريب من هجمات "قطاع الطرق".

وأوضح الجنرال إبراهيم علي قائد اللواء الثالث في ولاية بلاتو، أن "المسؤولين حسب المعلومات التي جمعناها حتى الآن هم مجرمون وقطاع طرق" قدموا من الشمال الغربي. وأضاف أنهم "يبحثون عن ملاذ لينجوا من هجماتنا".

ومنذ أكثر من عشر سنوات أدى التمرد المسلح في شمال شرقي نيجيريا إلى سقوط  أكثر من 40 ألف شخص، ونزوح قرابة 2,2 مليون شخص آخرين.

وأصبحت أعمال العنف في وسط وشمال غربي البلاد حسب البيانات الأخيرة، تؤدي إلى عدد من الضحايا أكبر من عدد الذين يسقطون في شمال شرقي البلاد.

وتقول المنظمة غير الحكومية "أكليد"، إن قطاع الطرق قتلوا أكثر من 2600 مدني في عام 2021 بزيادة قدرها 250 بالمئة من العدد الذي سجل في 2020. وهذه حصيلة تفوق إلى حد كبير عدد ضحايا "داعش" و"بوكو حرام".

ومن يناير إلى مارس، قضى 782 شخصاً في الشمال الغربي مقابل 441 في الشمال الشرقي، حسب أرقام نشرتها وسائل إعلام محلية نقلاً عن مكتب الاستشارات النيجيري "أس بي أم إنتليجنس".

وفي العام الماضي استهدفت هذه العصابات مدارس بعمليات خطف جماعي من أجل الحصول على فدية. وخُطف أكثر من 1400 تلميذ في 2021 لكن أطلق سراح معظمهم منذ ذلك الحين.

بسبب الخوف لن يذهب على الأرجح أكثر من مليون طفل نيجيري إلى المدرسة هذا العام، حسب صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).

وتكشف أرقام "منظمة الهجرة الدولية"، أن نحو 728 ألف شخص اضطروا إلى الفرار من منازلهم في الوسط والشمال الغربي في 2020. وقد وصل العدد إلى قرابة 980 ألفاً العام الماضي.

وبعد الهجمات على القرى في ولاية بلاتو، فر نحو 4 آلاف شخص معظمهم من النساء والأطفال. 

ويعارض بعض الحكام مثل ناصر أحمد الرفاعي من كادونا، علناً المفاوضات مع "قطاع الطرق" الذين اعتبرتهم الحكومة أخيراً "إرهابيين".

والتحدي هائل للقوات المسلحة التي تعاني من نقص في التجهيز. فسلطات زامفارا تقدر بحوالى 30 ألف رجل من "قطاع الطرق" ينشطون في شمال غربي البلاد.

وما يثير قلقاً أكبر في نظر المحللين هو احتمال عقد تحالف بين "قطاع الطرق" والمسلحين.

وحذر الرفاعي من أنه في حال التعاون بين الطرفين "ستزداد الفظائع والإجرام والاعتداءات بشكل كبير".

تصنيفات