مصر.. مشروع القطارات الكهربائية يربط 60 مدينة بطول 2000 كيلومتر

time reading iconدقائق القراءة - 5
صورة تخيلية لأحد القطارات الكهربائية فائقة السرعة التي تعمل على تنفيذها في مصر شركة "سيمنز" الألمانية   - YouTube/c/Siemens
صورة تخيلية لأحد القطارات الكهربائية فائقة السرعة التي تعمل على تنفيذها في مصر شركة "سيمنز" الألمانية - YouTube/c/Siemens
القاهرة - الشرق

كشفت شركة "سيمنز" الألمانية، النقاب عن تفاصيل مشروع شبكة القطارات الكهربائية فائقة السرعة في مصر.

ويبلغ طول المشروع الذي ستشارك فيه شركتي "أوراسكوم للإنشاءات" و"المقاولون العرب" المصريتين، نحو ألفي كيلو متر، ويربط ما بين 60 مدينة، في منطقة الصعيد، وسواحل البحر الأحمر، والبحر المتوسط، بتكلفة تصل إلى 8.1 مليار يورو.

وشهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، السبت، مراسم توقيع التعاقد بين وزارة النقل المصرية، وتحالف للشركات على رأسه "سيمنز" الألمانية.

من المتوقع أن يقدم المشروع 500 مليون رحلة سنوية، يستفيد منها حوالي 90% من المصريين عبر ثلاثة خطوط، وهو ما يشكل "تطوراً مستداماً" لشبكة السكة الحديد المصرية، وفقاً للشركة الألمانية. 

3 خطوط رئيسية

ويتألف المشروع من ثلاث خطوط رئيسية، تربط السواحل المصرية على البحر الأحمر والبحر المتوسط ومنطقة الصعيد، وصولًا إلى مدينة أبو سمبل بالقرب من الحدود المصرية السودانية. 

ويربط الخط الأول مدينتي العين السخنة على ساحل البحر الأحمر بكل من مدينتي الإسكندرية ومرسى مطروح على ساحل البحر المتوسط، بطول إجمالي يصل إلى حوالي 660 كيلومتراً وفقاً لموقع Siemens الإلكتروني.

أما الخط الثاني، فيربط بشكل أساسي بين مدينتي القاهرة وأبو سمبل في صعيد مصر، مروراً بمدينتي الأقصر وأسوان، ويستهدف الخط البالغ طوله حوالي 1100 كيلومتر، الربط بين العاصمة والمراكز الاقتصادية الناشئة في جنوب مصر.

ويبلغ طول الخط الثالث حوالي 225 كيلومتراً، ويربط بين مدينتي قنا وسفاجا مروراً بمدينة الغردقة على ساحل البحر الأحمر.

وفقاً للشركة الألمانية يوفر المشروع نظاماً موثوقاً وجديداً ومستداماً للسكك الحديدية، ويقلل من الانبعاثات الهوائية والكربون بنسبة تصل إلى 70%، إذا ما قورن بوسائل النقل الأخرى كالحافلات والسيارات.

وكان المستشار الألماني أولاف شولتز عبر عن أهمية المشروع فيما يتعلق بملف مكافحة التغير المناخي، معتبراً أن هذه الخطوة "ترسي المعايير العالمية لتخفيف آثار التغير المناخي"، بينما نقترب من موعد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ "كوب 27" في مدينة شرم الشيخ المصرية.  

وأضاف شولتز: "سيصبح السفر عبر السكك الحديدية في مصر سريعاً ونظيفاً ومريحاً وآمناً وغير مكلف.. عبر هذا الاستثمار الكبير تتخذ الحكومة المصرية قراراً جريئاً وبعيد النظر، كما أنه قرار فارق للشعب المصري ولمصر كموقع تجاري".

أسطول جديد 

وبحسب بيانها الرسمي، ستسلم شركة Siemens Mobility لمصر أسطولاً جديداً من القطارات، بينها 41 قطاراً عالي السرعة، و94 مجموعة من قطارات Desiro عالية السعة، وكذلك 41 قاطرة شحن من طراز Vectron. كما يشمل الاتفاق تعاون الشركة الألمانية في تطوير 8 مستودعات وساحات، إضافة إلى مسؤوليتها عن الصيانة لمدة تصل إلى 15 عاماً.  

إلى ذلك، تسعى مصر لتطوير أسطول قطارات السكك الحديدية القائم حالياً، حسبما يوضح موقع الهيئة القومية للسكك الحديدية، في ضوء قيام الهيئة بعملية تطوير شاملة للمرافق تشمل تحديث السكك الحديدية، وتطوير المزلقانات(تقاطعات الطرق)، والتعاقد على شراء جرارات وعربات جديدة من شأنها أن تُحدث "نقلة جذرية" في أسطول الجر والعربات بالهيئة، حسب وصف الموقع.  

وكانت وزارة النقل المصرية أعلنت، الجمعة، بدء التشغيل التجريبي لأحد قطارات شركة "تالجو" الإسبانية على خط القاهرة - الإسكندرية بدون ركاب، ويعقبه رحلات تجريبية جديدة للعضو المستجد في أسطول القطارات المصرية على خط القاهرة أسوان، ومن المتوقع أن تتسلم مصر 6 قطارات أخرى من الطراز ذاته ضمن خطة التوريد.  

ثاني أقدم سكك حديدية في العالم 

وتبلغ السكك الحديدية المصرية من العمر 188 عاماً، إذ بدأ إنشاؤها في عام 1834، وتخدم ما يصل إلى 1.4 مليون راكب يومياً، لتتحكم بذلك في 30% من حركة نقل الركاب في البلاد.

وعلى الرغم من انطلاق أعمال إنشاء خطوط السكك الحديدية المصرية في عام 1834، ما يجعلها ثاني ثاني أقدم سكك حديدية في العالم بعد نظيرتها البريطانية، إلا أن القطارات لم تبدأ بالانتقال بين المدن المصرية سوى بحلول عام 1854 في عهد الخديوي عباس حلمي الأول، الذي وقع عقداً بقيمة 56 ألف جنيه إسترليني لإنشاء خط حديدي بين القاهرة والإسكندرية بطول 209 كيلومترات في عام 1851، وسُير بالفعل القطار الأول بين القاهرة ومدينة كفر الزيات، واكتمل الخط بحلول عام 1856.  

وعلى مدار الأعوام التالية افتُتح خط جديد بين مدينتي القاهرة والسويس، ثم آخر بين القاهرة وبورسعيد، وسرعان ما نمت الشبكة لتشمل منطقة الصعيد.

وتقدم هذه الشبكة حالياً خدماتها إلى حوالي 500 مليون راكب سنوياً، وفقاً لتقدير الهيئة المصرية العامة للاستعلامات، ويبلغ إجمالي طول الشبكة الحالية 9570 كيلومتراً، مزودة بـ705 محطات في مختلف المدن والمراكز المصرية.  

وتشهد شبكة القطارات المصرية آلاف الحوادث سنوياً، وفقاً للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. وفي عام 2018، سجّل الجهاز 2044 حادثة، وهو ما يعتبر أعلى معدل حوادث في السنوات الـ10 السابقة له.

تصنيفات