"الصحة العالمية" تحذر من "أثر كارثي" لصناعة التبغ في البيئة

time reading iconدقائق القراءة - 5
سجائر أثناء عملية التصنيع في مصنع التبغ البريطاني الأميركي (BAT) في بايرويت، جنوب ألمانيا - 30 إبريل 2014. - REUTERS
سجائر أثناء عملية التصنيع في مصنع التبغ البريطاني الأميركي (BAT) في بايرويت، جنوب ألمانيا - 30 إبريل 2014. - REUTERS
جنيف - أ ف ب

حذرت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، من أن صناعة التبغ تسبب ضرراً بيئياً كبيراً نتيجة التلوث والانبعاثات التي تسهم في تغير المناخ، إلى جانب التأثير السلبي المعروف في الصحة العامة.

وقال المسؤول عن مبادرات تعزيز الصحة في منظمة الصحة العالمية روديجر كريتش، لوكالة "فرانس برس" إن صناعة التبغ تشكل "أحد أكبر مصادر التلوث التي نعرفها".

وقدم كريتش تقريراً قال إن نتائجه "كارثية" بعنوان "التبغ.. السم لكوكبنا"، يتناول البصمة البيئية للقطاع ككل، من زراعة النباتات إلى تصنيع منتجات التبغ، مروراً بالاستهلاك والمخلفات.

وأفاد التقرير، بأنه في حين تتحمل هذه الصناعة المسؤولية عن خسارة 600 مليون شجرة، فإن زراعة التبغ تستخدم 200 ألف هكتار من الأراضي و22 مليار طن من المياه كل عام، وتتسبب في حدوث انبعاثات تقرب من 84 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وفق التقرير.

4500 مليار "عقب سيجارة"

وأشار كريتش إلى أن "منتجات التبغ، التي تشكل مخلفاتها أحد أكثر أنواع النفايات انتشاراً على كوكب الأرض، تحوي أكثر من 7000 مركب كيميائي بمجرد التخلص منها تنتشر في البيئة".

ولفت إلى أن أعقاب السجائر البالغ عددها 4500 مليار والتي ينتهي بها المطاف في الطبيعة كل عام يمكن أن تلوث ما يصل إلى 100 لتر من الماء.

ولا تقتصر المخاطر الصحية للتبغ على الاستهلاك والهدر، إذ يعاني ما يقرب من ربع مزارعي التبغ من مرض التبغ الأخضر، وهو شكل من أشكال التسمم بالنيكوتين عبر الجلد.

ويستهلك هؤلاء المزارعون الذين يبقون على احتكاك دائم بأوراق التبغ، ما يعادل النيكوتين الموجود في 50 سيجارة يومياً، بحسب كريتش الذي أشار إلى أن هذا القطاع يوظف عدداً كبيراً من الأطفال.

وتابع: "تخيل فقط، طفل يبلغ 12 عاماً يتعرض لـ50 سيجارة يومياً".

وبحسب التقرير، غالبا ما يُزرع التبغ في بلدان فقيرة نوعاً ما، حيث تندر المياه والأراضي المزروعة في كثير من الأحيان، وحيث تحل هذه المحاصيل محل الإنتاج الغذائي المهم.

وتتحمل زراعة التبغ المسؤولية أيضاً عن نحو 5% من إزالة الغابات في العالم، وتسهم في نفاد احتياطيات المياه الثمينة.

تلوث البلاستيك

تأتي نسبة كبيرة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية أيضاً من معالجة التبغ ونقله، ما يعادل 20% من البصمة الكربونية لقطاع النقل الجوي.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من المنتجات المشتقة من التبغ، أي السجائر والتبغ الذي لا يُصدر دخاناً والسجائر الإلكترونية، والتي تسهم بشكل كبير في تراكم تلوث البلاستيك في العالم.

وتحتوي فلاتر السجائر على آثار لدائن دقيقة، وهي بقايا صغيرة توجد في المحيطات حول العالم، بما في ذلك قاع خندق ماريانا، وهو الأعمق في العالم، ما يجعله ثاني أكبر مصدر لتلوث البلاستيك في العالم.

وعلى عكس ما تدّعي صناعة التبغ، لا يوجد دليل على أن هذه المرشحات (الفلاتر) لها تأثير مفيد في الصحة، بحسب منظمة الصحة العالمية، لذلك حثت المنظمة صانعي السياسات في جميع أنحاء العالم على التعامل مع هذه المرشحات على أنها مواد بلاستيكية تُستخدم مرة واحدة، والنظر في حظرها.

وأعربت عن أسفها لكون التكاليف الباهظة لتنظيف نفايات صناعة التبغ يتحملها دافعو الضرائب في جميع أنحاء العالم.

وبحسب التقرير، تنفق الصين نحو 2.6 مليار دولار سنوياً لمعالجة النفايات من منتجات التبغ، أما بالنسبة للهند فتبلغ قيمة الفاتورة 766 مليون دولار، بينما يتعين على البرازيل وألمانيا دفع 200 مليون دولار لكل منهما.

وتصر منظمة الصحة العالمية على أن تحذو المزيد من الدول حذو فرنسا وإسبانيا من خلال تبني مبدأ "المسؤول عن التلويث هو الذي يدفع".

وبالنسبة إلى روديجر كريتش، من المهم أن "تدفع الصناعة حقاً ثمن الضرر الذي تحدثه".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات