مصر.. احتفاء بجمع 40 مليون جنيه في شهر واحد لعلاج الطفلة "رقية"

time reading iconدقائق القراءة - 5
الطفلة رقية وأسرتها يعبرون عن فرحتهم بجمع المبلغ اللازم لعلاجها من مرض ضمور العضلات الشوكي - Twitter
الطفلة رقية وأسرتها يعبرون عن فرحتهم بجمع المبلغ اللازم لعلاجها من مرض ضمور العضلات الشوكي - Twitter
القاهرة-آلاء عثمان

احتفلت عائلة الطفلة المصرية "رقية" بجمع التبرعات اللازمة لعلاجها من مرض نادر يسمى ضمور العضلات الشوكي، والذي يكلف 40 مليون جنيه (حوالي 2.13 مليون دولار)، بعد حملة شارك فيها آلاف المصريين، بينهم مشاهير وفنانون.

ونجحت حملة جمع التبرعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #انقذوا_رقية خلال شهر واحد في جمع المبلغ المطلوب لعلاج الطفلة التي لم يبلغ عمرها عامين وتعيش أسرتها في الأسكندرية، شمال مصر.

ولاقت الحملة الإلكترونية رواجاً كبيراً بين مستخدمي مواقع التواصل، بمشاركة بعض المشاهير والفنانيين ومؤثري مواقع التواصل الاجتماعي، وصولاً إلى طلاب جمعوا التبرعات من زملائهم بالفصول الدراسية. 

 ونشر بعض مستخدمي مواقعي التواصل الاجتماعي مجموعة من مقاطع الفيديو لأهالي الحي السكني حيث تقطن الطفلة رقية، وهم يحتلفون بخبر جمع المبلغ اللازم لعلاجها، في ختام رحلة طويلة خاضتها أسرة الطفلة منذ عام أو يزيد، مع اكتشاف تعثرها في القيام ببعض الأنشطة البدنية المعتادة لطفلة في عمر 6 أشهر، وبعد إجراء الفحوص الطبية اللازمة تبين إصابة رقية بضمور العضلات الشوكي. 

مرض نادر

وتعرف خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا ضمور العضلات الشوكي بأنه مرض جيني يسبب ضعف العضلات ومشكلات الحركة، وإضافة لخطورة الاضطراب، تتزايد أعراضه بمرور الوقت، لتشمل مشكلات الحركة كالزحف أو المشي وضعف الذراعين والساقين، وكذلك مشكلات العظام والمفاصل إضافة إلى صعوبات البلع والتنفس. 

ويمثل عقار زولجانزما الأمل لعلاج آلاف الأطفال المصابين بضمور العضلات الشوكي من النوع الأول، وكانت إدارة الغذاء والدواء الأميركية قد وافقت عليه في العام 2019 كعلاج للصغار أقل من عامين، غير أن التحدي لا يتمثل فقط في اكتشاف المرض والحصول على العلاج قبل أن يبلغ الطفل عامين، بل في الحصول على العقار نفسه البالغ سعره مليوني دولار أمريكي. 

مشاهير يتبرعون

بعد علم الأسرة بتكلفة العلاج اللازم، نجحت في أواخر مايو من العام الجاري في فتح حساب رسمي لتلقي التبرعات اللازمة بإشراف من وزارة التضامن الاجتماعي في مصر، لتبدأ الجهود الميدانية في محاولة توفير المبلغ قبل أن تبلغ الطفلة عامها الثاني. 

وتمتعت الحملة بزخم إعلامي كبير خاصة بعد مشاركة بعض الشخصيات العامة في دعم الأسرة كالممثلة المصرية وفاء عامر، التي استضافت أسرة رقية في منزلها ودعت الجمهور للمشاركة في حملة التبرعات. 

كما شارك الممثل المصري محمد هنيدي في الحملة عبر منشور على صفحته بموقع فيسبوك يعرض صورة رقية ضاحكة، داعياً جمهوره لإنقاذ الطفلة.

وقال: "بعض منشوراتي يصل إلى 10 و 20 مليون مشاهد، لو تبرع 100 أو 200 ألف فقط من هؤلاء سوف نتمكن من جمع المبلغ.. تبرع بأي مبلغ مهما كان، سيساعدنا في إنقاذ مستقبل وحياة رقية". 

كما تناولت تقارير إعلامية مصرية وعربية تصريحات منسوبة إلى مصدربوزارة التضامن الاجتماعي المصرية، لم يتم الكشف عن هويته، قوله إن اللاعب المصري محمد صلاح، نجم نادي ليفربول الإنجليزي، تبرع بمبلغ مالي "كبير"، لم يتم تحديده، في حملة جمع التبرعات اللازمة لعلاج الطفلة رقية، لكن اللاعب نفسه لم يشر إلى الأمر بأية صورة، سواء بشكل مباشر أو عبر منصاته على مواقع التواصل.

مساهمات شعبية 

إضافة إلى جهود الشخصيات العامة ومشاهير مواقع التواصل، ساهم طلاب وطالبات في حملة التبرعات خاصة بعد توفير أكواد الدفع الإلكتروني بمعزل عن التحويلات البنكية. 

وعرض أحد الطلاب بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة مصر الدولية إيصال تبرع صفه الدراسي على موقع فيسبوك قائلاً: "تخيرنا مجموعة من الزملاء لجمع التبرعات خلال آخر أيام اختباراتنا وتمكنا من جمع 2400 جنيه.. وهناك كليات أخرى نفذوا الفكرة ذاتها وجمعوا مبالغ أكبر". 

كما نقلت وسائل إعلام محلية عن طلاب بكلية التجارة في جامعة القاهرة اتفاقهم على إلغاء حفل تخرجهم والتبرع بقيمته المادية لصالح علاج الطفلة رقية، كما سار على نهجهم طلاب آخرون. 

أطفال آخرون

ومع نجاح حملة رقية يتوجه اهتمام الجمهور إلى أسماء أطفال آخرين يعانون من المرض الجيني ذاته ويأملون في فرصة للنجاة، إذا شارك بعض المستخدمين وسوماً جديدة لأطفال آخرين كوسم "أنقذوا علياء وفريدة".

ونشرت مستخدمة دعوى جديدة للتبرع قائلة: "علياء و فريدة طفلتان رضع توأم، رُزق بهما والداهما بعد 7 سنوات دون إنجاب، وكما فعلنا مع رقية علينا أن نساعد علياء وفريدة أيضاً". 

وكانت وسائل إعلام تناقلت تصريحات لوالد الطفلة رقية بأن المبلغ الزائد عن حاجة الطفلة في العلاج، ويصل إلى حوالي 5 ملايين جنيه مصري، سيجري توجيهه للمساهمة في توفير العلاج لأطفال آخرين مصابين بالمرض ذاته. 

وعرف المصريون العديد من الحملات المشابهة، ففي العام الماضي ساهمت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي في جمع مبلغ مالي بلغ 35 مليون جنيه مصري لإنقاذ طفل يُدعى رشيد من ضمور العضلات الشوكي أيضاً.

تصنيفات