هولندا تواجه صعوبات في إيجاد مساحات لتركيب الألواح الشمسية

time reading iconدقائق القراءة - 6
منشأة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في ساحة تجمع السكك الحديدية السابقة في لو مان-أرناج، في لومان شمال غرب فرنسا- 29 يونيو 2022  - AFP
منشأة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في ساحة تجمع السكك الحديدية السابقة في لو مان-أرناج، في لومان شمال غرب فرنسا- 29 يونيو 2022 - AFP
زيفينار، هولندا- أ ف ب

تواجه الطاقة الشمسية في هولندا وأوروبا عموماً مشكلة تتمثل في إيجاد مكان مناسب لتثبيت الألواح الشمسية يحظى بقبول السكان.

لكن الجميع أعربوا عن رضاهم في مزرعة بيات ألبيرس، إذ أصبحت ثمار التوت تنمو في ظل حماية يؤمنها عدد كبير من الألواح الشمسية المثبتة فوقها، فيما تؤمن شركة "باي وا" للطاقة التيار الكهربائي لأكثر من 1200 أسرة.

ويقول مارتن دي جروت من مجموعة "جرونليفين"، وهي شركة تابعة لـ"باي وا" الألمانية تهدف إلى إيجاد مساحات يمكن الاستفادة من استخدام مزدوج فيها للألواح الشمسية، "نبحث في كل مكان".

تكاليف إضافية

ويرحب بيت ألبيرس بالألواح الكهروضوئية التي رُكبت على ارتفاع 3 أمتار فوق مزروعاته من فاكهة توت العليق.

ويقول: "شهدت على فصول صيف طويلة احترقت خلالها هذه الثمار في الدفيئات الزراعية. فكان لا بد من حمايتها".

ولا يتقاضى المزارع الذي ينتج أكثر من 200 طن من توت العليق سنوياً، إيجاراً من شركة الطاقة فيما يحصل بدل ذلك على مزايا لـ 3 سنوات تتمثل في نمو مزروعاته بظل درجات حرارة أكثر ثباتاً، وسقيها بوتيرة أقل بنسبة 25%، وحمايتها من حبات البرد، والاستغناء عن إنشاء سقف لدفيئته.

ويبدو الرضا واضحاً على وجهه بعدما أُعلن أن درجات الحرارة ستصل في المنطقة إلى 37 درجة. ويقول "لو كانت مزروعاتي تحت سقف زجاجي لكان سيُتلَف 10 إلى 20% منها".

وفي المقابل، تتكبد شركة "باي وا" تكاليفاً إضافية، إذ تقوم بتثبيت لوحات غير تلك المعتمدة وتنتج كميات أقل من الكهرباء (تكون شبه شفافة لتحجب الأشعة الضارة)، فيما تتسم صيانتها بتعقيدات أكبر، على ما يوضح مارتن دي جروت الذي يعتبر أن "ازدهار مشاريع الألواح ذات الاستخدام المزدوج يعتمد على الدعم الذي توفره الدولة".

ويتسبب مشروع بناء الألواح الشمسية المزدوجة الأهداف بخسارة في الإيرادات تتراوح بين 15 و 25 % مقارنةً مع مشاريع الألواح المثبتة على الأرض التي تكلف مبالغ أقل وتكون أكثر إنتاجية وتبقى بحسب هذا القطاع ضرورية.

حلول باهظة الثمن

وتؤكد "باي وا" أن الحلول الناشئة ليست كلها بالضرورة باهظة الثمن. وعلى بعد 50 كيلومتراً من مزرعة ألبيرس، ركبت الشركة كمية كبيرة من الألواح الشمسية فوق بحيرة تشكلت نتيجة حفر مقلع.

وتضم هذه البحيرة التي يبلغ عمقها 30 متراً وتشكلت نتيجة سنوات من أعمال استخراج الرمال فيها، حالياً ألواحاً شمسية تمتد على 17 هكتاراً أي ما يعادل نصف مساحتها.

ويقول هيوجو بارانت، وهو مدير المشاريع في "باي وا آر إي فرنسا"، إن "الألواح العائمة تشكل تقنية مجربة ومُختبرة وليست عالية التقنية".

ويتطلب تثبيت هذه الألواح مبالغ أكبر من تلك اللازمة لتركيب ألواح على الأرض، لكن أعمال بناء الألوح العائمة لا تتطلب وقتاً طويلاً، إضافة إلى أن صيانتها سهلة ومن شأن المياه أن تحميها من درجات الحرارة المرتفعة، وهذا كله يؤدي إلى زيادة في كميات الطاقة المولدة.

وينقل نحو 12 محولاً مثبتاً فوق المياه أيضاً 20 ألف فولت من الكهرباء عبر كابل ضخم إلى المحطة الساحلية التي تغذي نحو 10 آلاف منزل.

ومع أن الشركة المتخصصة بالطاقة تدفع إيجاراً للمقلع، إلا أنها تبيعه كهرباء خالية من الكربون بسعر ثابت.

ومشروع "ويفرميرتيس" الذي يولد 29.8 ميجاوات بحسب "باي وا"، هو ثاني أكبر مشروع ألواح شمسية عائمة في أوروبا. والأكبر من نوعه في هولندا.

ولا يعرب الجميع عن رضى من هذا المشروع، على غرار ويليام بيترز الذي يمارس صيد السمك في البحيرة.

مشاركة المساحات

ويسأل ممثلوا الشركة عن احتمال استمرار نمو الأسماك في ظل وجود هذه الألواح، ليطمئنهم هؤلاء بالإشارة إلى دراسة أجريت في بحيرة أخرى وأظهرت اختلافاً بسيطاً في درجات الحرارة.

ويقول مارتن دي جروت: "إن بلدنا صغير، ويظهر مع طرح أي مشروع شخص مقيم بجانبه، من هنا ضرورة التفكير في مشاركة المساحات" لمصلحة المشاريع.

وبدأ اعتماد الطاقة المتجددة في الدولة الأوروبية التي تسجل أعلى كثافة سكانية مع الطاقة المولدة من الرياح، إذ انطلقت مشاريع في منطقة الشمال التي تضم سكاناً بنسب أقل من بقية المناطق.

لكن قدرات شبكة الكهرباء فيها أصبحت حالياً محدودة بينما تنتشر الألواح الشمسية على أسطح المباني في منطقة الجنوب التي تضم مدناً كثيرة وفيها كثافة سكانية.

وهولندا التي تسعى للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول سنة 2050، يعتمد 12% فقط من استهلاكها للطاقة حالياً على الطاقة المتجددة.

أما الوضع على الصعيد العالمي فهو مشابه للسائد في هولندا، إذ شهد عام 2021 انتشاراً غير مسبوق للألواح الشمسية وعنفات الرياح.

لكن يتعين تركيب كميات تفوق الموجودة بـ 4 مرات سنوياً لجعل درجة حرارة الأرض محدودة عند زيادة بـ1.5 درجة مئوية، وفق ما تؤكد وكالة الطاقة الدولية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات