دراسة: شركات النفط الكبرى لن تساعد في الوصول إلى "صفر كربون" عام 2050

time reading iconدقائق القراءة - 4
نشطاء ينصبون شواهد قبور مزيفة بأسماء مؤتمرات المناخ السابقة في مدينة جلاسكو الاسكتلندية. 13 نوفمبر 2021. - AFP
نشطاء ينصبون شواهد قبور مزيفة بأسماء مؤتمرات المناخ السابقة في مدينة جلاسكو الاسكتلندية. 13 نوفمبر 2021. - AFP
القاهرة - محمد منصور

توقعت دراسة نشرت نتائجها دورية "نيتشر كومينكيشن" ألا تلبي شركات إنتاج النفط الكبرى أهداف مؤتمر باريس للمناخ، وألا تصل الانبعاثات إلى صفر كربون بحلول عام 2050، وفقاً لسيناريوهات إزالة الكربون العالمية التي أعدتها شركات "بريتش بتروليوم" و"شل" و"إكوينور".

صفر كربون أو صافي الانبعاثات الصفري يعني خفض انبعاثات الغازات عبر ابتكار استراتيجيات تمتص جميع الغازات الدفيئة، بحيث لا تزيد كمية الغازات في الغلاف الجوي عن الكمية الموجودة حالياً.

مثلاً، إذا كانت الانبعاثات لشركة ما توازي طناً من الغازات الدفيئة، فعلى الشركة أن تلتزم بتقديم حل لإزالة كمية موازية من الانبعاثات سواء عبر تعزيز الغطاء النباتي أو احتجاز كمية مكافئة من الكربون وتخزينها في المحيطات أو باطن الأرض.

وقالت الدراسة إن سيناريوهات إزالة الكربون التي تنتجها الشركات الثلاث لن تكفي لتحقيق الهدف المناخي الأهم والحيوي بحلول عام 2050.

وتعد المؤسسات العامة والتجارية والأكاديمية سيناريوهات لإزالة الانبعاثات بهدف توقع ما ستبدو عليه متطلبات الطاقة المستقبلية والانبعاثات الناتجة، مسترشدة بالتخطيط في جميع أنحاء العالم من قبل الحكومات والمنظمات الأخرى، بهدف تحديد مدى السرعة التي يجب أن تقلل بها القطاعات المختلفة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

ويعتمد بناء السيناريوهات على التنبؤ بمتطلبات الطاقة المستقبلية لقطاعات اقتصادية مختلفة كالزراعة والتصنيع، وتوقع مصادر الطاقة اللازمة لتزويدها مثل الوقود الأحفوري أو الطاقة النووية أو الطاقة المتجددة، ثم تُستخدم هذه الإسقاطات لمزيج الطاقة المستقبلي لتقدير انبعاثات الكربون.

أنتجت شركات الوقود الأحفوري سيناريوهات خاصة بها لاستهلاك الطاقة في العالم   لعقود مستقبلية عديدة، ولكنها انتقلت في السنوات الأخيرة أيضاً لتشمل أهداف إزالة الكربون والنتائج المناخية الناجمة.

ومع ذلك، فإن الافتراضات الأساسية للسيناريوهات التي تدعم مزاعمهم بشأن اتساق اتفاق باريس ليست واضحة دائماً. 

وهذا يجعل من الصعب مقارنتها بالسيناريوهات التي وضعها المجتمع العلمي، مثل تلك المستخدمة من قبل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ.

ولفحص مزاعم شركات البترول الكبرى، حلل الباحثون 6 سيناريوهات مؤسسية نُشرت بين 2020 ومنتصف 2021، تتضمن 4 من شركات النفط الكبرى (2 من بريتش بتروليوم، 1 من رويال داتش شل، 1 من إكوينور)، و2 طوّرتهما وكالة الطاقة الدولية. 

وأكد الباحثون أن فحص معظم السيناريوهات أكد أنها غير متوافقة مع "اتفاقية باريس"، وستتجاوز حد الاحترار 1.5 درجة مئوية بهامش كبير.

وأوضح الباحثون أن سيناريو الصفر الكربوني عند شركة "إكوينور" سيؤدي إلى متوسط ​​احترار يبلغ 1.73 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة في عام 2060، أما سيناريو شركة "بريتيش بتروليوم" فسيصل إلى متوسط 1.73 درجة مئوية في عام 2058، فيما سيصل سيناريو شركة "شل" إلى 1.81 درجة مئوية في عام 2069. وسيناريو التنمية المستدامة لوكالة الطاقة الدولية سيؤدي لمتوسط احترار يبلغ 1.78 درجة مئوية في عام 2056.

يتوافق سيناريو "كربون صفري 2050" التابع للوكالة الدولية للطاقة فقط مع معايير اتفاقية باريس التي طبّقها الباحثون في الدراسة.

ويقول الباحثون إن تجاوز ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية من شأنه أن يؤدي إلى آثار كارثية ويضعف بشدة القدرة على التكيف مع تغيّر المناخ.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات