تعتزم السلطات الصينية مساعدة المحطات المُدارة بالفحم، بهدف الحفاظ على إمدادات الطاقة الكهربائية، في ظل زيادة الطلب على الوقود؛ وذلك ضمن تدابير أخرى للحد من آثار درجات الحرارة الشديدة، والجفاف في جنوب غربي البلاد.
وأدت موجة حر قياسية مستمرة منذ أشهر، ونقص الأمطار، إلى شح المياه التي تُشغل السدود في مقاطعة سيشوان التي يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة، والتي تعتمد في الغالب على الطاقة الكهرومائية، ما أجبر السلطات هناك وفي بلدية تشونجتشيند المجاورة، على مطالبة الشركات بإغلاق المصانع بشكل مؤقت.
وأعلن نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هان تشنج، الأربعاء، أن بكين ستقدم الدعم لمحطات الفحم بعد أن قالت وزارة التخطيط في البلاد إن الاستهلاك اليومي للوقود من قبل محطات الطاقة في البلاد ارتفع بنسبة 15% في الأسبوعين الأولين من شهر أغسطس، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقال هان تشنج خلال زيارة تفقدية لمؤسسة الشبكة الحكومية الصينية: "(نحن بحاجة) إلى ضمان إمدادات كهربائية آمنة للناس... والقطاعات الرئيسية".
وأضاف أنّ الحكومة "ستعزز دعم السياسات، وتتخذ عدة تدابير لمساعدة محطات الفحم في تخفيف الصعوبات الفعلية"، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل، وفق ما أوردت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
ونقلت الصحيفة عن ديفيد فيشمان، المحلل الذي يغطي قطاع الطاقة الصينية في مجموعة "لانتاو" للاستشارات الاقتصادية التي تركز على صناعة الطاقة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ومقرها في هونج كونج، قوله، إنّ المقاطعة (سيشوان) ستتحول حتماً إلى الفحم الذي أصبح أكثر تكلفة بسبب ارتفاع الطلب، مشيراً إلى أنّ الدعم الحكومي يمكن أن يشمل سقفاً للسعر.
وأضاف أنّ "(المقاطعات التي) توظف فيها طاقة الفحم لدعم الطاقة الكهرومائية في موسم الجفاف سوف تتطلع إلى تعزيز استخدام طاقتها من الفحم مع انخفاض الإنتاج المائي. في ظل هذه الظروف، لا يوجد خيار سوى تشغيل محطات الفحم بأقصى طاقة".
من جانبها، حذّرت شركة "سيتيك سيكيوريتيز" الصينية لتقديم خدمات الأوراق المالية، إنّ نقص الطاقة قد يمتد إلى مقاطعات أخرى إذا استمرت موجات الجفاف والطقس الحار.
وأشار المحلل فيشمان إلى أنّ موجة الحر لم تسبب مشكلات في مركز التصنيع في جنوب جوانجدونج. وتابع: "يتوجب أن يكون الطقس أكثر سخونة إلى حد ما لفترة أطول قليلاً لتعريض سد الطاقة الكهرومائية في مقاطعة يونان للخطر، وبالتالي إمدادات الطاقة في جوانجدونج".
تدابير طارئة
وتتخذ الصين تدابير طارئة لإحضار المزيد من المياه إلى حوض نهر يانجتسي المتضرر من الجفاف، وتوزع أموال إغاثة، فيما تعمل على استمطار السحب، وتطور مصادر إمداد جديدة، في الوقت الذي تُلحق موجة حر قياسية أضراراً بالمحاصيل الزراعية والماشية.
وقالت وزارة الموارد المائية الصينية، الأربعاء، إن الجفاف في جميع أنحاء حوض نهر يانجتسي "يؤثر سلباً على أمن مياه الشرب لسكان الريف والماشية ونمو المحاصيل".
وحثت الوزارة المقاطعات على إجراء تقييمات دقيقة للمناطق المتضررة من الجفاف، ووضع خطط للحفاظ على إمدادات المياه، بما في ذلك النقل المؤقت للمياه، وتطوير مصادر جديدة، وتوسيع شبكات الأنابيب.
والأربعاء، أصبحت مقاطعة هوبي بوسط الصين أحدث المناطق التي تعلن عن برنامج شامل لتعديل الطقس، ونشرت طائرات لإشعال قضبان يوديد الفضة في السحب (آلية استمطار) لتحفيز هطول الأمطار.
ونقلت وسائل إعلام رسمية، الأربعاء، عن بيانات المركز الوطني للمناخ أن موجة الحر في الصين استمرت حتى الآن 64 يوماً، ما يجعلها الأطول منذ بدء الاحتفاظ بسجلات كاملة في عام 1961.
وبلغ عدد محطات الأرصاد التي تسجل درجات حرارة 40 درجة مئوية (104 درجة فهرنهايت) أو أكثر، 262 محطة، فيما سجلت 8 محطات درجات حرارة بلغت 44 درجة مئوية.
وتوقع المركز استمرار ارتفاع درجات الحرارة في حوض مقاطعة سيشوان، وأجزاء كبيرة من وسط الصين حتى 26 أغسطس الجاري.
من جانبه، قال كاي وينجو، باحث المناخ في وكالة العلوم الوطنية الأسترالية (سيسرو)، إن "حالة خاصة" من الضغط المرتفع من منطقة غرب المحيط الهادي شبه الاستوائية المرتفعة، التي تمتد عبر معظم أنحاء آسيا، من المحتمل أن تكون سبب الحرارة الشديدة.
اقرأ أيضاً: