أفاد معهد أبحاث الفضاء في البرازيل، الأربعاء، بأنه تم اكتشاف أكثر من 31 ألف حريق في الجزء البرازيلي من غابات الأمازون المطيرة خلال أغسطس الماضي، ما يمثل أعلى رقم في شهر واحد منذ عام 2010.
وقال موقع "أكسيوس" الأميركي إن بيانات الحرائق الجديدة تأتي بعد أسابيع من نشر وكالة الفضاء البرازيلية بيانات تظهر أن "إزالة الغابات في الأمازون وصلت إلى رقم قياسي خلال النصف الأول من عام 2022".
وبحسب "أكسيوس"، تشير البيانات الجديدة إلى أن العام الجاري سيكون على الأرجح عاماً قاسياً آخر في ما يتعلق بممارسة إزالة الغابات في الغابات المطيرة، والتي بلغت أعلى معدل لها في 15 عاماً في عام 2021.
وتعد غابات الأمازون، وهي أكبر غابات استوائية مطيرة في العالم، معقل التنوع الحيوي، كما أنها عازل حاسم لتغير المناخ، إذ تخزن كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
وكشف بحث نشر في وقت سابق من العام الجاري أن معظم غابة الأمازون البرازيلية تكافح على الأرجح من أجل التعافي من حرائق الغابات والجفاف والاضطرابات التي يسببها البشر، كما تواجه خطر التحول إلى سافانا جافة.
كما وجدت دراسة أجريت العام الماضي أن أجزاء من غابة الأمازون المطيرة تنبعث منها كميات من ثاني أكسيد الكربون تفوق ما يمكنها امتصاصه بسبب معدلات إزالة الغابات والتغيرات المناخية المتسارعة الناجمة عن الاحترار العالمي الذي يسببه الإنسان.
وعبر المراقبة بالأقمار الصناعية في غابات الأمازون البرازيلية، رصد معهد أبحاث الفضاء في البرازيل إجمالي 31 ألفاً و513 إنذاراً بالحريق في أغسطس، مقارنة بـ30 ألفاً و900 حريق أعلنها المعهد في أغسطس 2019.
واستحوذت حرائق أغسطس 2019 على انتباه العالم بعد أشهر من تولي الرئيس جايير بولسونارو سدة الحكم في البرازيل، ما دفع بدول مجموعة السبع إلى منح البرازيل حزمة مساعدات بقيمة 20 مليون دولار.
وسجل المعهد 45 ألفاً و18 حريقاً في غابات الأمازون البرازيلية في أغسطس 2010، وهو الرقم الأعلى لهذا الشهر منذ بدء احتفاظ المعهد بالسجلات في 1998.
واكتشف معهد أبحاث الفضاء في البرازيل 44 ألفاً و419 حريقاً حتى الآن في عام 2022، رغم أن ذروة موسم الحرائق في المنطقة تستمر عادة حتى سبتمبر.
وكان السلطات البرازيلية شنت حملة في عام 2018 من أجل فتح الغابات المطيرة أمام مشروعات اقتصادية جديدة، وإصلاح السياسات البيئية التي تهدف إلى إبطاء إزالة الغابات، بما في ذلك فرض غرامات على قطع الأشجار والصيد البري والبحري غير القانونيين.
كما خفض الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو ميزانية وكالة البيئة الرئيسية في البلاد بنسبة 24% بعد تقلده السلطة عام 2019، وانضمت بلاده إلى أكثر من 100 دولة قيادية على مستوى العالم في الالتزام بوقف إزالة الغابات، والتوسع في مساحات الغابات في العالم بحلول 2030.