بوادر انتعاش قطاع السياحة العالمية.. والرهان على اللقاح

time reading iconدقائق القراءة - 7
مدرّبو جمال ينتظرون السياح قرب هرم منقرع في مقبرة أهرامات الجيزة في مصر- 7 يناير 2021 - AFP
مدرّبو جمال ينتظرون السياح قرب هرم منقرع في مقبرة أهرامات الجيزة في مصر- 7 يناير 2021 - AFP
دبي-الشرق

في وقت مبكر من وباء كورونا العالمي، سارع خبراء السفر إلى تحديد شكل التعافي. وبعد مرور عام، وعلى الرغم من الانتعاش القصير والكثير من الطلب المكبوت، فإن انتعاش السفر لم يحدث بعد.

ومع ذلك، يلوح بصيص من التفاؤل، سواء بالنسبة للقطاع أو للأشخاص التواقين لنفض الغبار عن حقائبهم، إذ بدأ المسافرون الحجز لرحلات يأملون بالقيام بها بعد شهور، أو ربما أكثر.

وتعدُّ الأماكن البعيدة المفتوحة من بين الاختيارات الأكثر شيوعاً. وهناك إشارات أيضاً على تزايد الطلب على الوجهات التي يرتفع فيها استخدام اللقاح.

ووفقاً لبحث نشرته جمعية الفنادق والإقامة الأميركية في يناير، يرى قرابة نصف المستهلكين أن توزيع اللقاح هو مفتاح السفر، في حين قال غالبية هؤلاء إنهم سيشعرون براحة أكبر في معرفة أنه تم تطعيم نسبة كبيرة من السكان المحليين بدلاً من قيامهم بتوفير الحماية لأنفسهم فقط.

البحث عن أشعة الشمس

وإذا كان السفر قد اقتصر على السياحة الداخلية بالنسبة للأميركيين في عام 2020 بسبب إغلاق الحدود، إلا أنهم يضعون نصب أعينهم مناطق أبعد من ذلك الآن، مثل البحر الكاريبي والبحر الأبيض المتوسط.

وعلى الرغم من أن عمليات البحث عن الوجهات حتى شهر أبريل كانت بطبيعتها محلية إلى حد كبير، إلا أن البيانات الواردة من موقع "تريب أدفايزر" تشير إلى أن غالبية عمليات البحث عن الفنادق على منصتها التي جرت من مايو فصاعداً، كانت لوجهات دولية.

وبالمثل، قال تطبيق الحجز "هوبير" Hopper إنه شهد ارتفاعاً كبيراً في الحجوزات الدولية، خصوصاً في وجهات العطلات ذات الطقس الدافئ والقريبة من الولايات المتحدة. وشملت تلك الوجهات، كانكون وكابو وبويرتا فالارتا في المكسيك، وسان خوان في بويرتو ريكو، وسانت توماس في جزر فيرجن الأميركية.

 ويقول جاك إيزون، المؤسس المشارك لشركة "إمبارك بيوند" المتخصصة في استشارات السفر الفاخرة: "الكل يريد أشعة الشمس، حجزنا الكثير من الرحلات الصيفية منذ الأسبوع الأول من يناير. أنا لا أتحدث عن عددٍ قليل، فالناس أرادت تعويض الوقت الضائع عبر الرحلات إلى البحر الأبيض المتوسط تحديداً​​، التي يرون أنها رحلات سنوية تم إجبارهم على التخلّص منها في العام الماضي".

لكن إيزون قال: "أنا لا أحسب أموالي قبل أن أحصل عليها في جيبي"، مشيراً إلى احتمالية إلغاء أو تأجيل هذه الحجوزات المبكرة بسبب عمليات الإغلاق المستمرة في بعض الوجهات الدولية، مثل أوروبا.

مساحات مفتوحة

ونظراً إلى أن السفر إلى أوروبا يبدو غير ممكن في الصيف، فقد تكون إفريقيا نقطة مضيئة. وتقول "غو تو أفريكا"، مزودة السفر المتخصصة في خدمات السفر إلى القارة السمراء، إن عمليات البحث على موقعها انخفضت بنسبة 90% في ذروة الموجة الأولى من الوباء، لكنها انخفضت بنسبة 20% فقط على أساس سنوي مع حلول يناير.

ويضيف إيزون، الذي شهد ارتفاعاً مماثلاً: "أفضل الفنادق ممتلئة في الصيف بالفعل".

وتتفق باميلا لاسرز، الناطقة باسم شركة "آبيركرومبي آند كينت" Abercrombie & Kent للرحلات الفاخرة، بقولها: "هذه لحظة إفريقيا، نحن نوصي بالذهاب في رحلات السفاري، إذ توجد المساحات المفتوحة الواسعة والخصوصية في المعسكرات الصغيرة"، مشيرة إلى أن الاهتمام يمتد إلى مصر، التي تعدُّها "أكبر متحف مفتوح في العالم".

 وتمر القارة القطبية الجنوبية "أنتاركتيكا" بمشهد مماثل، إذ شهد مجمع السفر عبر الإنترنت "ترافيل سترايد" زيادة نسبتها 25% في الحجوزات بأقصى جنوب القارة مقارنة بأرقام العام الماضي قبل تفشي الوباء.

وتتجه جزر المالديف إلى الصعود أيضاً، فقد سجلت المزيد من طلبات البحث المتعلقة بالسفر على "غوغل" أكثر من أي دولة أخرى في الفترة الممتدة من نوفمبر 2020 إلى يناير 2021.

الحذر لا يزال واجباً

لكن لدى بيتر بيتس، رئيس ومؤسس شركة "ستراتيجيك فيجن" للاستشارات المتخصصة في مجال السفر، نظرة حذرة بشأن تعافي السفر.

ويقول بيتس إن تاريخ أحدث الأبحاث التي أصدرتها شركته، كان قديماً عند نشره في يناير، واستند إلى استطلاع تم إرساله في أواخر نوفمبر.

في تلك المرحلة، قال مستشارو السفر إن إيطاليا وفرنسا واليونان واليابان كانت من بين أفضل الوجهات المخطط لها لعام 2021، لكن الموجة الجديدة من عمليات الإغلاق جعلت هذه الخطط غير مرجحة.

ويرى بيتس أن إحدى القضايا التي ستخص إفريقيا، تتمثل في المخاوف المتعلقة بسلالة كورونا الجديدة في جنوب إفريقيا، وهو سيناريو يمكن أن يتكرر  في أي مكان.

ويتعلق الشك الآخر بعدم فعالية اللقاحات على المدى الطويل، والسياسات الجديدة التي تعدّها السلطات الصحية في كافة أنحاء العالم.

وقال بيتس: "من المثير للقلق أنهم يفكرون في جرعة معززة، أو أن الجميع سيضطرون إلى أخذ جرعة ثالثة.. إن الأسئلة حول المدة التي ستستغرقها الجرعات في حماية الفرد قد تهدد صدقية جوازات السفر الخاصة بالحصانة".

*هذا المحتوى من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ.