تستعد العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء، لاحتضان النسخة الثانية من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، بحضور أكثر من 10 آلاف مشارك، من صناع السياسات والمختصين والمهتمين بالذكاء الاصطناعي.
القمة التي من المقرر أن تستمر مدة يومين، ستبحث كل ما يخص مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي من واقع حاضر وتحديات وتطلعات، إلى جانب عروض مختلفة خلال القمة لتسليط الضوء على أحدث الأبحاث والتقنيات في هذا المجال، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".
وترتكز مجالات النسخة الثانية من قمة الذكاء الاصطناعي على 8 محاور، وهي المدن الذكية، بناء القدرات، الرعاية الصحية، المواصلات، الطاقة، الثقافة والتراث، البيئة والاقتصاد الرقمي.
ويعتمد ارتكاز المدن الذكية على "تبنّي الذكاء الاصطناعي لتحويل المدن إلى منظومات مخصصة وسهلة الوصول، تتمحور حول الإنسان للمواطنين الرقميين"، فيما يستند مجال بناء القدرات على "بحث كيفية إعادة تشكيل مستقبل الإمكانات البشرية ورأس المال الاجتماعي من التعليم التكيفي إلى تعليم شامل، ومتعدد يناسب الجميع ويستمر مدى الحياة"، وفق "واس".
كما تشمل القمة الحديث عن الرعاية الصحية وسبل النهوض بالمنظومة الصحية للمرضى وهوياتهم وبياناتهم، من البحث والتطوير في مجال الأدوية، مروراً بالمرافق والخدمات والملفات الشخصية الطبية المستقبلية.
ومن المقرر كذلك أن تشمل مجالات القمة الحديث عن المواصلات، من المركبات ذاتية القيادة إلى حركة المرور المرنة والفعالة، وخدمات النقل والإمداد التي تربط وتسهل وصول مجتمعات وأفراد المستقبل، وكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في تقنيات الألواح الشمسية وتقنيات كفاءة الطاقة ومكافحة التغير المناخي، وكذلك مجال الثقافة والتراث، بسحب وكالة "واس".
الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات
وسيبحث الخبراء كذلك خلال القمة كيفية تبنّي التقارب بين ثقافة الذكاء الاصطناعي والعلوم الاجتماعية والتقنية، والبيئة وكيفية الاستفادة من التقارب بين الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات لتحليل الكوكب ومكافحة تغير المناخ وبناء مستقبل مستدام يكون الأفضل، إضافةً إلى مجال الاقتصاد الرقمي.
ويُعد "نيوم" من أهم المشروعات الرئيسة ضمن رؤية المملكة 2030 التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي لتوظيفه في بناء مدن ذكية، ويسعى إلى "تقديم نموذج عالمي فريد يحقق الاستدامة ومثالية العيش في تناغم مع الطبيعة بالاعتماد على التقنيات الرقمية المتقدمة"، وفقاً لـ"واس".
"الذكاء الاصطناعي لخير البشرية"
وتعقد القمة تحت شعار "الذكاء الاصطناعي لخير البشرية"، بمشاركة أكثر من 200 متحدث من 90 دولة، يمثلون صانعي السياسات في هذا المجال، ورؤساء شركات التقنية حول العالم، إلى جانب حضور مسؤولين ووزراء، للاطلاع على ما يتم طرحه في أكثر من 100 جلسة، وكيفية استخدامه، وأثره في حياة الإنسان.
وسيتم خلال أعمال القمة كذلك توقيع أكثر من 40 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين القطاعين العام والخاص داخل المملكة وخارجها، وإعلان 8 مبادرات محلية ودولية ما بين شركات ومؤسسات عالمية في سبيل تعزيز التعاون الدولي حول الذكاء الاصطناعي واستخداماته.
يذكر أن النسخة الأولى من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي عقدت افتراضياً قبل عامين، شهدت إقامة 30 جلسة شارك فيها ما يقارب من 60 متحدثاً من وزراء، وقادة لكياناتٍ عالمية، وأكاديميين، ومستثمرين، ورواد أعمال يمثلون 20 دولة.
وناقشت دور الذكاء الاصطناعي في بناء الحياة والمستقبل، وسبل التحوّل إلى العصر الجديد الذي يتّسم بالتغير السريع، كما أُطلِقت خلالها الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي "نُسدي".