الرمال السوداء.. بوابة مصر لاستخلاص المعادن الثمينة

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء جولة تفقدية خلال افتتاح شركة الرمال السوداء المصرية - البرلس، مصر - 19 أكتوبر 2022 - facebook.com/Egy.Pres.Spokesman
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء جولة تفقدية خلال افتتاح شركة الرمال السوداء المصرية - البرلس، مصر - 19 أكتوبر 2022 - facebook.com/Egy.Pres.Spokesman
القاهرة-إسلام أبو المجد

افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، في مدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ شمال الدلتا "الشركة المصرية للرمال السوداء"، للاستفادة من احتياطات مصر من الرمال السوداء، والتي تقدر بـ5 مليارات طن.

رئيس هيئة المواد النووية في مصر، حامد ميرة، قدّر في كلمته أثناء افتتاح الشركة، أن عوائد المشروع قد تصل إلى 6 مليارات دولار، وهي عوائد استخلاص تلك المعادن الثمينة التي تدخل في أغلب الصناعات الحديثة.

أبرز هذه المعادن التي سيعمل المشروع على استخلاصها هي الإلمانيت، والزيركون، والجارنت، والروتايل، والمونازيت، الماجنتايت، ويدخل بعضها في 70% من الصناعات، وصناعة هياكل الطائرات، والصواريخ، والغواصات، ومركبات الفضاء، والأجهزة التعويضية وغيرها.

واعتبرت الرئاسة في بيان، أن المشروع "إضافة إلى سلسلة المشروعات القومية التى تهدف إلى الاستفادة والاستغلال لموارد مصر الطبيعية، وتحقيق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة من الرمال السوداء".

ما الرمال السوداء؟  

الرمال السوداء عبارة عن رواسب شاطئية تكونت عند مصبات الأنهار بفعل ظاهرة المد والجزر على مر العصور، وتشكل ثروة طبيعية من الكثبان الرملية على الشريط الساحلي الممتد بطول 400 كيلومتر بين مدينتي رفح في سيناء وأبي قير بالإسكندرية.

إضافة إلى ذلك، هناك مواقع أخرى للرمال السوداء في جنوب منطقة برنيس وبحيرة ناصر، وفقاً لمدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية وليد حسين، الذي أكد أن مصر تمتلك أحد أكبر احتياطيات الرمال السوداء على مستوى العالم، ويتركز وجودها في محافظات، "البحيرة، وكفر الشيخ، ودمياط، وبورسعيد، وشمال سيناء، والبحر الأحمر، وأسوان". 

رئيس المجلس الاستشاري العربي للتعدين، حسن بخيت، قال في تصريحات لـ"الشرق"، إن الرمال السوداء في مصر تتركز في 3 مناطق رئيسية، وهي شاطئ البحر المتوسط، والوديان الشرقية على البحر الأحمر، فضلاً عن بحيرة ناصر المرتبطة بالسد العالي في مدينة أسوان أقصى جنوب مصر.

وأكد بخيت أن احتياطي مصر من الرمال المحملة بتلك المعادن يصل إلى نحو 5 مليارات طن، بينما تٌقدر نسبة المعادن التي سيتم استخلاصها من تلك الرمال حوالي 3 إلى 7% من إجمالي حجم الرمال، وفقاً للتقديرات الأولية.

البنية التحتية المطلوبة 

رئيس المجلس الاستشاري العربي للتعدين، أشار إلى أن هناك 3 عوامل رئيسية لنجاح هذا المشروع، تتمثل في وجود طرق مناسبة وممهدة، فضلاً عن شبكة كهربائية مناسبة، وشبكة مياه.

ولفت أستاذ التنمية المحلية، حمد عرفة، إلى أن وجود بنية تحتية من وسائل إنترنت وكابلات وخطوط أرضية متطورة تحت الأرض بجانب تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي "تضمن نجاح هذا المشروع".  

ويرى عرفة، أن تدشين المصانع الخاصة بهذا المشروع يفضل أن تكون في المدن الجديدة، التي تحتوي على مجمعات صناعية مجهزة.  

الجدوى الاقتصادية 

تستهدف مصر من المشروع، استخراج ما يقرب من 76 مليون طن معادن اقتصادية، وفقاً لدراسات الجدوى التي أجرتها هيئة المواد النووية، وأكدتها شركات ومكاتب استشارية عالمية، قدّرت أن تلك الكمية تكفي لتشغيل المشروع لما يزيد على 200 عام.

وأشار رئيس هيئة المواد النووية حامد ميرة، إلى أنه بجانب ما تحويه الرمال السوداء من عناصر التيتانيوم والزركونيا، تمتلك طيفاً واسعاً من التطبيقات الصناعية الدقيقة.

الشركة المصرية للرمال السوداء 

أجرت هيئة المواد النووية المصرية في عام 2014، دراسة استكشافية شاملة لمناطق تواجد الرمال السوداء على طول ساحلي البحرين المتوسط والأحمر، واستعانت في ذلك بشركة "مينرال ميتنولوجى" الأسترالية لإعداد دراسة جدوى بشأن استغلال وتعدين الرمال السوداء بمنطقة البرلس.

وخلُصت الدراسة إلى جدوى المشروع اقتصادياً، وتلى ذلك صدور قرار رئاسي في سبتمبر 2014، بإنشاء الشركة المصرية للرمال السوداء كشركة مساهمة مصرية، وإحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية.

ووصل رأس مال الشركة إلى 4 مليارات جنيه علماً بأنه بدأ بـ500 مليون جنيه، ويمتلك جهاز مشروعات الخدمة الوطنية حصة نسبتها 61% من الشركة، بينما تمتلك هيئة المواد النووية 15%، في حين تبلغ حصة بنك الاستثمار القومي 12%، ومحافظة كفر الشيخ 10%، أما الشركة المصرية للثروة التعدينية فتبلغ حصتها 2%.

تقوم فكرة إنشاء "الشركة المصرية للرمال السوداء"، على استخلاص المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء سواء من سطح الأرض، أو من المياه وفصلها وتسويق منتجاتها محلياً وعالمياً.

إضافة إلى تحويل تلك المعادن إلى منتجات جاهزة للعمليات الصناعية المختلفة، بدلاً من تسويقها كمواد خام، حسبما أوضحت الشركة.

مؤسس الشركة ورئيس مجلس إدارتها السابق، أشرف سلطان، اعتبر أن الشركة بمثابة "بوابة دخول مصر عصر صناعة المعادن بشكل حقيقي"، مشيراً إلى أن الاحتياطي المتوقع من الموقع الحالي في منطقة البرلس يبلغ نحو 238 مليون طن، ما يعني أن الشركة ستعمل أكثر من 15 عاماً لفصل تلك المعادن واستخلاصها. 

6 معادن رئيسية

وقال أشرف سلطان في تصريحات لـ"الشرق"، إن الشركة ستقوم على فصل 6 معادن بشكل أساسي، وهي: "الإلمانيت، والزيركون، والجارنت، والروتايل، والمونازيت، الماجنتايت".

وأوضح أن الإلمانيت يعد معدناً استراتيجياً مهماً، فيما سيكون لبقية المعادن عائداً اقتصادياً هاماً، كونها تدخل في 70% من الصناعات، مشيراً إلى أن معدن المونازيت مثلاً، يُستخلص منه (الثوريوم واليورانيوم) اللذان يدخلان في صناعة الوقود النووي، ما قد يسهم في توفير الوقود اللازم لمحطة الضبعة النووية.

رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للرمال السوداء مجدي الطويل، أشار إلى أن المعادن التي ينتجها المشروع مثل معدني الألمانيت والروتيل، هما مصدرين رئيسيين لإنتاج معدن التيتانيوم، والذي يدخل في الصناعات الاستراتيجية المهمة، مثل صناعة هياكل الطائرات والصواريخ والغواصات ومركبات الفضاء والأجهزة التعويضية.

وكذلك إنتاج ثاني أكسيد التيتانيوم، والذي يستخدم في الدهانات والأصباغ والورق والجلود والمستحضرات الطبية، كما ينتج المشروع معدن الزيركون الذي يدخل في صناعة السيراميك والأدوات الصحية والزجاج والسبائك المواتير وتركيبات الأسنان وتبطين الأفران.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات