ذكر تقرير، الاثنين، أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الصين آخذة في الانخفاض منذ العام الماضي، لكنها لم تصل إلى أدنى مستوياتها بعد، إذ لا تزال سياسات البلاد غير متوافقة تماماً مع الأهداف طويلة الأجل للحد من ارتفاع درجات الحرارة.
وقال مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، ومقره العاصمة الفنلندية هلسنكي ومعد التقرير، إن الصين تنتج ما يقرب من ثلث انبعاثات الكربون السنوية في العالم، ونجاحها في تحقيق أهدافها المناخية "ربما يكون العامل الوحيد الأكثر أهمية في المعركة العالمية ضد تغير المناخ".
وأضاف التقرير، بعد تقييم بيانات الانبعاثات وإجراء مسح شمل 26 من خبراء الطاقة الصينيين، أن الصين حققت "إنجازات ملحوظة" في مجالات مثل الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية لكنها ما زالت "بعيدة عن المسار الصحيح" فيما يتعلق بتوليد الكهرباء بالفحم ومصانع الحديد والصلب.
وأشار إلى أن "استهلاك الطاقة يتزايد مدفوعاً بالنمو الاقتصادي الصناعي الضخم، بسرعة كبيرة يتعذر معها تحقيق الأهداف المناخية".
واختتمت محادثات المناخ العالمية، الأحد، بالتزام الدول بتأسيس صندوق لمساعدة الدول الأكثر تعرضاً للمخاطر لكن دون التوصل لإجماع فيما يتعلق بالوصول لذروة الانبعاثات العالمية والبدء في تقليلها بحلول 2025.
انخفاض مؤقت
وقدَّر تقرير سنوي صادر عن مشروع الكربون العالمي (GBP) أن انبعاثات الصين ستنخفض بنسبة 0.9٪ في عام 2022، مما يزيد الآمال في أنها حققت هدفها بالفعل.
ومع ذلك، يُعزى الانخفاض إلى سياسات البلاد الصارمة بشأن "صفر كوفيد"، والتي عطلت الاقتصاد بشدة وشهدت إغلاق المركز المالي لشنغهاي لأكثر من شهرين.
وتوقع المدير التنفيذي لـ GCP بيب كنديل، وأحد مؤلفي التقرير، عودة زيادة الانبعاثات، مضيفاً أنه "على مدى السنوات القادمة، سنشهد نمواً (في الانبعاثات) قادماً من الصين قبل أن نرى الاستقرار وينخفض في النهاية".
ومن المتوقع أن تحقق الصين هدف ذروة الانبعاثات بحلول 2030 بسهولة نسبية، لكن خبراء يخشون من أن كمية الانبعاثات الإجمالية ستواصل الارتفاع بشكل كبير خلال العقد مع بنائها محطات جديدة تعمل بالفحم وبنية تحتية كثيفة الكربون لمعالجة مخاوف تتعلق بأمن الطاقة والاستقرار الاقتصادي.
وأشار التقرير إلى أنه كلما زاد مستوى الانبعاثات كان أصعب على الصين الوفاء بهدف الحياد الكربوني بحلول 2060 وأضاف أن "من الضروري للغاية" للصين أن تتخطى الأهداف وليس فقط أن تفي بها".