أعلن ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، الخميس، إنشاء مؤسسة تطوير جزيرة دارين وتاروت، فضلاً عن اعتماد التوجه التنموي للجزيرة والمبادرات المستقبلية الخاصة بها، وذلك بما يتماشى مع رؤية "المملكة 2030".
ووفق ما أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس"، فإن ولي العهد أعلن تخصيص ميزانية تقديرية بقيمة مليارين و644 مليون ريال، ومؤسسة تهدف إلى الارتقاء بجودة الحياة وتنمية الناتج المحلي، وذلك من خلال الاستفادة من الميزات النسبية للجزيرة في النواحي التراثية والبيئة والسياحية، بما يسهم في تحقيق التنوع الاقتصادي.
ويتضمن التوجه التنموي للجزيرة، الواقعة على مساحة 32 كيلومتراً مربعاً ويقطنها 120 ألف نسمة، تحديد المقومات والمزايا النسبية والتنافسية للجزيرة، وفق ثلاث ركائز رئيسية لرسم مستقبل الجزيرة، وهي: المحافظة على الجانب الثقافي والتراثي التاريخي للجزيرة، وإحياء المواقع الطبيعية والبيئية، والارتقاء بجودة الحياة وتعزيز اقتصادها السياحي.
ولتحقيق مستهدفات التوجه التنموي للجزيرة، طُورت أكثر من 19 مبادرة نوعية. فعلى الجانب الثقافي سيتم تطوير قلعة ومطار دارين كوجهات سياحية تراثية، وإقامة عدة مهرجانات ثقافية وتراثية في الجزيرة، بالإضافة لإنشاء مسارات متعددة للمشاة تتخلل المناطق التراثية في الجزيرة.
وعلى الجانب البيئي سيتم إنشاء أكبر غابة "مانجروف" على ضفاف الخليج العربي، وإنشاء عدد من الفنادق والنزل البيئية في المناطق الطبيعية، بالإضافة إلى الارتقاء بجودة الحياة في الجزيرة، عن طريق إنشاء الطرق والبنى التحتية والحدائق العامة، والتي تتضمن عدة ملاعب ومنشآت رياضية حديثة.
أثر اقتصادي كبير
ومن المتوقع أن يحدث اعتماد التوجه التنموي أثراً اقتصادياً واجتماعياً كبيراً في المنطقة، من خلال المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بمتوسط يصل إلى 297 مليون ريال سنوياً، وزيادة عدد السياح وصولاً إلى 1.36 مليون سائح بحلول عام 2030، وتوفير آلاف الفرص الوظيفية، بالإضافة إلى تخصيص ما يصل إلى 48% من مساحة الجزيرة، للساحات والحدائق العامة والواجهات البحرية والطرق والمرافق.
ووجه ولي العهد بالعمل على معالجة جميع معوقات التنمية في جزيرة دارين وتاروت، وخصوصاً في الجوانب البيئية والعمرانية، وتوفير فرص عمل وخلق الوظائف لأبناء المنطقة، ورفع مساهمتها في الناتج المحلي من خلال تطوير الأنشطة الاقتصادية والسياحية فيها، والاستفادة من الميزات النسبية والاستثمار فيها.
تجدر الإشارة إلى أهمية الجزيرة تاريخياً، إذ يعود تاريخها إلى أكثر من 5 آلاف سنة، وتضم أكثر من 11 موقعاً تراثياً، فيما يعتبر ميناء دارين من أقدم الموانئ في المنطقة، واشتهر في السابق بكونه مرفأً بحرياً وسوقاً نشطاً، إذ كان مخزناً للبضائع مثل المسك والعطور والمنسوجات والتوابل.