
لم يأتِ لقب "تاجر الموت" الذي حصل عليه الروسي فيكتور بوت، والذي شملته صفقة تبادل أسرى بين موسكو وواشنطن، الخميس، من فراغ، لكنه جاء بسبب سُمعته السيئة وانتشار عملياته وعملائه على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.
وقالت مجلة "فورين بوليسي"، في تقرير الجمعة، إنه يُعتقد أن بوت ضابط سابق في المخابرات العسكرية في موسكو، وبدأ التجارة في الأسلحة سوفيتية الصُنع في تسعينات القرن الماضي. وفي عام 2003، أصبح أحد تجار الأسلحة البارزين في العالم، وغمر "المنظمات الإرهابية" المصنفة من قبل الولايات المتحدة، والجماعات المتمردة، وعصابات المخدرات، والأنظمة المارقة في جميع أنحاء العالم بالأسلحة.
ووفقاً للحكومة الأميركية، فإنه يمكن لتجارة بوت الدولية الضخمة "نقل الدبابات والمروحيات والأسلحة بالأطنان إلى أي نقطة في العالم تقريباً". وهو ما أشارت المجلة إلى أنه "تسبب في أضرار خاصة في إفريقيا، حيث ذبح المتمردون والجماعات الإرهابية مئات الآلاف من الأبرياء بأسلحته".
ولفتت "فورين بوليسي" إلى أن هذا ما جعل بوت مصدر إلهام للشخصية التي لعبها الممثل الأميركي نيكولاس كيدج في فيلم "Lord of War" (ملك الحرب) في 2005، كما تم استخدام الأسلحة التي باعها لحركة طالبان ضد القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي "ناتو" في أفغانستان.
وقالت المجلة أنه "بسبب جرائمه، بات بوت هدفاً رئيسياً للحكومة الأميركية، وفرضت وزارة الخزانة عقوبات عليه في عام 2004، وجمدت أصوله المالية الكبيرة في الولايات المتحدة، الأمر الذي شجع أيضاً الدول الأخرى على أن تحذو حذوها".
وكشف أنه "في عام 2006، كلَف البيت الأبيض إدارة مكافحة المخدرات بتقديم بوت، إلى جانب العديد من المجرمين البارزين الآخرين الذين لم يتم المساس بهم في السابق، إلى العدالة باستخدام قوانين مكافحة الإرهاب التي تم سنها في ذلك الوقت".
وأفادت بأنه "بعد عامين، ألقت الشرطة الملكية التايلندية، بالتعاون مع إدارة مكافحة المخدرات الأميركية، القبض على بوت في بانكوك، أثناء اجتماعه مع عملاء إدارة مكافحة المخدرات الذين تظاهروا بأنهم أعضاء في حركة القوات المسلحة الثورية لكولومبيا (فارك)، الصنفة من قبل الولايات المتحدة منظمة إرهابية، وتُعد أكبر منتج للكوكايين في العالم، ويُعتقد أنها اشترت أسلحة من بوت سابقاً".
وحكمت محكمة أميركية على بوت بالسجن لمدة 25 عاماً بتهمة التآمر لبيع صواريخ "أرض-جو" وأسلحة أخرى تقدر بملايين الدولارات إلى (فارك)، وأقر بوت صراحةً بأنها ستُستخدَم ضد أفراد أميركيين في كولومبيا.
وقال بوت، خلال اجتماعه مع عملاء إدارة مكافحة المخدرات الأميركية في ذلك الوقت، إنه وحركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية "لديهما نفس العدو"، مضيفاً أنه كان "يُقاتل الولايات المتحدة لمدة تتراوح بين 10 و 15 عاماً".
وعقب اعتقال بوت، نددت روسيا بالتهم الموجهة إليه، واستدعت السفير التايلندي في موسكو، ثم استخدمت المال والنفوذ سراً في محاولة لإفشال تسليمه إلى الولايات المتحدة. وفي السنوات التي تلت ذلك، عرضت موسكو مراراً وتكراراً مبادلته مع الجندي الأميركي بول ويلان.
اقرأ أيضاً: